بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

نحوم الرياضة يضعون روشتة صناعة البطل من الفشل

بلدنا اليوم
كتب : ندى شعبان-ياسمين إيهاب

أن تجلس مستريحا تحلم بمستقبل أفضل هذا وحده لا يكفي لأن تلك اللحظات بين الانكسار والانتصار تخلق البطل، دائما ما تتردد تلك الكلمة في أذهان الجميع عند الحديث عن منتخب قوي يحصد بطولات كثيرة يهابه جميع المنتخبات مثل ذكر منتخب ألمانيا أو الحديث عن منتخب إسبانيا، ولكن عزيزي القارئ إذا أردت معرفة من يكون البطل الحقيقي انظر لذاك الرجل السبعيني الذي يقف متكأ على عصاه يراقب ما يحدث في أجواء المباريات وإذا صعب عليك معرفة من يكون ذاك الرجل عليك الرجوع بالذاكرة، لمونديال 2006 عندما فشل منتخب أوروجواي في التأهل بعد عدة إقصاءات في النسخ السابقة ليقرر اتحاد الكرة الرجوع إلى آخر مدرب حقق إنجازًا مع المنتخب.

 

ليجدوا العجوز صاحب الثنائية النجاح الكاسح في أمريكا اللاتينية والفشل الأوروبي مع الميلان في عام 1996، بدء في رسم المستقبل غير المُمهد وقتها وهو على يقين بأن يوما ما سيصل إلى المراد، بدء بوضع قرارات حتى يستطيع أن يخرج بالمنتخب من عنق الزجاجة لأوسع نطاق، بداية من العمل على إعادة بناء شخصية وشكل المنتخب وذلك بالإشراف علي كل المنتخبات بكل الأعمار مرورًا من منتخبات الناشئين ومنتخب الشباب والأوليمبي وصولا للمنتخب الأول ويكن هو صاحب القرار في اختيار المدربين.

 

لم يكتف العجوز بذلك ولكن وزع لجان في كل مكان داخل المدينة بما يسمون بفرق "الكشافة" للكشف عن المواهب المدفونة وعمل معسكرات فنية حتى يتمكن اللاعب من فهم واستيعاب تلك التجربة حتى يكون قادرًا في المستقبل على نفع منتخب بلاده والسير على نفس النهج.

 

بدأ بتطوير الجانب الدفاعي نظرا لرؤيته بأن نقطة القوة لديهم تكمن في القوة الدفاعية وكان دائما يهتم بتعليم اللاعبين تحت السن كيفية العمل واللعب كفريق دفاعي، ولكن لم يمض وقت طويل لتثبت تلك التجربة نجاحها فسريعا تمكن من حصد المركز الرابع في مونديال كأس العالم 2010، وأيضا قاد الفريق للفوز ببطولة كوبا أمريكا بالأرجنتين، ومونديال 2014، علي الرغم من الخروج المبكر من دور الـ16 إلا أنه استطاع التغلب علي إنجلترا وإيطاليا في الدور الأول، وفي مونديال 2018 تواجد كافاني وسواريز في دور الـ8  بعد الإطاحة برونالدو خارج المنافسة، نعم عزيزي القارئ أنه أوسكار تاباريز صاحب تجربة "البروساسو" .

 

وأيضا هناك عجوزا محنك سمحت له الفرصة وهيأ له القدر أن يصل بفريقه لحلم كبير بعد غياب طويل وفعل مالا يفعله أحد طوال زمن بعيد، ولكن لم تتوفر له ما توفر لتاباريز، فلم يتكاتف معه مسؤلي الكرة في فريقه لتحقيق الحلم المنشود، ليذهب مع الريخ ويتحمل هو فقط نتيجة هذا الفشل، أظن أنه بات واضحا أمامك عزيزي القارئ عن من نتحدث، نعم هو هيكتور كوبر المدير الفني السابق للفراعنة، فعلى النقيض ترى هنا في سماء المحروسة، منظومة رياضية لا تتمتع بأي إدارة أو سياسة كاملة لإدارة لعبة الساحرة المستديرة، وتحقيق إنجازات عظيمة والرقي بمنتخب مصر للمحافل العالمية، فدائما كان يصيب المنظومة الرياضية في الأونة الأخير تخبط وعدم استقرار سواء كان على مستوى اختيار المدربين او الاستقرار الداخلي بمجلس اتحاد كرة القدم، او حتى الاهتمام بقطاع الشباب مما أدى إلى حدوث صدمة كبيرة منذ أيام بخروج الفراعنة المخذي من مونديال روسيا، عقب الهزيمة في الثلاث مباريات.

 

وبالعودة بالذاكرة لسنوات عدة عندما كان هناك استقرار على جميع الأصعدة داخل جدران المنظومة الكروية بمصر، فلنتذكر سنوات المعلم حسن شحاتة مع الفراعنة واستقراره لسنين عدة يترأس المهمة الفنية في وجود استقرار في الجبلاية برئاسة سمير زاهر، والاهتمام بقطاع الشباب، خرج إلينا المنتخب الوطني في ثوب جديد ناصع وقوي، يفتخر به كل من يحمل الجنسية المصرية فنافس على جميع البطولات بشكل مشرف وأصبح المالك الوحيد لإفريقيا وبات بطلها الأوحد، كان منتخب لا يهاب أحد يقهر الجميع.

فهنا بات الفرق واضح إليك عزيزي القارئ أن عامل الاستقرار والاهتمام الصحيح بالمنظومة وقطاع الشباب واختيار مدير فني على مستوى عالي، وتفرغ مسؤلو الجبلاية بالمنتخب من أهم ركائز بناء فريق قوي ينافس على كافة البطولات ولا يكفيه التمثيل المشرف فقط، كما يدعى بعض من مسؤلي المنظومة الرياضية وأعضاء اتحاد الكرة الحاليين.

 

وهنا تحرك فريق عمل "بلدنا اليوم"، لمحاورة نجوم الكرة والتحليل المصري للحديث عن ما ينقص الفراعنة ليعودون من جديد للمنافسة والاحتذاء بالفرق الكبرى التي استطاعت في سنوات بسيطة بناء فريق قوى ينافس على منصات التتويج العالمية، وإليك نص الحديث.

 

عبد المنعم عمارة

 

قال عبدالمنعم عمارة، وزير الرياضة الأسبق إنه عندما تفكر المنظومة الكروية صناعة فريق "بطل" يجب أولا أن نفكر في كيفية تقدم كرة القدم في المستقبل القريب.

 

وأشار عمارة إلى أنه عند التطوير يجب النظر إلى منتخبات الشباب والناشئين أولا فالصفر لم يكن في كأس العالم للمنتخب الأول ولكن أيضا في كأس الأمم الأفريقية للناشئين وفي منتخب الشباب صفر ولدينا المنتخب الأوليمبي ولا نعلم هل يتكرر الصفر مرة أخري، فنحن لا نملك مستقبل لكرة القدم في مصر، التأسيس كان يجب أن يكون من البداية وذلك ويحتاج لوقت طويل.

 

وتابع "بأي دليل كنا نحلم بحصد كأس العالم، يجب أن نري الخريطة كاملة حتى نتمكن من الإصلاح، فهناك رينارد مدرب المغرب يجب الإشادة به، وبالنسبة لي هكتور كوبر على مستوى العالم أفضل من تاباريز كثيرا ولكن لم يتمكن من تجديد أفكاره حتى تناسب الوضع الحالي".

 

وتحدث عمارة عما ينقص الفراعنة للمنافسة على كأس العالم وأن شرف الوصول فقط لا يكفي، قائلًا إن هذه أحلام وردية لا علاقة لها بالواقع، فالوحيد الذي كان لديه سياسيه هو الجوهري، في فترة تواجدي في الوزارة كنت أحاول دائما أن أفعل أشياء تفيد المنتخب في المستقبل كان لدي نظام وكل هؤلاء أتوا من بعدي وقمت بعمل مدرسة الموهوبين وأشياء أخري، ولكن أنا لا أدري ماذا يفعل اتحاد الكرة أما أن يعطي المدرب حرية التصرف أو أن يعطيه خطة للعمل بها، ولكن ما الفائدة من إقامة مؤتمر بهذا السوء لا فائدة منه فمن هذا المؤتمر تبين أنه لا يفرق كثيرا عن أداء المنتخب فهم يشتركون في نفس السذاجة.

 

وعن سؤال عن لماذا لم يقدم المحترفين شيء مع المنتخب رد ليس بالضرورة أن ينجح هؤلاء اللاعبون مع المنتخب ولكن هم ناجحين مع أنديتهم في الخارج هناك لاعبين جيدين مثل محمد صلاح ولكن هناك لاعبين فشلوا في الاحتراف مثل هاني رمزي وحسام حسن واحمد حسن هؤلاء جميعا رجعوا مره أخرى لأنديتهم بلا أي نجاح يذكر، فالنادي الأهلي والزمالك أقوي منتخب مصر.

 

إسلام الشاطر

 

كما أكد إسلام الشاطر، لاعب الأهلي السابق ومقدم برامج رياضية، أن المنظمومة في مصر لا تملك ثقافة التغيير حتى يتم المعالجة، يجب أن يكون هناك ثقة في المدير الفني حتى يتمكن من أن يظهر كل ما لديه من إمكانيات نحن نحتاج إلي فترة طويل لتنفيذ تجربة ربما تكون مفيدة وتحتاج إلي جرأة ولكن هل الشعب والمسؤولين سيتحملون تلك الفترة بما فيها من مكسب وهزيمة.

 

وتحدث الشاطر عن منتخبات الناشئين والشباب وعن وفرة مواهب قادرة علي تنفيذ خطة جديد أنه غير متابع بشكل جيد، موضحا أن أخر ما شاهدناه هو الخروج من تصفيات كأس الأمم الأفريقية للناشئين بقيادة حمادة صدقي، وأخر انجاز تحقق كان بقيادة ربيع ياسين مع منتخب الشباب وتمكن من الوصول لكأس العالم للشباب ولكن لم يقدم شيء.

 

وتساءل الشاطر هل هناك فشل واضح في كيفية تقييم واختيار المديرين الفنيين أم أن هذه الأجيال لا تملك مواهب جيده، فمثلا ضياء السيد كان المسؤول عن أغلب اللاعبين المتواجدين حاليا مع المنتخب كان من الأولى أن يتم اختياره كمدرب مساعد مع المدير الفني ولكن هذا لم يحدث وتم اختيار شخص آخر فهي ثقافة مسؤولين يحكمها بعض المحسوبيات، فالمدرب هو القادر على صناعة جيل قادر علي الوصول لكأس العالم كل أربع سنوات وبعد ذلك نكون قادرين علي المنافسة ولكن الآن يجب وضع خطة طويلة الأمد ويجب أن ينتهي زمن المصالح بين رؤساء الأندية والمدربين ومن هنا تكن البداية.

 

أما بسؤاله عن كيفية تطوير قطاع الناشئين حتى يكونوا مؤهلين للمنافسة علي البطولة وليس فقط شرف الوصول رد: ينقصنا أشياء كثيرة حتى يتم ذلك مثل الاحترافية في اختيار المدرب ليس فقط في المنتخب ولكن أيضا في الأندية لأن البداية تكون لدي النادي أو الأكاديمية ومن الجيد قرار اتحاد الكرة بجعل تلك الأكاديميات تحت إشرافه وبالتالي قد يخرج منها بعض اللاعبين الجيدين، وأيضا يجب اختيار اللاعبين المميزين فقط في اختبارات الأندية بعيدا عن المصالح، ويجب أن يتم رفع الأجر لمدربي الناشئين حتى يكون تركيزهم فقط في كيفية تطوير اللاعبين.

 

أما الحديث عن المحترفين وعن أدائهم المتواضع مع المنتخب، رد قائلا: إن اغلب المحترفين لا يلعبون باستمرار مع فرقهم، بالطبع جيل الثلاثية كان منتخب قوي على الرغم من قلة المحترفين ولكن كانت إنجازاته في أفريقيا ولم يصعد كأس العالم مثلما فعل الجيل الحالي هناك فرق بالخبرات ويجب فتح باب الاحتراف للاعبين في الصغر.

 

شادي محمد

 

وتحدث شادي محمد نحم الأهلي السابق، أن التغيير هو طموح وقتي ينتهي بعقليات لا تملك الاحترافية، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلي تغيير في نظام الكرة، تحتاج إلى تغيير جذري في كل شيء على سبيل المثال هناك مدربين فشلوا مع أنديتهم بأي عقل يتولي أحدهم قيادة منتخبات الناشئين هدية بالعلاقات، ومن ثم نجد هؤلاء يحللون المباريات ويتحدثون عن الفنيات.

 

وأكد أن كرة القدم تعيش حاليا في سلسلة من الفساد، فكيف يمكن الحديث عن التطوير قبل حل تلك الأزمات، يجب على صاحب السلطة يتخذ قرار قوي بشأن تلك الإصلاحات، يجب أن يكون الدوري دوري محترفين من خلاله تتمكن الأندية من معرفة حقوقها واتحاد الكرة يعرف مسؤولياته ويكون هناك لجنة خاصة للتحكيم بعيد عن اتحاد الكرة وهذا ضروري لوضع النظام من البداية. 

 

وأشار إلى أن المسؤولين أبعدو الجمهور عن الكرة وأصبحت الجماهير تلجأ للدوري الإسباني والإنجليزي، ولكن ما هي علاقة طلبات الإحاطة بالكرة، يجب أن يحدث طلب إحاطة لعودة الجماهير البداية تكون من هنا، يجب إصدار قرارات حاسمة بشأن المدير الفني أنه يتولي قيادة فريقين على الأكثر خلال العام ويجب أن يبتعد عن الظهور الإعلامي كمذيع أو كمحلل وينتبه أكثر للفريق وما ينقصه وأيضا اللاعبين يجب أن يمنعوا من الظهور الإعلامي والإعلانات حتى يكونوا قادرين علي التركيز والأداء الجيد، وعند سؤاله عن المحترفيين وفتح الباب الأحتراف للاعبين رد قائلا لا يوجد لدينا لاعبين يصلحوا للاحتراف أما عن اللاعبين حاليا يختلفون كثيرا من حيث العقلية عن جيل حسن شحاته والمهارة قلت كثير.

تم نسخ الرابط