برنامج الحكومة يثير التساؤلات داخل أروقة البرلمان...ونواب: طمُوح ولكن آلياته غير واضحة

تسعى مصر بقادتها السياسية الحاكمة، أن تنهض إلى مصاف الدول المتقدمة والعبور بها إلى بر الأمان الذي يحلم به كل مواطن مصري يعيش على أرض الكنانة، فكان الرئيس عبد الفتاح السيسي صريحًا مع شعبه منذ البداية حينما قرر أن يناقش الشباب وتبني مشاكلهم، وهو الأمر الذي أدى الى تطلع المواطنيين الى الوقوف بجانب الجيش والشرطة صفًا واحدًا.

وخلال السنوات الأربع الماضية كان الرئيس يعمل على بناء أسس وقواعد الدولة التي لاقت إهمالًا شديدًا على مدار 60 عامًا، وجاء الوقت الذي ينتظره المصريون بشغفٍ بالغ، لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، وإزاء ذلك الأمر، عمد الرئيس السيسي إلى بناء الدولة من جديد، حيث بدأ بتغيير الحكومة وبعض القيادات السياسية والاعتماد على أشخاص لديهم فكر متطور ورؤية بعيده للنهوض بالبلاد، في مقدمتهم الدكتور مصطفى مدبولي بتولي منصب رئيس الوزراء، برفقته الحكومة الجديدة لوضع حلول جذرية لمشاكل الشعب، لذلك حرص رئيس الوزراء الجديد، في برنامجه الذي عرضه على البرلمان أمس الثلاثاء والمتضمن 5 محاور، على وضع خطة تهدف الى تنمية مصر اقتصاديًا واجتماعيًا

وخلال التقرير التالي نرصد آراء أعضاء مجلس النواب، بشان رؤيتهم لآليات تنفيذ بالبرنامج وكيف سيقضي على ملفات «الفقر، البطالة، الفساد»، وما مدى مساعدة البرلمان للحكومة، بالإضافة إلى أهم محاور البرنامج.

وقالت هالة أبو السعد، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، إنها متفائلة ببرنامج الحكومة الذي عرضه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على البرلمان بالأمس، لأنه لأول مره رئيس حكومة يأتي ببرنامج مبني على الرؤيا الاستراتيجية التي كانت تنتهجها الحكومة السابقة برئاسة المهندس شريف اسماعيل، مؤكدةً أن هذا شىء نفتقده ونحلم به منذ سنوات.

وأضافت «أبو السعد» لـ «بلدنا اليوم» أنها منذ أن بدأت في دراسة برنامج الحكومة وحتى الآن، لا توجد برامج واضحة لتنفيذ الخطوت العريضة والأهداف الإستراتيجة، مشيرة إلى أن الرؤية معدل النمو 8 في المائة، متسائلةً: «لكن كيف نصل لمعدل النمو المذكور هذا في ظل عدم وجود برامج تنفيذية»؟.

وأوضحت عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن الحكومة الحالية وبرنامجها تريد أن تفعل شيًا مختلفًا وتريد أن تصل الى رموز وشعارات نحن في حاجة لها، خاصةً أن البرنامج يتضمن 5 محاور بناءً على رؤية القيادة السياسية وإحتياجات المجتمع، لافتةُ الى أن تلك المحاورلم تكن موجوده في السابق وهي «الأمن القومي، الإنسان المصري، تنمية الإنسان وتحسين معيشته، التنمية الاقتصادية، معدل التصدير» فهذا يدل على أن الحكومة تشعر بالشارع المصري واحتياجاته.

وتابعت: «عندما يكون العنوان الكبير لبرنامج الحكومة «جني الثمار» فنحن خلال السنوات الأربع الماضية كنا ننتظر وضعنا الأساس انتظارًا لجني الثمار الحقيقية، كي يشعر المواطن المصري بالمردود المباشر عليه في تحسين معيشته فهذا البرنامج يعد ترجمة للواقع».

من جانبه، قال النائب محمد بدراوي، عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية، إن البرنامج الذي عرضه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على البرلمان، أمس الثلاثاء ينتهج برنامج حكومة المهندس شريف اسماعيل ويسير على خُطاه، فضلاً عن تطوير بعض النقاط به، لافتًا الى أن الجلسة التي عُقدت اليوم الأربعاء لدراسة البرنامج، كانت مجرد جلسة تحضيرية نوقش خلالها محاور البرنامج، على أن تبدأ الجلسات عملها بدايةً من يوم السبت المقبل وحتى يوم 13 من شهر يوليو الجاري، لحين إصدار التقرير النهائي وعرضه على الجلسة العامة.

وأضاف بدراوي لـ«بلدنا اليوم» أن من أهم التوصيات التي ذكرها الأعضاء ولمسوها اليوم خلال اجتماع اللجنة هي أن آليات التنفيذ في برنامج حكومة «غير واضحة» في التعاون مع بعض الملفات، مثل الفقر حيث أن الأنشطة الخاصة بالقضاء على الفقر جاءت ضعيفة في معظمها، فضلًا عن أن الأهداف ليست طمُوحة فهم يريدوا أن يصل معدل الفقر خلال 4 سنوات إلى 22 %.

وأوضح عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن البرلمان سيساند الحكومة في تنفيذ برنامجها من خلال إصدار جميع التشريعات التي تهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن مجلس النواب أقر بعض القوانين الهادفة مثل قانون الاستثمار، التصفية، الحماية من الإفلاس، بجانب قانون لزيادة التأمينات والمعاشات، وخلال الايام المقبلة سيتم العمل على قانون العمل الموحد والإدارة المحلية.

 ونوه رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية، بأن دور البرلمان بجانب إصدار القوانين والتشريعات، يقتصر على مراقبة أداء الحكومة إذا كان مطابقًا لبرنامجها أم لا، وإعطاء التوصيات والملاحظات حول البرنامج.

وتابع قائلًا: «الفكرة ليست في برنامج يُوضع، ولكن الفكرة في التنفيذ على أرض الواقع والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل بعد 6 أشهر أو سنة سيكون تنفيذ البرنامج مطابقًا لمحاوره وأهدافه أم لا» مشيرًا إلى أنه من الهام تنفيذ تلك الوعود على أرض الواقع ومدى ملامسة هذا الكلام وتأثيره على الشعب المصري، ولا بد أن يكون هناك خلال الفترة المقبلة وعقب تنفيذ برنامج الحكومة، ومحاسبتها في ذلك، معقبًا: «على سبيل المثال نحن الآن نعمل على تطوير التعليم والطرق بشكل معين فما قياس أثر الأموال التي وضعت لذلك ورؤيتها على أرض الواقع وتأثيرها على المواطنين» لافتًا الى أن ذلك الأمر هام جدًا وسيؤدي الى التصويب والاستمرار في الاتجاه الصحيح».

في سياق آخر قال الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، ووكيل لجنة الصحة بالبرلمان، إن برنامج الحكومة الذي عرضه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، على مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، طمُوح بشكل كبير، متمنيًا أن يتحقق في صورته التي جاء عليها.

وأضاف أبو العلا، لـ «بلدنا اليوم» أن البرنامج يتضمن العديد من الأهداف، ولكن آليات التنفيذ به تحتاج للنظر بعض الشىء، لذلك حرص البرلمان على تشكيل لجنة لدرسة وجدوى البرنامج بشكل دقيق، ووضع الملاحظات والتوصيات التي تساعد في نجاح البرنامج على أرض الواقع، لا سيما فيما يتعلق بالقضاء على الفقر والبطالة وإحساس المواطنين أن الحكومة تعمل لأجلهم.

كان الدكتور مصطفى مدبولى ألقى أمس الثلاثاء بيان الحكومة أمام المجلس، وشكل الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، لجنة خاصة برئاسة النائب السيد الشريف وكيل أول مجلس النواب لدراسة بيان الحكومة والانتهاء منه خلال عشرة أيام وإعداد تقرير عنه تمهيدا لعرضه على المجلس فى أول جلسة قادمة.