الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في السودان تبلغ مستويات غير مسبوقة

أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن الاحتياجات الإنسانية في السودان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل احتياج أكثر من 30 مليون شخص إلى المساعدة، مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في عدد من الولايات نتيجة الحرب الدائرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا)، في بيان، إن الأزمة المستمرة في البلاد لا تزال تُخلّف آثارًا مدمّرة على ملايين السكان. وأوضح أن 30.4 مليون شخص، من أصل نحو 51 مليون نسمة، باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وتفاقمت الأوضاع الإنسانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، على خلفية خلافات بشأن دمج «قوات الدعم السريع» في المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.

وأشار المكتب الأممي إلى أن الشركاء الإنسانيين تمكنوا من الوصول إلى 18.9 مليون شخص، وقدموا لهم شكلًا واحدًا على الأقل من المساعدات، من أصل هدف كان يبلغ 20.9 مليون شخص. وشملت المساعدات تقديم الغذاء لـ13.2 مليون شخص، ودعم سبل العيش لـ8.1 مليون آخرين، إضافة إلى توفير المياه النظيفة لـ5.6 مليون شخص.

كما استفاد نحو 6 ملايين شخص من الخدمات الصحية، فيما تلقى 824 ألف شخص مساعدات نقدية متعددة الأغراض، بحسب البيان.

وأكد «أوتشا» أن الشركاء في المجال الإنساني يسعون إلى جمع 4.2 مليارات دولار بحلول عام 2025 لمساعدة 21 مليون شخص في مختلف أنحاء السودان، إلا أنه حتى 30 نوفمبر الماضي لم يتم توفير سوى 35.4% من التمويل المطلوب.

وأوضح أن نقص التمويل والتخفيضات الأخيرة في ميزانيات المانحين أجبرت الجهات الإنسانية على إعادة ترتيب أولوياتها، وتقليص عدد المستهدفين إلى 18 مليون شخص، مع حاجة عاجلة إلى 3 مليارات دولار.

ميدانيًا، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة منذ أسابيع بين الجيش و«الدعم السريع»، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف مؤخرًا.

ومن بين 18 ولاية سودانية، تسيطر «قوات الدعم السريع» على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، فيما يفرض الجيش سيطرته على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.