السيطرة التكتيكية تحسم لقب السوبر الأوروبي.. ”تحليل”

في مباراة ماراثونية من شوطين إضافيين استطاع اتليتكو مدريد تحقيق كأس السوبر الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخه عقب الفوز على ريال مدريد 4-2.

أحرز أهداف المباراة دييجو كوستا هدفين و ساؤول وكوكي ، بينما احرز للريال كل من كريم بنزيما وسيرجو راموس. وقد شهدت المباراة بعض التفاصيل الفنية والتكتيكية كان لها دور في حسم نتيجة اللقاء.

- بداية مرنة من سيميوني :

بدأ لوبتيجي اللقاء بطريقة ( 4-2-3-1) ، معتمدا على اسلوب الخروج بالكرة من الخلف بشكل تدريجي، في محاولة للاستحواز على الكرة من خلال كاسيميرو وكوستا أمامهم ايسكو كمنظم للكرة مع وجود طرفين يتميزا بالسرعة والمهارة ( بيل ، اسينسيو). ولكن وعلى عكس المتوقع والمعتاد وبذكاء وحسن قرائة كان الرد التكتيكي من سيميوني مفاجئ وقوي من خلال الضغط العالي في وجود مهاجم شرس مثل دييجو كوستا ، حيث بدأ اللقاء بطريقة (4-4-2) مع اعطاء بعض الحرية للثلاثي ( كوكي ، ساؤول ، جيرزمان).

-أخطاء دفاعية وفنية للريال:

أسفر الضغط العالي للاتلتي على اخطاء دفاعية قاتلة من دفاع الريال أسفرت عن هدفين من خطأين لكل من فاران ومارسيلو . دييجو سيميوني حاول وضع دفاع الريال طول الوقت تحت الضغط من خلال الكرات الطولية المباشرة من جودين الى نص ملعب الريال مع تحركات وضغط من خط وسط وهجوم الاتلتيك . هذا الاسلوب اربك حسابات لوبنتيجي ،الذي لم يستطيع السيطرة التكتيكية على الفريق، وظهرا هذا جليا في مشاهد كثيرة لاحظنا فيها حالات من عدم الالتزام التكتيكي ، فمثلا على الرغم من الثغرات الدفاعية الواضحة خلف مارسيلو لم نجد للوبنتيجي اي رد فعل تكتيكي او التنبيه على مارسيلو بعدم التقدم على حساب النواحي الدفاعية، مشهد اخر يدل على وجود فوضى في الملكي عندما شاهدنا راموس المدافع كل اوقات الشوط الرابع في المنطقة الهجومية لاتليتكو .

- تغييرات حولت دفة اللقاء: حاول لوبنتيجي معالجة الامور باجراء تغييرات ،ولكن جاء تغيير كل كاسيميرو واسنسيو قلب دفة الامور اكثر لصالح اتليتكو ، فلم يقدم سيبايوس ولا مايورال شيئا جديد ، وافتقد الريال الحلول الهجومية. والسؤال اذن ،، لماذا لم يدخل فينيسيوس و لما خرج اسينسيو و كروس و ايسكو أعمدة الفريق ؟.

 -مشروع سيميوني :

سيميوني الرجل الاول والمسؤل الاوحد وصاحب القرار في اتليتكو ، ولذلك حافظ على استمرار مشروعه ، واستطاع ان يفرض شخصيته على الفريق وان يقنع اللاعبين بمشروعه وبالتالي استطاع التمسك باعمدة الفريق ولم يفرط في نجومه.

- مستقبل الريال :

نهائي السوبر الاوروبي اليوم فتح الباب للعديد من التساؤلات عن مدى احتياج الملكي لصفقات جديدة تستطيع ان تملأ الفراغ الذي تركه كريستيانو وربما الذي قد يتركه مودريتش. فمستقبل الريال دخل في مرحلة الشك ، لأن واضح أن الحياة ستبدو صعبة في مدريد بعد زيدان والدون.