تعرف على :شهادة عبد اللطيف البغدادي على حرب اكتوبر
ي مجلة نصف الدنيا عام 1998، وفي حوار أجرته الصحفية منى الدحة مع عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة (رحل عام 1999)، يحكي فيه عن ذكرياته مع عبد الناصر والسادات وتعليقه على حرب أكتوبر 1973، قال فيه: «بعد حرب 1967 شعر جمال عبد الناصر أنه خسر الكثير، فكان لزاما عليه أن يسترد ما خسره، ففاتحني في رغبته أن أتولى شئون البلاد الداخلية على أن يتفرغ هو للجيش وإعادة بناءه».
بالفعل بدأ في إعادة تنظيم الجيش وإعادة تسليحه، وعين محمد فوزي وزيرا للحربية بعد أن تخلص من الضباط الموالين لعبد الحكيم عامر، لكنه مات فجأة، وتولى السادات مقاليد الحكم.
من حسن الحظ أن الاسرائيليين كانوا يعتقدون أن السادات لا يمكن أن يحارب، وأن خط بارليف لا يمكن عمل ثغرات به، من هنا كانت المفاجأة فقد استطعنا القيام بعمل فتحات في خط بارليف ذلك السد الترابي الضخم، وكانت هذه فكرة ضابط يعمل في السد العالي، باستخدام خراطيم مياه فيها اندفاع المياه قوي جدا.
عندما تحدثت تليفونيا مع السادات لأعرف منه حقيقة الموقف، أخبرني أننا توغلنا 3 كيلومترات شرق القناة، وأن خسائرنا خسائر مناورة عسكرية، قلت له: إذن نأخذ الممرات النهاردة قبل بكرة، فرد قائلا: لا تهمني الأرض، قلت له: ولكن ذلك أمر ضروري لحماية قواتك التي عبرت، فكرر قائلا: لا تهمني الأرض.
شعرت حينئذ أن اتجاهه منذ البداية هو تحريك القضية في المحافل الدولية، أي يعبر القناة ثم يتم إيقاف القتال على أن يتم التفاوض بعد ذلك، وكان هذا الاتجاه هو السبب في حدوث الثغرة، وقد نصحته أن فرصتنا ستكون أكبر لو أخذنا الممرات فهي خط دفاع طبيعي يحمي قواتنا.