بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ذكرى رحيل فريد الأطرش

إيه حكاية الخلاف بين عبد الحليم حافظ.. وكواليس الصلح التاريخي

فريد الاطرش
فريد الاطرش

يتزامن اليوم الجمعة مع ذكرى رحيل فريد الأطرش، أحد أعمدة الموسيقى العربية، الذي رحل عن عالمنا في 26 ديسمبر، بعد مسيرة فنية استثنائية ترك خلالها إرثًا غنائيًا وموسيقيًا خالدًا لا يزال حاضرًا في وجدان الجمهور العربي حتى اليوم.

وبرغم عبقريته الفنية ومكانته الرفيعة، شهدت حياة فريد الأطرش بعض المحطات الجدلية، كان أبرزها الخلاف الشهير الذي جمعه بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وهو الخلاف الذي شغل الرأي العام العربي في وقت لم تكن فيه وسائل التواصل الاجتماعي موجودة.

فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.. خلاف تصدر الرأي العام

اشتهر كل من فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ بأنهما من أهم رموز الغناء في القرن العشرين، وقد أسهما معًا في تشكيل ملامح الموسيقى العربية الحديثة، لكن المقارنات المستمرة بينهما كانت سببًا في نشوء حالة من الجدل والخلاف، غذّتها بعض الصحف آنذاك.

وأكد فريد الأطرش لاحقًا أن ما تردد عن وجود عداوة حقيقية لم يكن سوى سوء فهم، مشددًا على أنه غير مسؤول عما يُكتب أو يُقال في الإعلام.

جلسة صلح تاريخية على شاشة التليفزيون اللبناني

في واقعة نادرة، جمع التليفزيون اللبناني النجمين في حلقة حملت عنوان «جلسة صلح»، والتي أعادت بثها لاحقًا قناة ماسبيرو زمان، وكشفت كواليس الخلاف وحقيقته أمام الجمهور.

وحضر عبد الحليم حافظ خصيصًا من تونس للمشاركة في اللقاء، في خطوة عكست رغبته الصادقة في إنهاء الجدل، مؤكدًا خلال الحوار أنه يتمنى أن يكون مثل فريد الأطرش، الذي أفنى عمره في خدمة الفن برسالة عظيمة.
 

تصريحات متبادلة كشفت الاحترام المتبادل

قال فريد الأطرش خلال اللقاء إنه يتمنى لو أن الزمن أنجب 20 عبد الحليم حافظ، نافيًا أي شعور بالغيرة أو المنافسة غير الشريفة.

من جانبه، عبّر عبد الحليم عن استغرابه من المقارنات التي تضعه في مكانة متساوية مع فريد الأطرش، مؤكدًا أن الأخير لا يُقارن إلا بعمالقة التلحين مثل محمد عبد الوهاب، وهو ما عكس حجم الاحترام المتبادل بين النجمين.

مسيرة فنية ذهبية لـ فريد الأطرش

يُعد فريد الأطرش أحد أعظم المطربين والملحنين في تاريخ الفن العربي، وحمل لقب ملك العود عن جدارة. ينتمي إلى عائلة الأطرش العريقة في جبل الدروز جنوب سوريا، وانتقل إلى القاهرة مع والدته الأميرة عالية المنذر، حيث بدأت رحلته الفنية الحقيقية.

قدم فريد الأطرش 31 فيلمًا سينمائيًا، ولحّن وغنّى لكبار الشعراء والمطربين، وترك بصمة موسيقية فريدة بدأت بأغنيته الأولى «يا ريتني طير لأطير حواليك»، مرورًا بانضمامه لفرقة بديعة مصابني، وحتى بطولته لفيلم «انتصار الشباب» عام 1940 مع شقيقته أسمهان.

أخلاق الأمير قبل عبقرية الفنان

إلى جانب عبقريته الموسيقية، عُرف فريد الأطرش بأخلاقه الرفيعة وكرمه الشديد، حيث كان بيته مفتوحًا للجميع دون تفرقة، سواء كانوا فقراء أو وزراء، وهو ما جعله محبوبًا بين زملائه والجمهور على حد سواء.

ورحل فريد الأطرش في 26 ديسمبر، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا، ما زال يثري الساحة الفنية في مصر والوطن العربي، ويؤكد أن العبقرية الحقيقية لا تموت بمرور الزمن.

تم نسخ الرابط