بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«قمة السلام» لن تمنع الحرب.. هل يكرر «ترامب المخادع» سيناريو إسرائيل؟

بلدنا اليوم
كتب : محمد عطايا

شهد العالم انجازًا غير مسبوقًا، تم على يد أكثر حكام الولايات المتحدة تطرفًا، وإذا ما استمرت سيكتب التاريخ الإنجاز الأكبر والأهم، لرجل الأعمال الذي لا يؤمن سوى بلغة المال، دونالد ترامب.

 

عرف عن ترامب بأنه مخادع، لا يؤمن بالقيم الأخلاقية، فلم يطمئن قلب المجتمع الدولي من مشهد مصافحة الرئيس الأمريكي، ونظيره زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ولم يعتبرها أحد أنها البداية الحقيقية لعملية السلام.

 

الإبقاء على العقوبات

 

قال ترامب إن القمة التي عقدت أمس، كانت رائعة وحققت تقدما كبيرًا، كما اعتبرها كيم حدثًا تاريخيًا، قائلًا إن العالم سيشهد تغيرًا كبيرًا.

 

كل يشغل بال ترامب، هو تنفيذ شروطه للإبقاء على زر الولايات المتحدة النووي هو الأكبر والأوقى بين العالم، وكان أهم بند لعقد القمة، نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

 

وبالنسبه لكيم، فإن مشاركته في قمة مشتركة مع ترامب تعد نصراً بحد ذاته، إذ ينظر إلى هذه المحادثات بأنها مكسب بالنسبة لكوريا الشمالية بسبب الشرعية التي تضفيها على زعيمها.

 

تخطت القمة مرحلة المصافحة والتحدث بتفاؤل عن مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث أن الرئيس الأمريكي أكد أنه يعتزم وقف المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الشمالية، لكن العقوبات الاقتصادية ضد بيونغ يانج باقية إلى حين زوال "عامل السلاح النووي".

 

تصريحات ترامب جاءت خلال مؤتمر صحفي في ختام قمته مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أمس في سنغافورة.

 

هل يكرر ترامب سيناريو إيران

 

يسعى ترامب للظهور في مبدأ الحاكم الذي يسعى للسلام، إلا أنه في الواقع يتسم بالتسرع ورغبته في فرض شروطه، فلا يزال العالم يتذكر أن القمة كانت على حافة الهاوية بسبب "شروط محددة" لم يعلن ما هي، إلا أنه كان على وشك أن يجعل القمة مستحيلة بسبب تعنت رأيه.

 

أخرج ترامب قبل قمة السلام بأسبوعين تصريحات متناقضة، ففي الوقت الذي أعلن: "لدينا شروط محددة لعقد القمة مع كيم، وإذ لم تتوفر ربما لا نعقد هذه القمة"، أكد أيضًا، أن زعيم كوريا الشمالية جاد في التخلي عن برنامجه النووي.

 

التصريحات الملتوية لترامب أعادت إلى الأذهان، الطبخة الأمريكية نهاية أبريل الماضي، بعدما خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إلى العالم بما وصفه بـ"مستندات" تثبت عدم إلتزام إيران بالاتفاق النووي الإيراني.

 

وأثار انتباه الصحف العالمية، حتى العبرية نفسها، هو توقيت إعلان رئيس وزراء الاحتلال لتلك المعلومات.

 

ووصفت صحيفة «هآرتس» العبرية، في تقرير نشرته مطلع مايو الماضي، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، التي أدعى فيها تصنيع طهران لرؤوس نووية، بـ«الكاذبة»، مشيرة إلى أن الحملة التي شنها دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، ونتنياهو ضد الاتفاق النووي الإيراني محض «احتيال»، قاده رئيسين يران الكذب طريقهما للزعامة.

 

وتابعت الصحيفة في نسختها الصادرة باللغة الإنجليزية، أنه عندما يحتال رئيس دولة على آخرى، فأنه من الطبيعي أن تكون النتجية هي الحرب، مشيرة إلى أن ترامب ونتنياهو يريدان الوصول إلى صراع كارثي مع إيران.

 

وألقت الصحيفة الضوء مرة آخرى على موعد الزيارة، التي جائت نهاية الشهر الماضي، ليخرج نتنياهو في نفس التوقيت لإلقاء خطابه الذي وصفه بـ«التاريخي».

 

«الطبخة الأمريكية»

 

يخشى العالم تكرار التجربة الأمريكية مع إيران، بعدما لجأ ترامب إلى الخداع، ليقدم حجة واهية إلى المجتمع كعذر يسمح له بالانسحاب من الاتفاق النووي.

 

توقيت الزيارة الأمريكية الرسمية إلى الاحتلال الإسرائيلي، جعل المحللين الدوليين، والصحف العالمية، تؤكد أن تصريحات نتنياهو بشأن ما وصفه بأكذوبة إيران، بحسب صحيفة «هآرتس»، تم التخطيط لها مسبقًا بين الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة.

 

زيارة بومبيو الأخيرة أثارت الشبوهات وقت إعلان نتنياهو، وأكدت أن توقيتها كان هدفه الأول والأخير هو ربط المعلومات بين الجانبين للخروج بتلك الاستنتاجات التي تعطي لترامب المبرر القوي للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

 

العرض الذي اشتمل على أدوات مساعدة وتسجيل فيديو وشرائح أدى الى اتهامات فورية من البعض بحسب صحف عبرية وأمريكية، بأن البيت الابيض ونتنياهو نسقا هذه الخطوة مع استعداد ترامب لاتخاذ قراره.

 

وقال بعض المحللين وعدد من مؤيدي الاتفاق النووي إن نتنياهو قدم تفاصيل معروفة سابقًا واخفق في تقديم أدلة تظهر أن إيران لا تلتزم بالاتفاق.

تم نسخ الرابط