بطل ملحمة كبريت.. إبراهيم عبد التواب آخر شهيد في الحرب
قدم العديد من أبناء الشعب المصري وقواته المسلحة أرواحهم ثمنًا للكرامة خلال حرب أكتوبر، فدونوا العديد من القصص البطولية، ولعل ملحة كبريت من أروع الملاحم والتي سطر أبطاولها أكبر البطولات دفاعًا وصمودًا أمام ضرب العدو، ليلقوا ربهم وهو راضٍ عنهم في مشهد مروع مبشر، حيث وهب أكثر من 150 شهيدًا أرواحهم فداءًا لأرض الوطن، على رأسهم قائد الكتيبة العقيد إبراهيم عبد التواب، والذي يعتبر آخر شهيد في الحرب.
كانت نقطة كبريت، تحظى بأهمية بالغة بالنسبة للجيشين المصري والإسرائيلي، حيث يوجد بها تقاطع الطرق العرضية بسيناء، ومن يسيطر عليها يسيطر على المنطقة الواقعة شرق قناة السويس، بالإضافة لكونها نقطة الاتصال بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، ما جعل العدو يقاتل باستماته لاستعادتها، لذا كانت هذه المعركة من أروع المعارك التي سطرها الجيش المصري في حرب أكتوبر، التي شهدت حصار كتيبة كاملة مكونة من 400 فرد في مساحة لا تتجاوز كيلو متر مربع.
وفي معركة هي الأهم والأقوى في التاريخ المصري، وتحت تغطية القصف المدفعي ومع بداية الضربة 6 إبريل، اقتحم العقيد إبراهيم عبد التواب بكتيبته ، نقطة كبريت الحصينة بعد نصف ساعة فقط من الهجوم عليها، وكانت إحدى نقاط خط بارليف القوية، وفي 17 نوفمبر بعد أن أحدثت الغارات الإسرائيلية إصابات كثيرة في الجنود، وصلت إشارة لموقع كبريت من الصليب الأحمر تفيد بهبوط طائرة إسرائيلية قرب الموقع لنقل جرحي الكتيبة إلا أنه قال: "سأطلق النار على أية طائرة تهبط بجوار الموقع".
14 يناير تقدمت دورية إسرائيلية مدرعة، إلى موقع كبريت، حينها أمر "عبد التواب" بإطلاق النيران عليها، ليصيبها، وهو ما جعل العدو يجن جنونه، وبدأ في فتح جميع نيرانه على الموقع، وكالعادة كان إبراهيم فى الموقع المتقدم يوجه مدفعيته، وفي الساعة العاشرة صباحًا إلا عشر دقائق، اتخذت دانة مدفع هاون طريقها الى تلك النقطة المتقدمة، ليستشهد البطل بعد 134 يومًا من الحصار.
وهذا وفقًا لما ذكره المؤرخ المصري الراحل جمال الغيطاني.
موضوعات متعلقة..
محمد حسن.. أول شهيد في حرب أكتوبر 73
المنسيون فى الحرب.. إنجازات الأبطال على خط النار (ملف خاص)