جدل حول نظام التعليم الجديد .. والبرلمان يدافع عن الوزير بعد «مؤتمر الشباب»

أثار نظام التعليم الجديد جدلًا واسعًا منذ أن أعلن عنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وبالرغم من التصريحات التي أدلى بها الوزير في العديد من المؤتمرات لإلقاء الضوء على جزء من هذا النظام قبل كشف الستار عن تفاصيله، إلا أن أولياء أمور الطلاب، والطلاب أنفسهم لم يشعروا بالاطمئنان لغموض تفاصيل هذا النظام الجديد، بالإضافة إلى خبراء التربية الذين تبادر إلى أذهانهم العديد من الأسئلة حول هذا النظام، وكيفية تطبيقه، وحول تدريب المعلمين، وإتاحة الوقت لتدريبهم جميعهم.
وفي مؤتمر الشباب الذي انعقد يومي السبت والأحد، طمأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشعب بشأن هذا النظام الجديد، من خلال الكشف عن تفاصيله.
في هذا السياق، قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي إن تصريحات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني خلال مؤتمر الشباب، الذي استمر انعقاده لمدة يومين، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تضف أي جديد عن التصريحات التي أدلى بها من قبل عن نظام التعليم الجديد.
وأضافت الخبير التربوي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن الوزير أوضح أن الكتب الخارجية سيتم إتاحتها على موقع الوزارة، منوهة أن هذا التصريح يعد تأكيدًا من الدكتور طارق على أن كتب الوزارة المدرسية هي كتب سيئة، وعلى الطلاب أن يستعينوا بالكتب الخارجية.
وتابعت أن التطوير في المراحل التعليمة الأولى شيء جيد، وكان المعلمين ينادون به من فترة، ولكن الاعتراض هنا كان على وتيرة الاستعجال التي تطبقها الوزارة، منوهة إلى أنه لا يوجد مدرسين معدين جيدًا لهذا النوع الجديد من التعليم، والمناهج، فلا يوجد فترة كافية إلا شهر واحد لتدريب المعلمين، حيث أن الطلاب سيدخلون إلى المدارس في أول شهر سبتمبر القادم، بالإضافة إلى ضخامة حجم قاعدة المعلمين الذين يجب تدريبهم على النظام الجديد.
فكان يجب أن يتم إتاحة الوقت حتى يتم تطبيق هذه الخطة مرحليًا، وفرصة لتجريب تطبيق هذه الخطة، وتدريب هؤلاء المعلمين طوال العام، هذا فضلًا عن عدم وجود معلمين مؤهلين لمرحلة الصف الأول الإبتدائي، فالمدرسين الموجودين حاليًا متخصصين في مواد معينة وليس لديهم معرفة شاملة بجميع المواد تؤهلهم لتعليم الطلاب جميع المواد، أما بالنسبة للتطوير الذي سيشمل مرحلة الصف الثانوي، فأوضحت أنها ترفضه تمامًا.
وأكملت موضحة أن الخطة التي أعدها الوزير جيدة "على الورق"، ولكن من الصعب تطبيقها، وذلك لانهيار البنية التحتية للمدارس في بعض المناطق، والكثافة الطلابية في الفصول، منوهة إلى أن نسبة الملتحقين بصفيKG1 و KG2 تقدر بحوالي 30%، لعدم احتواء جميع المدارس على هذين الصفين، فهو يوجد فقط بالمدارس الخاصة، وبعض المدارس التجريبية، أما بالسبة للمدارس الحكومية فتبدأ مباشرة من الصف الأول الابتدائي.
وأردفت متسائلة عن كيفية استفادة طالب الأرياف من بنك المعرفة، مشيرة إلى عدم وجود شبكات للإنترنت في القرى، والمناطق النائية، وموضحة أنه يجب أن يتم تمهيد الوضع خلال سنة حتى يتم تنفيذ بشكل صحيح، فعدد المدارس في مصر كثير للغاية، مختتمة حديثها بأن هذه الخطة تفتقد منطق الأولويات.
فيما أوضحت الدكتور ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب أن الرئيس السيسي دعم الدكتور طارق شوقي وزير التعليم، مشيرة إلى أنه تم إعداد خطة التعليم الجديدة منذ خمس سنوات.
وأضافت أن إعلان الرئيس "2019" عامًا للتعليم يكشف عن متابعته الجيدة للمنظومة، واقتناعه بخطة الوزير، لافتة إلى أن هذه الخطة ستؤدي إلى إحداث نقلة نوعية، وقفزة في التعليم، والتصنيف العالمي لمصر ، مما سيؤثر بدوره على النواحي الاقتصادية، والاجتماعية وسياسية.
وتابعت أن هذا الإعلان سيستقطب اهتمام المجتمع، منوهة بأن الفترة القادمة ستشهد تحسين جودة التعليم، بالإضافة إلى أن توصيات الرئيس أوضحت أن 20% من المنح الدراسية ستكون للكوادر التعليمة، مما يبرهن على اهتمامه بتطوير المعلمين، فضلا عن إنشاء مركز لتدريب وتأهيل معلمي التعليم الفني وفقًا للمعايير العالمية، بجانب التركيز على إتاحة الفرصة للطلاب لممارسة الأنشطة في مراكز الشباب ودور الثقافة، والاهتمام بالبحث العلمي، بعدما طالب أن يكون هناك ترابط بين المشروعات البحثية الجامعية واحتياجات المجتمع، وتكليف الجامعات ان تجد حلول لكل التخصصات في الدولة، وإنشاء حضانات للإبداع والإبتكار في جميع المجالات.
وذكرت أن المعلمين كانوا ينتظرون زيادة رواتبهم، خاصة أن النظام الجديد سيحتاج إلى جهد كبير، والاستقرار الاجتماعي والمالي.
واستطردت قائلةً إن الدكتور طارق شوقي قام بعمل دراسة لجميع القرى الصغيرة، والمدارس، وسيكون هناك "سيرفر" في المدارس ليكون هناك "انترنت" داخلي في المدارس فقط، وليس للخارج.
وأضافت عضو لجنة التعليم في مجلس النواب أن الطالب لن يحتاج إلى الإنترنت في بداية الأمر، بل سيحتاجه فقط في الامتحانات، وهذا الأمر ستتولى وزارة الاتصالات ترتيبه من خلال ارسال الامتحانات لهذه السرفرات، مشيرة إلى أنه تم بالفعل البدء في تركيب الانترنت الداخلي بالفعل في المدارس.
وتابعت أنه سيتم أيضًا توفير الإنترنت في مراكز الشباب حتى يستمتع به الطالب في أوقات غير المدرسة، كما أن التابلت الذي سيتم تسليمه إلى الطالب سيحتوي على باقة للإنترنت مثل الموبايل العادي.
وأشارت النائبة إلى أنه سيتم تدريب فئتين فقط من المعلمين، وهما معلمين "KG1" و "KG2" ومعلمي الصف الأول الابتدائي، بالإضافة إلى معلمي الصف الأول الثانوي، منوهة بأن السنة الأولى لأي نظام سواء الثانوية العامة ، أو رياض الأطفال، والصف الأول الابتدائي سيشهد دعمًا فنيًا طوال العام في السنة الأولى، بجانب توفير "دليل المعلم"، والذي يحتوي على كيفية التعامل مع الطالب، وكيفية التدريس، وماهية الأنشطة المقدمة للطالب.