الرئيس السيسي تاريخ مشرف مع صاحبة الجلالة

قبل أن يتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر منذ أربع سنوات، وضع الإعلام علي قائمة أولياته، وركز عليه خلال فترة ترشحه للرئاسة.

وقبل أن يعلن عن فوز الرئيس بالرئاسة بفارق كبير في الأصوات عن منافسه الوحيد حمدين صباحي، قال " إن دور الإعلام هايكون حاكم جدا خلال المرحلة القادمة لأن فيه استقطاب وتشرذم ووعي الناس محتاج شغل كتير".

بعد مرور أربع سنوات، وقرب اكتمال الفترة الرئاسية رصدنا في هذا التقرير علاقة الرئيس بالإعلام، كيف بدأت وإلي أين وصلت في ظل الظروف التي مرت به الدولة خلال هذه الفترة.

عام المحاباه وجس النبض

عام 2014 يمكن أن نسميه عام المحاباه وجس النبض، فمع بداية الفترة الرئاسية أهتم الرئيس بعقد اللقاءات الإعلامية والصحفية بشكل دوري، حاول خلالها أن يبدي اهتمامه الكبير بدور الذي ستلعبه الصحافه كحلقة وصل بين الدول والشعب.

اللقاء الأول بين الإعلام والاقتصاد

في 6 يوليو 2014 شهد أول لقاءات السيسي برؤساء الصحف القومية وذلك بعد ما يقرب من شهر من توليه الرئاسة، تناول خلال هذا اللقاء رؤيته لدور الإعلام وبعض القضايا الاقتصادية.

وفى 9 أغسطس التقى الرئيس بعددا من الإعلاميين ورؤساء القنوات الفضائية، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وناقش فيه عددا من القضايا الوطنية والإقليمية التي تشهدها الساحة المصرية والعربية.

كما التقى الرئيس برؤساء الصحف في الشهر نفسه وفي 24 أغسطس ، حذر الرئيس من خطورة ما يسمى بـ«الجيل الرابع للحروب» التي تستغل وسائل الإعلام، وخطورة استثمار الأزمات واستغلالها في خلخلة الدولة.

صناعة الإعلام في الخارج

خلال قمة المناخ في الأمم المتحدة، رغم اللقاءات الصحفية التي قام بها السيسي في عدد من القنوات الأجنبية إلا أنه اهتم بلقاء أعضاء البعثة الإعلامية المصرية التي صاحبة زيارته لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر.

في 21 أكتوبر التقي وفداً من اتحاد الصحفيين العرب، برئاسة يوسف بهبهانى، رئيس الاتحاد، بمقر رئاسة الجمهورية، وبحضور نواب رئيس الاتحاد، والأمناء المساعدين، ونقباء الصحفيين في الوطن العربي، وأمين عام الاتحاد." تهنئة وفد اتحاد الصحفيين العرب باليوبيل الذهبي لإنشائه" .

واختتم السيسي 2014 بلقاء جديد مع رؤساء الصحف القومية، جمعت كلا من ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأخبار، ومحمد عبد الهادي علام، رئيس تحرير جريدة الأهرام، وفهمي محمد عنبة، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، في حوار صحفي، لتقيم الدور الذي لعبته الصحافه والاعلام بعد أكثر من 100 يوم من بداية حكم الرئيس، وما هو المطلوب منها في الفترة القادمة.

قال الدكتور صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، إن طبيعة العلاقة بين أي حاكم دولة إعلامه تقوم أساسا علي موقف الحاكم من الإعلام، وتقديره لدوره وتأثيره في إدارة وتوجيه الرأي العام وبالتالي صناعة القرار واستقرار الدولة.

وأشار " العالم " إلي أن الإعلام فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يعتمد على التوثيق، كونه أراد أن يؤسس للمرحلة ثقافيًا وتاريخي، لكن كانت لديه مرحلة تحول،موضحا أن الرئيس الحالي يعتمد على الاستمالات الإقناعية، واللعب علي العاطفة بعتباره يخاطب شعب مر بمرحلة ثورية ويبحث عن خطاب مقنع.

وتابع: " الكلام في البداية كان أسهل ما يكون ولكن مع مرور الوقت تبين أن الوعود الكثيرة ليست دليل أفعال كثيرة وهو ما ترتب عليه توتر العلاقة وتذبذبها فيما بعد".

2015 علاقة متذبذبة وأوضاع غير مستقرة

دأت إرهاصات التوتر في العلاقة بين السيسي والإعلاميين في الظهور منذ انعقاد المؤتمر الاقتصادي مارس 2015 بشرم الشيخ، رغم أن معظم الصحف نسخت مانشتاتها بعبارة السيسي الشهيرة خلال المؤتمر "مصر تستيقظ"

وشهد عام 2015 تراجعا في عدد لقاءات السيسي الإعلامية والصحفية، حيث تركزت هذه اللقاءات خلال اللقاءات والندوات التثقيفية للقوات المسلحة، أو التركيز مع وكالات أنباء وقنوات أجنبية .

الإعلام الدولي والإقليمي بديل

عقد السيسي اجتماعات مع عدد من الإعلاميين في الخارج على هامش زيارته للإمارات في فبراير 2015 وألمانيا في أبريل 2015 .

ثم التقى بممثلي الوكالات والمؤسسات الإعلامية الأجنبية في أكتوبر 2015، وجاء أول ظهور لزوجة السيسي في أغسطس 2015 بعد وفاة والدته تحدثت في حوار صحفي مطول عن شخصية الرئيس وعلاقته بوالدته .

2016 مواجهة وأزمات حقيقية

بدأت منذ فبرار 2016 بعد مقتل الشاب الإيطالي ريجيني علي يد قوات الأمن المصرية تحت التعذيب وفقا للتقارير الطبية.

وجاء التعليق الأول للرئيس بعد التناول الإعلامي للقضية خلال لقائه بممثلي فئات المجتمع، في أبريل 2016، إن "طريقة التناول الإعلامي ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لقضية مقتل ريجيني هي من صنعت الأزمة في هذه القضية".

وضع استثنائي يتطلب إعلام واعي

قال حسن نافعة،أستاذ العلوم السياسية، إن تدرج العلاقة بين الدولة والإعلام أو بين الرئيس والجهات الإعلامية خضعت بشكل لمباشر لطبيعة الأزمات التي كانت تشغل الرأي العام، وبالتالي كان الشعب بحاجة لخطاب قوي وحاسم ومقنع إلا أن التعامل مع هذه الأزمات كان أقل من المطلوب،مؤكدا أن 2014 كان فقط طرح للأجندة ووضع الأسس التي ستقوم عليها العلاقة بالتالي تطلب الأمر تكرار اللقاءات مع مختلف الجهات،ولكن 2015 و2016 كان العمل أهم من الخطابات والكلام.

تعديل الصورة في الخارج كانت ضرورة ملحة

وأضاف " نافعة "أنه بعد تصاعد أزمة الطالب الإيطالي الذي قتل في مصر و بعد عدة شهور حادث السياح المكسيكين،أحداث متلاحقة تهز مكانة مصر وتهدد أمنها القومي، لذلك اكتفي الرئيس باللقاءات التي تمت مع الإعلام الأجنبي في زياراته لبعض الدول وفي النهاية الرسالة واحدة، أن الدولة في وضع استثنائي وبحاجة إلي إعلام واعي.

اختفاء ثم عودة بحوار رزق

عاد الرئيس للظهور علي الساحة الإعلامية بعد غياب استمر عدة شهور، وفي 2 مايو 2016 خرج الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأخبار ياسر رزق بحوار خاص مع الرئيس فتح فيه قلبه وتحدث عن نقاط شخصية وقضايا عامة في الدلة وكان هذا اللقاء الأول من نوعة منذ تولي الرئيس الحكم.

الأمر الذي جعل البعض يطلق علي ياسر رزق " صحفي الرئيس " أسوة بهيكل مع عبد ىالناصر وموسي صبري مع السادات .

ياسر رزق يسرق الأنظار

ومع اندلاع أزمة نقابة الصحفيين في مايو 2016 كتب رزق مقالا، مطالبا بتشكيل لجنة حكماء من النقابة للقاء السيسي، هو الأمر الذى أغضب رؤساء تحرير الصحف وأعضاء مجلس النقابة خلال الاجتماع الذي عقد في 4 مايو 2016. 

وفي 21 أغسطس 2016عقد الرئيس لقاءا مع رؤساء الصحف لم يكشف عن كواليسه، ثم بعد يومين من اللقاء نشر ياسر رزق ما دار في لقاء الرئيس برؤساء الصحف.

وأكدت " ليلي عبد المجيد" عميد كلية الإعلام الأسبق، أنه لا يمكن أن نطلق لقب صحفي الرئيس علي أحد حاليا فعلاقة هيكل بعبد الناصر كانت علاقة خاصة جدا وفريدة من نوعها، وكدلك كانت علاقة موسي صبري بالسادات، وسمات ذلك أن يختصه الرئيس بالأخبار والحوارت المميزة وكشف الأسرار وظهوره المستمر في المناسبات المختلفة، وكل هذه الأمور لم تكن في احد خلال هذه السنوات الأربع .

2017 عام فقير إعلاميا

مع اقتراب الفترة الرئاسية علي تمامها عقد السيسي لقاءا موسعا مع رؤساء الصحف الوطنية كانت أشبه بكشف حساب وسرد للإنجازات التي خرجت إلي النور حتي اليوم، وكذلك ما بدا بالفل ولم يصل إلي مرحلة التمام, لقاءا وحيدا في 16 مايو 2017.

موضوعات متعلقة

الرئيس السيسي يصدر قرارين جمهوريين

الرئيس السيسي يوافق على منحة كورية بخمسة ملايين جنيه