بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الشهداء الثلاثة.. إجرام إسرائيلي ووداع بالدموع والصرخات

كتب : مدحت بدران

خيّمت أجواء من الحزن على أفراد ثلاث عائلات فلسطينية، وكان ألم أمهات الشهداء الثلاثة، من الصعب تحمله ووداع أشقائهم بالدموع، وإطلاق الآهات والصرخات، حزنًا على فراقهم، قبل أن تنطق الجنازات باتجاه مقبرة القرية.

 

الإجرام الإسرائيلي

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس أن طائراته العسكرية استهدفت خلية مكونة من ثلاثة شبان فلسطينيين قرب السياج الأمني بين غزة وإسرائيل، وزعم الجيش أن "الشبان كانوا يحاولون العبث في السياج الأمني وكما يبدو زرع عبوة ناسفة بالقرب منه".

 

وما أن وصلت سيارات الإسعاف الحاملة لجثامين الأطفال، حتى تجمع آلاف المواطنين، محاولين مواساة العائلات، وردد المتواجدون هتافات غاضبة، تنادي بالانتقام من إسرائيل، وشيّع الآلاف من الفلسطينيين، بينهم قيادات من فصائل فلسطينية مختلفة، جثامين الشهداء الثلاثة، وعلى رأسهم، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على الجثامين الثلاثة في مسجد "الحكمة" بوادي السلقا.

حقيقة الأمر

كان دائمًا الأصدقاء الثلاثة خالد أبو سعيد (14 عاما)، وعبد الحميد أبو ظاهر (13 عاما)، ومحمد السطري (13 عاما)، يقومون بالتجمّع قرب المنطقة الشرقية الحدودية لجنوبي القطاع، لنصب شباك صيد العصافير، كما تقول عائلاتهم، وكما اعتادوا الأطفال الثلاثة، كغالبية الأطفال في تلك المنطقة الحدودية "وادي السلقا"، مساعدة عائلاتهم "مادياً"؛ بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية، فيجدون لأنفسهم أعمالاً إما في صيد الطيور البرية أو في الزراعة.

حزن الأمهات وإطلاق الصرخات

 "عائشة"، والدة الطفل الشهيد عبد الحميد أبو ظاهر (13 عاماً)، تقول إن طفلها خرج مع ساعات العصر لنصب شباك صيد العصافير قرب المنطقة الحدودية، واعتاد الطفل أبو ظاهر، العمل في مهنة صيد الطيور أو الزراعة، من أجل مساعدة عائلته في ظل تردي أوضاعها الاقتصادية، كما تقول والدته.

 

وتوضح الوالدة أن طفلها ليس له علاقة بأي تنظيم سياسي أو عسكري، وكان يطمح حينما يكبر أن يعمل في مجال تصليح السيارات، من أجل تحسين أوضاع عائلته، نافية بشدة الرواية الإسرائيلية التي تقول أنه وأصدقاءه كانوا يزرعون "عبوة ناسفة" قرب السياج الفاصل.

داخل المدرسة

صباح اليوم، انتابت حالة من الصدمة زملاء الشهداء الثلاثة داخل الفصول التي يدرسون بها في مدرسة بلال بن رباح الأساسية، وعبّر بعض الأطفال عن حزنهم على فقدانهم للشهداء بـ"البكاء" والدعاء لهم بـ"الرحمة".

 

وخلال الطابور المدرسي الصباحي، شعر الطفل إبراهيم أبو مغصيب بحزن كبيرة، لأن مكان صديقه "أبو ظاهر"، الذي كان يرافقه دوماً في هذا الطابور بات "فارغاً" , كما أن هناك علاقة من نوع آخر تربط هذان الصديقان، حيث يتاجران سوياً -في بعض الأوقات- ببعض أنواع الطيور البرية التي يتم اصطيادها، كما قال أبو مغيصب.

 

ويصف مدير المدرسة، سالم أبو غرابة، هذا اليوم بـ"الحزين" بسبب فقدان 3 أطفال، بـ"جريمة إسرائيلية جديدة".

 

ويقول أبو غرابة: مفجوعون بهذا الخبر، الطلاب الثلاثة هم من خيرة طلاب المدرسة، ولهم باع طويل في العمل التطوعي المدرسي" وصباح كل يوم، كان الأطفال الثلاثة يصلون سويّاً إلى المدرسة، وفي وقت باكر، في إشارة إلى التزامهم بمواعيد حصصهم الدراسية، كما قال.

 

وطالب أبو غرابة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتوفير "الحماية لسكان وطلبة منطقة وادي السلقا، كونها منطقة حدودية تتعرض بشكل مستمر للاعتداءات الإسرائيلية.

 

موضوعات متعلقة :-

- العثور على جثامين 3 شهداء استهدفتهم طائرات الاحتلال

- إسرائيل تقصف مواقع حماس في غزة

تم نسخ الرابط