بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خبراء يوضحون أهمية ”التكنولوجيا التطبيقية للميكاترونيات” على التعليم الفني

بلدنا اليوم
كتب : مي وجدي

عانى التعليم الفني في مصر على مدار سنوات عديدة، وتقدم المعلمين المنتمين إليه بالعديد من الشكاوى عن تردي الأوضاع به، من قدم الآلات المستخدمة فيه، وانهيار البنية التحتية لمدارسة، هذا فضلًا عن طرحه شباب غير قادر على القراءة والكتابة للمجتمع فينتهي بهم الأمر غير قادرين على سد حاجة سوق العمل من العمالة، مما يجعلهم ينضمون إلى العاطلين الذين لا تستفيد منهم البلاد في أي شيء.

 

إلا أن وزارة التربية والتعليم أعلنت عن خطتها لتطوير التعليم الفني، حتى يستطيع الطلاب أن يساعدوا البلاد في خطتها المستدامة 2030، بأيدى عاملة ماهرة، وذلك من خلال تحسين المناهج التعليمية وتوقيع برتوكولات التعاون مع المصانع التي سيتم تدريب الطلاب بها حتى يستطيعوا أن يتدربوا بشكل واقعي على التعامل مع الآلات، وتقليل فترة الدراسة النظرية، وزيادة أيام التدريب العملي، وبناء مدارس فنية في مجالات جديدة، والتي منها مدرسة بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية للميكاترونيات بمدينة بدر، والتي تعد المدرسة الأولى من نوعها في مصر.

 

واليوم تبدأ الوزارة في تمفيذ هذه الخطة على أرض الواقع، حيث تفتح المدرسة اليوم أبوابها لتلقي طلاب الالتحاق بها، وذلك لمدة اثنى عشرة يومًا، أي حتى يوم الخميس الموافق 16 من شهر أغسطس الجاري.

 

أهمية وجود المدارس التكنولوجية التطبيقية

قالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب إن المدارس التكنو لوجية التطبيقة وتوقيع برتوكولات التعاون ستحدث تطوير كبير في التعليم الفني بشكل كبير للغاية مشيرة إلى أن هناك اتجاه للاكثار منها في العديد من المناطق.

 

وأضافت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في تصرح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هناك اهتمام كبير بمجال التعليم الفني في مصر، مؤكدة إلى ان هذا الاهتمام ما تحتاج إليه البلاد في الفترة القادمة، لسد العجز بسوق العمل، وتطوير التعليم الفني، ونظرة المجتمع إليه.

 

ومن جانبها قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، إنه إذا تم بالفعل تطبيق المدارس التكنولوجية التطبيقية في مصر لطلاب التعليم الفني بمصر، فستكون خطوة رائعة وإنجاز هائل لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

 

وأضافت الخبيرة التربوية في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن التعليم الفني يكاد يكون «ميت» في مصر، بالرغم من أهميته، حيث أنه لم يتم تطويره منذ سنوات كثيرة، فالمدارس الموجودة هي ذاتها منذ زمن طويل، ولم تواكب التطور التكنولوجي الحديث.

 

وبالرغم من أنه متأخر، معبرة عن أملها في تطبيق هذا الأمر بالفعل، وأن تكون هذه المدارس مختلفة عن المدارس العادية، فتكون المناهج جيدة، والمعامل مجهزة بأحدث الأجهزة، وتوفير معلمين مؤهلين للتعامل مع نظام هذه المدرسة، وربط هذه المدراس مع مصانع المتخصصة في الصناعات الدقيقة والمتكنولوجية، منوهة إلى أن هذا يعد الخطوة الأولى في الاهتمام بالتعليم الفني، لافته إلى أنه في ألمانيا هناك العديد من الجامعات الرائعة والمتنوعة المتاحة لطلاب الفني.

 

بينما في مصر تم «قتل» التعليم الفني بسبب عدم اتاحة أماكن لخرجيه في الجامعات. مما جعل أولياء الأمور يحجمون عن تسجيل أبنائهم في التعليم الفني، وإلحاقهم بالتعليم الخاص، مشيدة بعمل جامعات تكنولوجية لاستقبال طلاب التعليم الفني.

 

واتفق الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي مع الحاجة لتطوير التعليم الفني، قائلًا إننا في حاجة ماسة إلى تطوير هذا التعليم، ولذلك فنحن نرحب بالمدارس التكنولوجية التطبيقية والتي تعد جيدة، وذلك لأن هذا النظام أصبح يقبل الطلاب ذوي المستوى الضعيف في التعليم، غير القادرين على القراءة والكتابة.

 

وأضاف الخبير التربوي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه في ضوء عدم وجود مواد خام جيدة، أو خطة عمل جيدة لتطوير التعليم في المدارس الفنية، هذا الأمر الذي أدى إلى تدهور أوضاع تلك المدارس، وعدم وجود أي مهارات للطلاب الملتحقين بها بالإضافة إلى عدم قدرتهم على القراءة والكتابة، مما يؤدي بالتالي إلى انضمامهم إلى «طابور البطالة»، أو التحاقهم بأعمال لا تمت بصلة إلى مجال تعليمهم.

 

مميزات هذه المدارس الحديثة

وأعلنت حبيبة عز مستشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مدرسة التكنولوجيا التطبيقية للميكاترونيات بمدينة بدر تعد الأولى من نوعها وتتميز بالاعتماد من شركتين صناعيتين رائدتين في مجال الصناعات الكهربائية، بحيث تضمن للدارسين فرص تدريب عملي خلال سنوات الدراسة على أعلى مستوى، مما يكسبهم قدرات لحصولهم على الشهادات المهنية الدولية، مما يتيح للطلاب العمل، والتعلم في الوقت نفسه بداية من السنة الأولى للدراسة.

 

وأوضحت عضو مجلس النواب موضحة أن الطلاب الذين سيدخلون إلى هذه المدارس سيجدون فرص عمل كثيرة بمجرد تخرجهم، ولذلك سيتجه أولياء الأمور إلى الحاق أبنائهم بها، مضيفة أن هذه النوعية من المدارس تعتمد على تدريب الطلاب، وتنمية مهاراتهم الفعلية، هذا بالإضافة إلى أنه سيتم إنشاء جامعات تكنولوجية مما يزيد من فرص نجاح هذه المدارس.

 

مما سيؤدي إلى تغيير نظرة المجتمع إلى الطلاب الذين يلتحقون بهذا النظام التعليمي، فسيكون أمامه الفرصة فيما بعد أن يكمل تعليمية في المرحلة الجامعية، منوهة إلى أنه سيتم في الفترة القادمة مناقشة إنشاء الجامعات التكنولوجية، حتى يلتحق بها خريجي هذه المدارس، مما يوضح أن هناك سياسة متكاملة لتطوير التعليم بشكل عام، وخاصة التعليم الفني.

 

دور الوزارة في تطوير التعليم الفني

وأشارت الدكتورة ماجدة نصر إلى أنه بالرغم من عدم الإعلان عن الجهود المبذولة للتعليم الفني، إلا أنه يوجد خطة استراتيجية متكاملة لتطويره وموازنات مالية، ومنح مقدمة لطلاب التعليم الفني تفوق تلك المقدمة لطلاب التعليم العام، فضلًا عن عدم توضيح الدكتور طارق شوقين وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لها بشكل كبير مثل ما يتم مع التعليم العام، لوجود جدل كبير على الأخير لاهتمام أولياء الأمور والطلاب به.

 

وذكرت البرلمانية أن الاختلاف بين المدارس التكنولوجية التطبيقية، والعادية يكمن في تطوير المناهج، والاكثار من المهارات، والجزء العملي بشكل أكثر من الجزء النظري، والذي يتم تطبيقه في الونع الأخير من المدارس الفنية، لافته إلى أنه سيتم تعميم هذه المدارس في حال إثباتها لنجاحها.

 

وأوضح الدكتورمغيث حديثه، منوهًأ إلى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لا يولي اهتمام كبير للتعليم الفني، أو التعليم العام على حد سواء، وذلك لأن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني يعمل على القروض فقط.

تم نسخ الرابط