ما لا تعرفه عن سمكة الأرنب الأخطر على السواحل المصرية
تُعد السواحل المصرية، وخاصة البحر الأحمر،والبحر المتوسط، من أغنى البيئات البحرية بالتنوع البيولوجي، إلا أن هذا الثراء يخفي في أعماقة مخاطر حقيقية، من أبرزها أسماك القراض أو ما تُعرف شعبياً سمكة الأرنب، وهي من أخطر الأسماك السامة المنتشرة حالياً على السواحل المصرية، وتشكل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين إذا جرى تداولها أو استهلاكها.
خطر مميت
سمكة القراض من الأنواع السامة شديدة الخطورة، وتحتوي على سم عصبي قاتل يُعرف باسم تيترودوتوكسين (Tetrodotoxin – TTX)، وهو سم لا يوجد له مصل أو علاج حتى وقتنا هذا، ولا يتأثر بالطهي أو القلي أو الغلي أوالشوي أو التجميد، وتناول جزء صغير منها قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات قليلة، ما يجعلها قضية صحة عامة وليست مجرد مشكلة بيئية أو سمكية.
أماكن انتشارها في المياه المصرية
موطنها الأصلي: البحر الأحمر وخليج السويس، وتنتشر بكثرة في الغردقة والسويس، وبدأت الهجرة للبحر المتوسط عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط، وتكاثرت بشكل ملحوظ على طول الساحل الشمالي.
تنتشر بكثافة في محافظة مطروح خاصة منطقة السلوم، وكذلك في الساحل الغربي لمحافظة الإسكندرية

لماذا سُميت بأسماك الأرنب؟
تحمل السمكة عدة مسميات شعبية تعكس طبيعتها، "أسماك الأرنب" بسبب أسنانها الأمامية التي تشبه أسنان الأرنب، "أسماك القراض" لقدرتها على قرض الشباك وخيوط الصيد بأسنانها الحادة، " أسماك النفيخة" لأنها تنفخ بطنها بالماء أو الهواء عند الإحساس بالخطر.
أين يتركز السم في سمكة الأرنب ؟
يتركز السم القاتل في " الكبد، والمعاء، والجلد، والرأس، والخياشيم، والمناسل " خاصة المبايض" ، ورغم أن اللحم نفسة لسمكة الأرنب قد يكون خالياً من السم، فإن أي خدش لهذه الأعضاء أثناء التنظيف يلوث اللحم فوراً ويحوله إلى مادة قاتلة على الفور .
كيف يمكن التعرف عليها وتميزها
يحذر الخبراء من محاولات الغش التجاري ببيعها بعد سلخها كـسمك "فيليه"، لذلك يجب الانتباه إلى أن جلدها رمادي أو رصاصي منقط, وبطن أبيض, أربع أسنان أمامية حادة تشبه القواطع، طولها يتراوح بين 20 و75 سم, وفق أبحاث المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد.
التحذير من الغش في بيع الفيليه
تشير تقارير متخصصة إلى أن بعض البائعين غير الأمناء يبيعون فيليه "سمكة الأرنب" على أنه قشر بياض أو هامور أو بلطي كبير.
ويميز الخبراء بينهما كالتالي:
• الفيليه السليم: لونه أبيض شفاف أو وردي، له رائحة بحر واضحة، نسيجه طري ويتفتت بعد الطهي.
• فيليه سمكة الأرنب: أبيض ناصع، مصمت ومطاطي، عديم الرائحة تقريباً، ولا يتفتت بعد الطهي.
فترات زيادة السمية بسمكة الأرنب
أظهرت دراسات المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد أن: السمية ترتفع خلال فترة التكاثر وهي تبدأمن شهر أبريل إالى يوليو خاصة الإناث، يزداد تركيز السم مع ارتفاع درجة الحرارة المياه في الربيع والصيف، ورغم ذلك تظل " سمكة الأرنب" خطرة في كل فصول السنة .
أعراض التسمم
تبدأ الأعراض خلال 20 دقيقة إلى ساعة وتصل إلى حتى 6 ساعات، وتشمل: " تنميل حول الفم واللسان، قئ وإسهال والاَم بالبطن، وضعف أو شلل في العضلات، وصعوبة في التنفس والكلام، ودوخة شديدة"، ويؤكد الأطباء أن الوقت لة عامل وحاسم في إنقاذ المصاب بالتسمم.
توصيات للوقاية والتوعية
عدم شراء فيليه مجهول المصدر أو رخيص بشكل مبالغ فية، شراء الأسماك كاملة وتنظيفها أمام المستهلك، الإبلاغ الفوري عن أي بائع يروج لهذا النوع، النقل العاجل الفوري عن أي بائع يروج لهذا النوع، النقل العاجل للمستشفى أو مركز سموم ظهور أي أعراض مما سبق ذكرها.
تؤكد الجهات المختصة أن صيد وبيع وتداول سمكة الأرنب محظور قانوناً في مصر، ويُعاقب عليه بالغرامة ومصادرة أدوات الصيد، كما تشدد على دور الصيادين والباعة والإعلام في حماية المجتمع من هذا الخطر الصامت.

