بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مسلسلات رمضان.. هل تصنع الدراما من المُشاهد مجرم؟

بلدنا اليوم
كتب : سارة أبو شادي

أثار انتشار المشاهد التي تحث على العنف والقتل في المسلسلات الرمضانية، العديد من الجدل في الشارع المصري، خاصة وأنّ البعض يقوم بالتقليد الأعمي لتلك المشاهد على أرض الواقع، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنّ الفن بات يشكل تهديدًا كبيرًا على المجتمع وأمنه.

 

ظاهرة المشاهد الغير تقليدية التي شهدتها دراما رمضان في  الآونة الآخيرة، تسببت في العديد من المشاكل، الأمر الذي دفع البعض إلى الاقتباس منها.

 

ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أنّ مايحدث في الفترة الآخيرة ماهو إلّا بسبب جهل الشعب بثقافته، فتحوّلنا من شعب مثقف من منتصف السبعينات إلى شعب همّش ثقافته بالكامل، فباتت العشوائية هي المسيطرة على الحياة الآن، لذا بعدما اختفت الثقافة من حياتنا أصبح الجميع يستمد قوته من التليفزيون المرئي، فأصبح هو المتحكم في حياتنا.

 

وتابع جمال فرويز، أنّ الخطأ ليس على القائم وصاحب العمل فقط، لأنّه من حقه وضع رؤيته الفنية وعرض ما يجول بخاطره، ولكن الخطأ هنا أنّه يتعامل مع شعب صاحب نفوس وثقافة ضعيفة، وخاصة الفئة العرية الصغيرة، لذا التأثير عليهم يكون أقوى وأشد، لذلك الحل الوحيد الآن هو وجود هيئة مختصة تجمع أطباء نفسيين وأساتذة قانون ومثقفين ورجال إعلام وفنانين على قدر من المهنية، للمراقبة على جميع تلك الأعمال وبيان الصالح منها والغاير صالح، حتى لا تطور الأمور إلى أسوأ.

 

وفي نفس السياق قال الناقد الفني، طارق الشناوي، إنّ موضوع خطورة الدراما أو الفن عمومًا على المجتمع مبالغ فيه بشكل كبير، فما يحدث من عمليات قتل للأزواج، والتي تعد بعضها مقتبس من الدراما، متواجدة من زمن بعيد، فالبشاعة التي بدأت تظهر في الجرائم، لم تكن وليدة تلك اللحظة، لذا لا يمكن تحميل الدراما المسؤولية بأكملها، خاصة وأنّ المجتمع نفسه بات خطرًا لأسباب كثيرة، لذلك لا يمكن ترك الأسباب الأساسية والسير خلف الأعمال الفنية وتحميلها المسؤولية.

 

الأمر الأساسي الذي يجب أن يتم النظر فيه، هو فكرة التصنيف العمري واالتي ظهرت بشكل كثيف في السنوات الآخيرة، هذا التصنيف الذي أباح وجود أشياء لم نعهدها ولم تكن متواجدة من قبل، سمح بعرض أعمال لم يكن من المنتظر عرضها، لذا تلك هي النقطة الأهم التي يجب البحث فيها، فالثقافة تغيرت بشكل كبير، ويجب على الفن مواكبتها لكن كيف سيواكبها دون أن يتعرض للأخلاق.

 

وتحدّث أيضًا اللواء خالد عكاشة الخبير الأمني، تحدث هو الآخر عن أنّ ما يحدث في الدراما والسينما، من أعمال ليست هي من تشكل الجريمة بشكل كبير، فلم يكن اقتباس الجرائم من الفن وليد هذه الأيام، لذا لا علاقة بالأمن بهذا الأمر، لكن النقطة الهامة التي يجب الحديث عنها وهو لماذا أصبحت الأعمال الفنية الرديئة هي المسيطرة، قديمًا كانت الأخلاق هي من تطغى عليها لكن الآن، اختفت تمامًا، حتى الجرائم التي تحدث بداخل تلك الأعمال لم تؤثر في الواقع لكن الواقع هو من أثرّ أيضًا بها، حاليّا الجانبان كلّا منهما يشكل في الآخر، والأمن ليست مهمته منع تلك الأعمال لكن مهمته الحفاظ فقط.

 

تم نسخ الرابط