بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

زيارة «ولي العهد» لأمريكا.. فرصة «ترامب» لإقصاء روسيا من المنطقة

بلدنا اليوم
كتب : مي وجدي

 أذهل العالم بعبقريته في إدارة شئون بلاده بالرغم من صغر سنة، بدأ في تنفيذ خطة لتطوير بلاده وجعلها تعتمد على مصادر جديدة في الدخل بدلا من اعتمادها بشكل منفرد على البترول، شن حملة موسعة لتطهير بلاده من الفساد، غير عابئ بقوة من يلاحقهم رغبة في تأكيد أن يد العدالة ستطال الجميع وأولهم الأمراء أنفسهم، إنّه ولي العهد السعودي الشاب، الأمير محمد بن سلمان.  سعى لتحقيق الأمن في بلاده، وتأكده من استقرارها شرع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في زيارة عددًا من الدول، والتي كانت مصر على رأسها، وجاء ضمن هذه الدول أمريكا،و التي تبدأ زيارته لها اليوم، لبحث تعزيز العلاقات التعاون بين البلدين، ومناقشة عددًا القضايا التي تهم الجانبين.   أمريكا تأمل تقويض قوة روسيا في المنطقة بعد زيارة بن سلمانوجاءت هذه الزيارة لتراها أمريكا الفرصة التي لطالما بحثت عنها لتقويض نفوذ روسيا بالمنطقة العربية، وهذا ما أكده أحد المسئولين الأمريكيين في تصريح لوكالة "سبوتنك"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وولي العهد السعودي سيبحثان كيفية "إجبار روسيا على دفع ثمن"مقابل أعمالها في سوريا،و دعمها لإيران.   وأضاف المسئول الأمريكي أن روسيا تحمي إيران، مشيرًا إلى استخدام روسيا حق الفيتو في مشروع قرار لمجلس الأمن حمل النظام الإيراني مسئولية برنامج الصواريخ الباليستية، الذي استخدم في الهجوم على كل من الممكلة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، منوهًا إلى أنها قدمت عددًا من الوعود للنظام الإيران لتوريد الأسلحة، مثل النماذج المتقدمة للدبابات والطائرات العسكرية.  وتابع المسئول حديثه متهماً روسيا بأنها تعمل على تقويض علاقة السعودية وأمريكا، ومؤكدًا أن روسيا "تثير أزمة" في الشرق الأوسط من أجل تقويض العلاقات الأمريكية السعودية.    روسيا توضح المسئول الحقيقي في تقويض العلاقات السعودية الأمريكية وخرج عضو البرلمان الروسي، ألكسي بوشكوف، ليرد في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على تلك الاتهامات التي قالها المسئول الأمريكي، مؤكدًا أن المسئول الحقيقي عن تقويض العلاقات بيم السعودية وأمريكا ترجع إلى سياسات الولايات المتحدة السيئة للغاية في الشرق الأوسط، وأضاف ساخرًا أن هذا الأمر جعلهم يرون شبح روسيا في كل مكان.   وتابع البرلماني الروسي مفيدًا أنه في الوقت الذي منعت فيه روسيا مجلس الأمن من تحميل النظام الإيراني مسئولية برنامج الصواريخ الباليستية، قدمت يد العون إلى المملكة العربية من خلال تقديم نظام دفاع جوي لها.   العلاقات الروسية السعودية وشهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ففي العام الماضي تم توقيع عقدًا بين وزارة الدفاع السعودية مع روسيا لتوريد نظام الدفاع الجوي المتقدم (S-400)، وأنظمة (Kornet-EM)، وراجمة الصواريخ (TOS-1A)، وراجمة القنابل (AGS-30)، وسلاح (كلاشنكوف AK- 103) وذخائره.   نهى بكر: السعودية تسعى لتحقيق أهداف كبيرة وأوضحت الدكتور نهي بكر، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أنه بالنسبة للأمير محمد بن سلمان، فهو يسعى لتحقيق عدة محاور، أمنية واقتصادية وسياسية، مشيرة إلى أنه يسعى لتوطيد علاقته بالولايات المتحدة .   وأكملت أن أول زيارة لترامب كانت للسعودية مما أظهر أن العلاقات بدأت بداية قوية بالفعل، مؤكده أن هناك عددًا من الملفات الأمنية والسياسية تشترك فيها الدولتين، والتي يأتي في مقدمتها ملف مكافحة الإرهاب، فالسعودية تلعب دورًا كبيرًا في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يشمل 75 دولة مشتركة فيه، وتم تفعيله بالفعل بعد مجيء ترامب فتم إخراج داعش من الرقة والموصل، وأيضًا ملف الإرهاب.   وأضافت أن كلا من السعودية وأمريكا يتفقان على رفض الاتفاقية النووية "5+1" التي تم توقيعها بين الأعضاء الخمس الدائمين بالأمم المتحدة وألمانيا مع إيران؛ بغرض التخلص من برنامجها النووي في مقابل تسييل أموالها المجمدة، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقية كانت السبب في توتر العلاقات الأمريكية السعودية، وفقدان الأخيرة ثقتها في الأولى كحليف.   وتابعت، أن السعودية تسعى أن يكون لها دور فعال في الإقليم، وبقربها من الولايات المتحدة الأمريكية فإنها تستطيع أن تحقق هذا الغرض السياسي، الذي يعطي لها أهمية إقليمية كلاعب رئيسي، كما تستطيع أن تؤثر في قرارات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وخاصة في ملف اليمن وسوريا.   وفي الجانب الاقتصادي، أشارت بكر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بالسعودية؛ لأن الأخيرة دولة مصدرة بالبترول، كما يوجد العديد من الاستثمارات السعودية بأمريكا، ومازال لديها القدرة على الاستثمار فيها مرة أخرى.    شقيق سلمان: ولي العهد في واشنطن لعقد اتفاقيات اقتصادية ومن جانبه أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان، أن ولي العد الأمير محمد بن سلمان لن يزور واشنطن لعقد مباحثات سياسية، بل اقتصادية خاصة التحدث حول الفرص الاستثمارية الثنائية.   وأضاف أن هذه الزيارة ستعزز علاقات التعاون القائمة بين البلدين منذُ زمنٍ طويل، والتي من ضمنها الجانب الأمني، موضحًا أن هناك تبادل المعلومات الاستخباراتية ومشاريع مُكافحة الإرهاب المُشتركة مثل المركز العالمي لمُكافحة الفكر المُتطرف أو ما يُسمى باعتدال، هذا بالإضافة إلى التعاون على الصعيد التعليمي، منوهًا أن آلاف الطلبة السعوديين تلقوا العلم في الولايات المُتحدة. وحول التعاون الاقتصادي، أكد الأمير أن رجال الأعمال السعوديون استثمروا مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة؛ وذلك من خلال الاستثمار في مُختلف القطاعات بما في ذلك القطاعات التقنية والعقارية والبُنية التحتية.   وفجر الأمير مفاجأة أن هذه الزيارة هي تمهيد لزيارة خادم الحرمين، الملك سلمان بن عبد العزيز الولايات المتحدة الأمريكية في وقت لاحق هذا العام.

تم نسخ الرابط