بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«احتفظ بجثته 3 أيام».. قصة قاتل طفل انتقامًا من أسرته في بني سويف

كتب : محمود صلاح

"المكان والزمان مخيمان بالحزن، والدموع تتساقط بالكاد في كل مكان" هكذا سيطر المشهد السابق على أهالي قرية السعادنة في محافظة بني سويف، ثلاثة أيام من الحزن والألم على طفلهم  الصغير الذي وقع قتيلًا ضحية التعصب والعناد القائم بين عائلتين على مدار سنوات ماضية.

 

لم يتخطى الخامسة من عمره، غلب على ملامح وجهه علامات البراءة والطفولة، يرتدي ملابسه الملخطة بالتراب إثر المرح واللعب الدائم مع أطفال قريته، يهرول يمينًا ويساريًا بين البيوت - التي لم يتخطى ارتفاعها الطابقين، المبنية من الطوب الجيري والمسقوفة بالألواح الخشبية والبوص، والتي يمارس بداخلها العادات والتقاليد الصعيدية - لم يشغل باله الصراعات الدائمة بين عائلته والعائلات الآخرى، ولم يكن يعلم أن القدر سوف يقلب حياته رأسًا على عقب.

 

تجرد "محمود.س" البالغ من العمر 30 عامًا، والذي يعمل سائق، من معاني الإنسانية، وارتدى ثياب الغل والكُره، ووقف بعيون حادة يراقب فريسته الصغيرة "محمد" الذي لم يتخطى الخامسة، حتى حان وقت الانتقام الذي خطط له لمدة سنوات مضت، واستدرج الطفل ليكتب السطور الأخيرة في حياته، حتى ينهش الحزن والآلم قلب والديه.

 

اختفى الطفل الصغير في لحظات قليلة من أمام الجميع، حتى غاب لمدة ثلاث أيام، وعلى الفور عقب غيابه تزينت مواقع التواصل الاجتماعي بصوره، الجميع يبحث عنه في كل مكان، حتى علم الجميع في النهاية أنه وقع قتيلًا ضحية التعصب والجهل.

 

القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على المتهم، والاعترافات التي أدلى بها "محمود" أمام جهات التحقيق حملت العديد من التفاصيل المثيرة، التي تؤكد مدى الغل الذي ملأ قلب المتهم نحو أسرة الضحية،  والذي كان الغرض الأكبر منها هو حرق قلوب عائلته عليه، على حسب قول المتهم.

 

"أيون قتلته..عشان أحرق قلب أسرته عليه"، كلمات تلفظ بها هذا الشيطان المتمثل في هيئة إنسان أمام جهات التحقيق، موضحًا أن هناك خلافات قديمة بين أسرته وأسرة الطفل الصغير، وأن قتله هو السبب الأول الذي وجده للانتقم منهم ولم أجد أفضل من ذلك لكي أنهى الصراع بتأثير عليهم  واحرق قلوبهم جميعًا.

 

أضاف الشاب الثلاثيني، أنه خطط للجريمة مع نفسي، وجاء وقت التنفيذ، حيث رصدت الطفل أثناء لهوه في الشارع بقرية السعادنة التابعة لمركز بني سويف برفقة مجموعة من الأطفال، وتسللت نحوه وخطفته وتوجهت به لمنزلنا.

 

"على طريق مشاهد الأكشن، تتعالى صرخات الطفل، وقلب المتهم يرتجف من الخوف" هكذا وصف الجاني المشهد حتى وصل بالطفل لمنزله، حيث تعدى بألة حادة على رأس الطفل حتى سقط غارقاً في دمائه، دون أن تشفع نظرات الطفل وتوسلاته له لدى القاتل، الذي تحول لوحش كاسر، كل هدفه الانتقام الذي أعمى قلبه وعطل عقله.

 

 

في الأثناء، دخلت زوجة شقيق المتهم المنزل فاكتشفت الجريمة، لتصرخ في وجهه :"يخرب بيتك ايه اللي انت هببته دا"، لكنه طالبها بالتماسك، حتى يتخلص من جريمته، فوضع الاثنين الطفل داخل جوال واحتفظا به داخل المنزل.

 

3 أيام قاسية وصعبة مرت على أسرة الطفل، بحثوا عنه في كل مكان دون جدوى، كاد الشك والخوف يمزق جسدهم، في الوقت الذي كانت جثة الطفل تتعفن، ليقرر القاتل التخلص من الجثة بإلقائها في إحدى الشوارع النائية بالقرية، بينما طلب من زوجة شقيقه مساعدته في التخلص من آثار الدماء.

 

صدمة أصابت الأسرة لدى عثورهم على جثة الطفل مقتولاً، فأسرعوا نحو مركز الشرطة، وحرروا محضرا بمقتل الطفل "محمد" صاحب الخمس أعوام، لتتوصل تحريات المباحث لوجود خلافات بين أسرة القتيل والمتهم، ويتم القبض عليه معترفاً بجريمته.

 

وكان مركز شرطة بني سويف تلقى بلاغاً من الأهالي بالعثور على طفل مقتول، فوجه اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام بتشكيل فريق بحث قاده اللواء جرير مصطفى مدير أمن بني سويف واللواء محمد ضبش مدير المباحث، حيث توصلوا لهوية القاتل وألقوا القبض عليه.

تم نسخ الرابط