بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«لاستفزاز الشعب الفلسطيني».. رومانيا تسير على خطى ترامب لنقل سفارتها

بلدنا اليوم
كتب : شربات عبد الحى

أيام قليلة، وتعلن إسرائيل انتصارها على الشعب الفلسطيني، بمساعدة الأم «دولة أمريكا»، التي تسعى دائمًا لمناصرة الكيان الصهيوني، ففي خطوتها الاستفزازية الأخيرة، سيشهد الشهر المقبل، نقل السفارة إلى القدس، ولكن من المُلاحظ أن هذة الخطوة غير كافية لقتل الشعب الفلسطيني وهو على قيد الحياة، بل فى خطوة استفزازية جديدة ضد الفلسطينيين، أعلن ليفيو دراغنيا رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى الحاكم فى رومانيا، أمس، أنّ حكومة بلاده قررت نقل سفارة رومانيا فى إسرائيل إلى القدس، لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة.رومانيا تسير على خُطي أمريكاففي أحدى القنوات الرسمية للبلاد، خرج رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى، للعالم أجمع، والشعب الفلسطيني بالتحديد، بكلمات قاسية وأعلن إن "القرار اتُخذ والإجراءات ستبدأ"، فى حين لم يصدر أى إعلان رسمى عن الحكومة حول هذا المشروع.ووفقا لزعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى، الذى يؤدى دورا حاسما فى تسيير شؤون السلطة التنفيذية، فإنّ حكومة رئيسة الوزراء فيوريكا دانسيلا، اعتمدت أول أمس الأربعاء، "مذكرة حول بداية الإجراءات لنقل السفارة إلى القدس".وردا على سؤال وكالة فرانس برس، رفض المتحدث باسم الحكومة التعليق، وقد اعتمدت الحكومة هذه الوثيقة فى غياب وزير الخارجية تيودور ميليسكانو الذى يزور تونس.جواتيمالا تتبع النهجفبرغم من جميع المفاوضات التي قامت بها العديد من الدول، عقب إعلان الرئيس الأميركى دونالد ترامب ضجة فى ديسمبر قراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لإلا أن غواتيمالا اتخذت قرارًا مشابها بعد بضعة أسابيع، وقد تُصبح رومانيا أول دولة فى الاتحاد الأوروبى تحذو حذو الولايات المتحدة، وكانت شائعات قد سرت فى ديسمبر حول هذه النيّة.تبريرات وهميةوقال رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى إنّ هذا القرار "له قيمة رمزية هائلة" لأنّ لإسرائيل "تأثيرا قويا على المستوى الدولي" و"قيمة كبيرة جدا بالنسبة إلى الإدارة الأميركية".وأضاف "أعتقد أنه ستكون لهذا القرار فوائد كبيرة لرومانيا"، والقدس فى صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار دراغنيا إلى أن "الأمر يتعلق أيضا بنهج براغماتى"، قائلا: "على غرارنا جميعا، يحق لإسرائيل أيضا أن تنشئ عاصمتها حيث تشاء".امتيازات دوليةوبرغم من كل هذا، إلا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول إغراء العديد من الدول لتحذو حذو أمريكا، وذلك حينما فجر وإن أول 10 دول تنقل سفاراتها إلى القدس ستحصل على علاقات مميزة عن باقي الدول.وأضاف رئيس الوزراء إن "ما لا يقل عن ست" دول تدرس نقل سفاراتها إلى القدس في أعقاب قرار الولايات المتحدة القيام بذلك.كما قدم نتنياهو الشكر لغواتيمالا التي قررت نقل سفارتها بعد الإعلان الأميركي مباشرة لكنه لم يذكر أسماء الدول الأخرى التي قال إنها تدرس نقل سفاراتها.وقال نتنياهو "يسرني أن أقول إن هناك ما لا يقل عن ست دول تتحدث جديا معنا الآن بشأن نقل سفاراتها إلى القدس".وأضاف أن أول عشر سفارات ستنتقل إلى القدس ستحظى "بمعاملة تفضيلية" دون أن يوضح ما يعنيه ذلك.تنديد دوليوأكدت اللجنة القانونية للهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أن مثل هذه الخطوات المحتملة، جريمة دولية خطيرة وغير مسبوقة، تهدف لمحاولة إضفاء الشرعية على عمليات الاستيطان والضم التي قامت بها دولة الاحتلال في مدينة القدس.وأضافت أن هذه العمليات تتناقض مع مبدأ عدم جواز ضم الاقاليم المحتلة لدولة الاحتلال، الذي يتنظر له فقهاء القانون الدولي باعتباره المبدأ الأهم من المبادئ المستقرة في القانون الدولي الذي ينظم العلاقة بين دولة الاحتلال والدولة المحتلة أراضيها، كونها تشكل انتهاك جسيم واضح للقانون الدولي.وحذرت اللجنة من التداعيات الخطيرة وغير القانونية المترتبة عن تنفيذ أي خطوة لدولة غواتيمالا بهذا الشأن.واعتبرت اللجنة أن أي تنفيذ محتمل لنقل سفارة غواتيمالا من تل أبيب للقدس، بمثابة انتهاك واضح لمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني ولكافة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية منذ نشأتها، وخاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن مدينة القدس، واعترافًا من غواتيمالا بسيادة دولة الاحتلال على المدينة المقدسة.وحثت اللجنة القانونية، الأسرة الدولية والأحرار حول العالم، بإدانة الإجراءات والخطوات المحتملة، والعمل على إصدار قرار أممي بمقاطعة إسرائيل لعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة، لا سيما قرار مجلس الأمن رقم (2234) بتاريخ 23 ديسمبر 2016 والقاضي بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية.وطالبت اللجنة، القيادة الفلسطينية بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع دولة غواتيمالا، وإنهاء التنسيق الأمني، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال، فضلًا عن وضع خطة لدعم صمود أهالي ومؤسسات القدس وتشكيل مرجعية وطنية موحدة في المدينة.وحثت اللجنة، الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك جامعة الدول العربية، و منظمة المؤتمر الإسلامي لبدء تحركات دولية و سياسية وديبلوماسية وقانونية لمنع هذا التوجه ومواجهته، بما يشمل دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لاجتماعات عاجلة واستثنائية لبلورة موقف عربي موحد بشأن التغييرات المحتملة في السياسة الخارجية الأميركية حيال قضايا المنطقة، وفي قلبها القضية الفلسطينية.الـ6 دول التي تنوي نقل سفارتهاكشفت مواقع صحفية عن قيام 6 دول بجانب الولايات المتحدة وغواتيمالا، قررت نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس وهم: (هندوراس، توغو، جزر مارشال، ميكرونيزيا، جمهورية بالاو، وجمهورية ناورو)".

تم نسخ الرابط