بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«التنمية المستدامة».. «خبراء» يكشفون عن الهدف من مشاركة مصر في القمم الأفريقية

بلدنا اليوم
كتب : شربات عبد الحي

تنتمي الهوية المصرية، على مر العصور، للمحيط الإفريقي والأبعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية، والذي يعد مكونا رئيسيا من مكونات "الهوية" المصرية، كما أنه يعد محور في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية، تلك الهوية التي تشكلت من خليط عربي اللغة، وإسلامي وقبطي الديانة، وبحري متوسطي، ونيلي إفريقي، كما أنها ستظل عنصر ربط بين العروبة والأفريقية، وعنصرإمتداد أفريقي في العالم العربي، وعمق عربي في أفريقيا.

 

وتولي السياسة الخارجية المصرية اهتماما كبيرا بالقارة الأفريقية، فقد كانت الدائرة الأفريقية إحدى الدوائرالهامة فى فكر وعقل قادة ثورة23يوليو1952، ولم تنتهي العلاقات عند هذا الحد بل رأى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فور ترأسه المحروسة، أهمية توطيد العلاقات بين مصر والقارة السمراء.

 

وقالت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشئون الإفريقية، أن مصر لديها رؤية في خطة التنمية المستدامة لأفريقيا 2063، مشيرة إلى أن مصر لديها العديد من الملفات الهامة عند استلامها رئاسة الاتحاد الإفريقي في 2019، منها تنمية مؤسسات الإتحاد، وتفعيل التنمية المستدامة.

 

وأضافت، خبيرة الشئون الإفريقية، في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أن هناك العديد من الأهداف التي ستم العمل عليها، والسعي في تحقيقها، منها إصلاح المؤسسات داخل الإتحاد، كمؤسسة البرلمان الأفريقي، ومجلس الأمن والسلم، ومؤسسة المجلس الاجتماعي والاقتصادي ومؤسسة حقوق الإنسان والسكرتارية الدايمة للاتحاد.

 

وأشارت "البشبيشي"، أنه إيضًا سيتم مشاركة الدول الغنية كجنوب السودان ومصر وليبيا لتقديم دعمها للدول الفقيرة، مضيفة أنهم سيقومو بتفعيل الإصلاح المؤسسي داخل الدول الإفريقية، كالبرلمان الإفريقي، وحقوق الإنسان.

 

وأضحت الخبيرة، أن مصر من الممكن أن تقدم نموذج لأفريقيا في مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن مصر تُعد من الدول المؤسسه لمنظمة الوحدة الأفريقية، للاتحاد الأفريقي.

 

واختتمت هبة البشبيشي، كلامها قائلة: إلى أنه عند تمسك مصر بالاتحاد الأفريقي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإنها ستنهض بالاتحاد وستبرزها في جميع دول العالم.

 

ومن جانبه، قال رمضان قرني، خبير الشئون الإفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، أنه تعقد القمة النصف سنوية للإتحاد الأفريقي، هو نفس العنوان الرئيسي الذي عقدت فيه قمة يناير 2018، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي لديه قمتين أساسيتين، وأن القمة التي تعقد الآن هي تعقد تحت شعار الإنتصار في مكافحة الفساد نحو مسار مستدام لتحول أفريقيا، والذي يعطي دلالة مهمة في تحرك القارة الأفريقية نحو خطورة الفساد المتواجدة.

 

وأضاف خبير الشئون الإفريقية، في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أنه وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تخسر القارة الأفريقية، سنويًا نحو 50 مليار دولار نتيجة المشروعات الاقتصادية الغير مشروعة والتي تنتهج نهج الفساد، مشيرًا إلى ان الاتحاد الأفريقي وجه أنظاره نحو ما يحدث في القارة من فساد، وهذا يعد اتجاه محمودة في تغير وإصلاح ما يحدث في القارة السمراء والإرتقاء بقضاياها.

 

وتابع، أن الاتحاد لديه أجندة خمسينية تحدد العديد من الأهداف في القارة الأفريقية، بحلول عام 2063، وأبرز الأهداف هو التركيز على قضايا الحكم الرشيد والديمقراطية، ووجود قارة مزدهرة تنعم بالسلام ومتكاملة اقتصاديًا، وصولًا إلى التنمية الشاملة وأن القارة الأفريقية هي لاعب وشريك عالمي ورئيسي في القضايا الدولية، مشيرًا إن هذا هو الملف الرئيسي التي تتحرك إليه القمة.

 

وأوضح أنه يوجد إيضًا العديد من الملفات التي ستركز عليها القمة، كـ«الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي» والتي تحتل حيزًا كبيرًا في أجندة الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى أنها تثار فيها العديد من القضايا كإصلاح الهياكل لأجهزة الاتحاد، والبحث في صيغ تؤكد وترسخ الحوكمة الدقيقة لاختيار المناصب الكبرى في الاتحاد.

 

وعن الدور المصري، أوضح رمضان قرني، أنه في عام 2014، مع مجئ الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص بشكل كبير على الحضور في القمم الأفريقية والتمثيل المصري الرقيع، كما أنه بتمثيل رئيس مجلس الوزراء نيابة عن السيسي هو تمثيل رفيع للدولة المصرية في هذة القمم.

 

وأشار إلى أن الهدف من هذة القمم هو التفاعل المباشر لرئيس الوزراء الجديد في مصر والقيادات السياسية في القارة الأفريقية، يضمن مزيد من الفعالية والتواصل المباشر بين القيادات السياسية في مصر والدول الأفريقية.

 

وأشار إلى أنه نضمن التفعيل للاتفاقيات الثنائية، وللمعاهدات، وفتح أفاق جديدة للاستثمارات المصرية.

 

ويذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أناب سامح شكري وزير الخارجية للمشاركة بمائدة مستديرة حول تمكين المرأة في أفريقيا، وقمة مجلس السلم والأمن بشأن جنوب السودان، وذلك على هامش مشاركته في الاجتماعات التمهيدية للقمة الأفريقية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس.

 

وتوجه الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة الوفد المصري، الذي يضم سامح شكري، وزير الخارجية، في الدورة العادية الحادية والثلاثين لمؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي، والذي يعقد يومي 1 و2 يوليو 2018 تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا"، وتتضمن فعالياته مناقشة جدول أعمال القمة لعدد من الموضوعات في مقدمتها عملية الإصلاح المؤسسي والمالي، وتطورات اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية.

 

وقال السفير أشرف سلطان، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن التوافق على اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي عضوًا فى ترويكا رئاسة الاتحاد الأفريقي اعتبارًا من عام 2019 وعلى مدى (3) سنوات قادمة، يمثل إضافة جديدة لدور مصر علي الساحة الأفريقية، ويدعم استكمال دورها الحيوي في العمل الأفريقي المشترك والمساهمة في جهود الاتحاد الأفريقي نحو تحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية وتمثيلها والدفاع عن مصالحها في المحافل الدولية، فضلًا عما يتيحه هذا الاختيار من فرص لتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية.

 

وأضاف أن اهتمامات الاتحاد الأفريقي تتركز خلال المرحلة الحالية بشكل أساسي حول تحقيق التنمية المستدامة لدول القارة بمفهومها الشامل، من خلال تنفيذ "أجندة التنمية 2063"، فضلًا عن حفظ السلم والأمن بالقارة، من خلال تفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية بمكوناتها المختلفة، إضافةً إلى تحقيق الحكم الرشيد، والتداول السلمي للسلطة في دول القارة، عبر تطبيق مبادئ ووثائق الاتحاد ذات الصلة.

تم نسخ الرابط