”السيسي وترامب”.. تفاصيل الزيارة الخامسة للرئيس بنيويورك الليلة
لم تكن الزيارة الأولى وليست الأخيرة فى تاريخ العلاقات الدولية بين مصر والمنظمات الدولية، منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حكم المحروسة فى يونيه 2014، حيث حرص على المشاركة فى جميع دورات الجمعية العامة التى تعقد فى شهر سبتمبر من كل عام، ليكون بذلك أول رئيس مصرى يحضر خمس دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة.
وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية خلال 2018، تطورًا كبيرًا من خلال التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسي يتسم بصفة الاستمرارية وهو ما يطلق عليه "الحوار الاستراتيجي"، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية الأمريكية.
ويلتقي السيسي، بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، مساء اليوم الإثنين، في نيويورك الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة على هامش الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان، خلال القمة، سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلي مناقشة الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة على القضية الفلسطينية.
ومن المتوقع أن يناقش "ترامب" و"السيسي" القضايا الأمنية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى آخر التطورات في عدد من القضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن وليبيا، كما ستتم مناقشة جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب وجهود المؤسسات الدينية المصرية لتصحيح الخطاب الديني خلال القمة.
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الوضع السياسي الحالي في الشرق الأوسط، والأزمة القطرية، ستكون ضمن الملفات في اللقاء المسترك بين "السيسي" و"ترامب" والتي تعد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين.
وبحسب التقرير، فإن مصر هي واحدة من أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وتتلقى 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية سنويًا لذلك كان "السيسي" هو الرئيس العربي الوحيد المدرج في قائمة الاجتماعات الثنائية المجدولة لترامب قبيل مشاركته في الاجتماعات.
ومن المقرر أن يلتقي "ترامب" أيضًا برئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وقد التقى فجر الإثنين برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
وتغيب عن القائمة التي تم وضعها قبل ذهابه الى نيويورك، من الشرق الأوسط كل من الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الرئيس اللبناني ميشال عون، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وسيكون هذا أول اجتماع بين الزعيمين منذ أن فاز "السيسي" بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات الرئاسية في وقت سابق من هذا العام، ومع ذلك، فإن هذا هو الاجتماع الخامس بين الرئيسين منذ تولي الرئيسان منصبيهما.
وعُقد الاجتماع الأخير بين "السيسي" و"ترامب" في سبتمبر 2017، عندما كان يحضر الرئيس المصري الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعُقد اجتماع السيسي الأول مع ترامب في 20 سبتمبر 2016، خلال حملة ترامب الرئاسية في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في ذلك الحين.
وفي مقابلة مع إيرن بورنيت من سي إن إن، قال "السيسي" إنه ليس لديه أدنى شك في أن المرشح الرئاسي الجمهوري "ترامب" سيشكل زعيمًا قويًا.
وفي أبريل عام 2017، رحب "ترامب" بـ"السيسي" في البيت الأبيض، متعهدا بالتعاون الوثيق مع الزعيم المصري في عمليات مكافحة الإرهاب ويثني على قيادته للأمة الشرق أوسطية.
وقال "ترامب" وهو جالس إلى جوار نظيره في المكتب البيضاوي: "أريد فقط أن أعلم الجميع، في حال وجود أي شك، بأننا ندعم السيسي، لقد قام بعمل رائع في وضع صعب للغاية، ونحن وراء مصر وشعب مصر ".
وبدا أن "ترامب" و" السيسي" ركزوا على الأمن، وسعوا إلى إظهار الدفء، والمصافحة خلال تصريحاتهم القصيرة للصحفيين.
ويمثل هذا اللقاء نهاية لبرودة التعامل مع مصر من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي لم يسبق له أن دعا "السيسي" إلى واشنطن.
وقال "السيسي": "منذ أن اجتمعنا في سبتمبر الماضي، كان لدي تقدير وتقدير عميق لشخصيتك الفريدة من نوعها في ترامب، خاصة وأنك تقف بقوة ضد الإرهاب"، وأضاف "بقوة وبصراحة ستجد مصر بجانبك".
وخلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في مايو الماضي، في المملكة العربية السعودية، التقى "السيسي" بنظيره الأمريكي للمرة الثالثة، كما التقى العديد من المسؤولين الأمريكيين كجزء من جدول أعماله في الرياض.
وأشاد الرئيس الأمريكي بـ"السيسي" خلال رحلته الأولى إلى الخارج، قائلا "السلامة تبدو قوية للغاية" في ظل الزعيم المصري وقبلت الدعوة لزيارة القاهرة.
وأدلى "ترامب" بهذه التصريحات بعد أن وقع صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار مع السعودية.
وقال "ترامب" إنه كان يجري محادثات مهمة للغاية مع "السيسي"، وأن هذا الزوج كان يتحدث بإيجابية، وبعد الاجتماع، وصف السيسي الرئيس الأمريكي بأنه شخصية فريدة قادرة على القيام بالمستحيل.
وفي سبتمبر 2017، طار "السيسي" إلى نيويورك للمشاركة في الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتقى"السيسي" بـ"ترامب" وبحث جهود مصر لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين كخطوة أولية أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشاد "ترامب" بجهود الرئيس السيسي لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين، والإسرائيليين.
وأعرب "السيسي" عن تطلع مصر إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة حول مختلف القضايا في المنطقة، خاصة مكافحة الإرهاب التي تشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار المنطقة والعالم.
وأشاد الرئيس الأمريكي بالعلاقات الثنائية المتميزة مع مصر، مؤكدًال على أهمية تعزيز سبل تعزيزها.
وتعتبر مشاركة "السيسي" في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام خامس مرة له منذ أن بدأت فترته الرئاسية الأولى في يونيو 2014، وشهدت السياسات الخارجية لمصر تطورًا ملحوظًا في الساحتين العالمية والإقليمية، وتعتبر مصر لاعبًا رئيسيًا في محاربة الإرهاب عالميًا وتعزيز السلام من خلال مشاركة جنودها البالغ عددهم 30 الف في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، إلى جانب جهود مصر لحل الأزمات السورية والفلسطينية واليمنية والليبية.
وسيلقي "ترامب" اليوم الثلاثاء، خطابه الثاني أمام الجمعية العامة، حيث قالت نيكي هالي مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، إن "ترامب" سيتحدث عن نجاحات السياسة الخارجية التي حققتها الولايات المتحدة على مدار العام الماضي، وفي نفس اليوم سيحضر مأدبة غداء يستضيفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، وحفل استقبال تشرف عليه هالي، بصفة بلادها هي الرئيس الحالي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وستكون الأولويات لدى "ترامب" هي إيران والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ورغم أن طريقة "ترامب" حيال إيران واضحة وهي العقوبات والعزلة السياسية، ولكن الأمر ليس واضحا مع الإسرائيليين والفلسطينيين، وتشير التكهنات إلى احتمال الكشف عن خطة سلام أمريكية من قبل جيسون جرينبلات وجاريد كوشنر في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولكن يؤكد الخبراء أن جوانب الخطة قد تعمل على إعاقة عمل الدول الأخرى في مفاوضات السلام ولكن اعتمادا على التفاصيل، قد يضر التقدم وطرح الخطة او قد لا يضر، وبينما يصل التوتر مع الفلسطينيين والإدارة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بعد قطع المساعدات وإغلاق المهمة الفلسطينية، قد تختار واشنطن مرة أخرى تأخير الإعلان.
وسيرأس "ترامب" الأربعاء، جلسة إحاطة لمجلس الأمن للأمم المتحدة حول عدم الانتشار النووي، وستركز على إيران، لكن هالي ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قالتا إنهما سيبحثان أيضا كوريا الشمالية والأسلحة الكيماوية في سوريا والتعاون في مجال مكافحة الانتشار النووي.
وفي سياق متصل، أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمس الإثنين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينج، لن يشاركا اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73.
ووفقا للتقرير، فإن عدم حضورهما رسالة يبعثان بها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لرفضهما العقوبات الأخيرة على بلادهما.
وأضافت الصحيفة أن عدم حضور "بوتين" و" بينج" يلغي احتمالات لقاءات ثنائية محتملة، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة ولن يلتقي السيسي الزعيمين رغم العلاقات الثنائية التي وصلت بينهم إلى مرحلة غير مسبوقة، وكان آخر ظهور لـ"بوتين" و"بينج" في اجتماعات الأمم المتحدة في 2015.