العمليات الإرهابية في أفريقيا..«كلمة السر تركيا»

شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، انفجارًا استهدف تجمعًا حضره رئيس الوزراء آبي أحمد.
وفي نفس الوقت بث التليفزيون الرسمي في زيمبابوي لقطات لانفجار وقع قرب الرئيس الزيمبابوي من انجاجوا عندما كان يلوح لأنصاره بعد إلقاء خطاب أمام تجمع في بولاوايو ثاني أكبر مدن البلاد في استاد «وايت سيتي».
الحدثين الإرهابيين يفرضان التساؤل حول تفشي الإرهاب في إفريقيا، فهل دولة مثل تركيا لها يد في تفشي الإرهاب بالقارة السمراء؟ هذا ما سنلقي الضوء عليه في السطور التالية..
التواجد التركي في إفريقيا
الاهتمام التركي بإفريقيا لم يكن وليدًا مع صعود حزب العدالة والتنمية للحكم بل إنه كان بمثابة إعادة إحياء للدور التركي القديم المتمثل في سيطرة الدولة العثمانية.
ويعود الاهتمام التركي بإفريقيا إلى نهاية التسعينيات، حيث أرادت أن تعيد أمجاد إمبراطوريتها العثمانية، والبحث عن دور إقليمي فعال في القارة السمراء، حيث كانت الدولة العثمانية تضم العديد من الدول الإفريقية تحت سيطرتها، فقد كانت كل من مصر وليبيا وتونس والجزائر وإريتريا والصومال والسودان تابعة لها في الفترة بين 1536م و 1912م، وكان ذلك يتم فى إطار هيمنة الخلافة العثمانية على السواحل في البحرين الأبيض والأحمر، بعمق داخل أرض السودان حيث بعض منابع النيل، وبامتداد حتى الصومال جنوبا في تلك المنطقة المهمة من الناحية الاستراتيجية في القرن الأفريقي، سيطرت على المسارات التجارية قديمًا.
تركيا وانشاء قاعدة عسكرية في الصومال
ويعود الاهتمام التركي الجديد بالصومال لعام 2011 عندما كانت المجاعة تفتك بالبلاد، وزارها حينها رجب طيب أردوغان، الذي كان آنذاك رئيسا للوزراء، ليصبح بذلك أول مسؤول رفيع غير إفريقي يزور البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية.
ومهدت هذه الزيارة وما أعقبها من مشاريع إنسانية وتنموية نفذتها الهيئات التركية، لوجود تركي قوي في الصومال، تطور إلى تواجد عسكري تمثل في افتتاح أكبر قاعدة تركية في الخارج، وتتولى هذه القاعدة حسب الأهداف المعلنة لها، تدريب أفراد الجيش الصومالي، لكن مراقبين يرون أن هدف الوجود العسكري التركي في الصومال يتجاوز الأهداف المعلنة ويأتي في إطار سعي تركيا إلى تعزيز نفوذها العسكري في القارة السمراء عبر بوابة الصومال.
جزيرة «سواكن» تزيد من التواجد التركي في إفريقيا
وفي نهاية العام الماضي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة إلى السودان واستقبله الرئيس عمر البشير بحفاوة كبيرة وقرر وقتها تسليم جزيرة سواكن الوقعة على البحر الأحمر للرئيس التركي لفترة من الزمن لم يتم تحديدها، ليزداد التواجد والنفوذ التركي داخل إفريقيا.