صناع الخير: العمل المجتمعي يرسم البسمة على وجوه الملايين
تحاول مؤسسات المجتمع المدن أن تشارك في البناء بمساندة رجال الأعمال ومن خلال جمع التبرعات، كما تسعى بدورها إلى أن تلملم بعض الجراح المفتوحة من بوابة المرض والفقر والاحتياج، وفى هذا الشأن كان لنا حوار خاص مع المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير، هانى عبد الفتاح، والذى أكد أهمية العمل المجتمعى والخدمى، مشيرًا إلى أن العمل الجاد على أرض الواقع هو ما يجعل لكل كيان مصداقية، وأن الوعى الحقيقى هو الأساس فى تنمية المجتمع، والعمل على تغيير الثقافات الخاطئة.
وأكد أن الشعب المصرى يحمل الكثير من معانى الخير، ويحاول جاهدًا فى مساعدة الغير والنهوض بالمجتمع ومساعدة كل محتاج، وأوضح أن بداية المؤسسة كانت فى 2017 من خلال حملة "أطمن على نفسك" بخصوص فيروس سى، واستطعنا من خلالها الكشف على 760 ألف مواطن، وعالجنا عن طريق وزارة الصحة ما يقرب من 80 ألف مواطن، وهذه كانت الانطلاقة، وقمنا بعد ذلك بجمع التبرعات بعد إن كان العمل لا يعتمد على ذلك وعملنا من خلال شركات داعمة للمواطن مباشرة، ومن بعدها كانت حملة "عنيك فى عنينا"، وهو ما نستمر فيه إلى الآن.
وإلى نص الحوار ..
ما هى آخر نشاطات المؤسسة؟
أحدث ما نقوم به فى الفترة الحالية مبادرة عنيك فى عنينا برعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ونعمل من خلالها فى 15 محافظة، واستطعنا أن نقوم بالكشف على 80 ألف مواطن من خلال القوافل الطبية التى أطلقتها المبادرة، ومن خلال الكشف تبينت بعض الحالات التى تحتاج إلى عمليات إزالة المياه البيضاء من العين، وأجرينا تلك العملية لـ10 آلاف من الحالات التى احتاجت إلى ذلك، والبعض الآخر كان يحتاج إلى النظارات الطبية والذين وصل عددهم إلى 8 آلاف مواطن وفرتها المؤسسة، كما وجدت حالات أخرى كانت تحتاج إلى قرنية وغيرها من العمليات.
والمبادرة حرصت على أن تكون النظارات الطبية من أجود الخامات المستخدمة وبأعلى المواصفات، حيث يتم تسليم النظارات الطبية لمن تم الكشف عليهم خلال القوافل بالقرى والمحافظات التى تعمل بها المبادرة.
هل هناك مبادرات أخرى بجانب عنيك فى عنينا؟
نعم، هناك مبادرة جديدة بدأت مع انطلاق العام الدراسى، حملت عنوان "أولادنا فى عنينا"، وهى تحت رعاية وزارة التربية والتعليم من خلال بروتوكول تعاون جمع بين المؤسسة والوزارة، وهناك راع لها، وهى مكونة من عدة مراحل، أولا شملت 6 مدارس حكومية فى محافظة الفيوم، للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتجرى القافلة الكشف على العيون مع وجود معمل تحاليل يقوم بعمل تحاليل سكر وفقر دم للأطفال.
كما أن القافلة تضم عددا من أطباء الأطفال من مستشفى أبو الريش، وبعد ظهور نتائج التحاليل نقوم بإعطاء علاج لمن يعانى من فقر الدم، وهو نوع من أحسن العلاجات المستخدمة فى هذا المجال حيث يتم تحديد الجرعات من خلال الطبيب المختص، فضلا عن إعادة التحاليل بعد مدة العلاج للتأكد من الشفاء، ومدى الاستجابة للعلاج.
أما عن ما يخص الأطفال الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات فى العين؛ تم تحديد عمليات لهم خلال إجازة نصف العام، حتى لا يتعطلوا عن الدراسة، أما النظارات فلا تستغرق أكثر من أسبوع.
ما هى نسبة الأطفال المصابين بفقر الدم من خلال رحلتكم؟
نسبة المصابين بفقر الدم كانت تحتل المركز الأول من خلال التحليلات التى قمنا بها، فى الفيوم وسوهاج وقد تصل لـ80%، ويرجع هذا لسوء التغذية، وعدم الاهتمام بالخضراوات والأطعمة المفيدة، أما عن تحليل السكر وكشف العيون لم تكن النسبة كبيرة، ومعظم حالات العيون تتلخص فى وجود "حَوَل" ولكنها نسبة ليست مخيفة.
هل ستجوب المبادرة محافظات أخرى فى المرحلة المقبلة؟
نسعى بكل الجهود أن تجوب كل المحافظات، واصلنا عملنا فى المبادرة وأطلقنا 5 قوافل فى 5 محافظات للكشف عن أمراض العيون بالتنسيق مع قيادات المحافظات بقرية بيبان مركز كوم حمادة بالبحيرة، وقرية ميت حواى مركز السنطة بالغربية، وقرية العضايمة مركز إسنا بمحافظة الأقصر، وجهينة بمحافظة سوهاج، وقافلة بمركز شباب بدر بمحافظة أسوان، ومن خلالها تم الكشف على 5 آلاف مواطن.
وتم صرف العلاج للحالات التى لا تحتاج إلى تدخل جراحى أثناء القافلة، وأخذ قياس النظارات للحالات التى تحتاج إليها، وتحديد التى ستجرى عمليات جراحة لها لبحث مدى استحقاقها وفقا لشروط المؤسسة، وتكلفة العمليات الجراحية تتحملها المؤسسة بالكامل ولا يتحمل المواطن أى تكاليف مادية.
كما أن قضية مكافحة مسببات العمى، مهمة، ونتمنى توحيد الجهود من خلال دعم الشركات لمؤسسات المجتمع المدنى من خلال برامج المسئولية المجتمعية، حيث أن عملية بسيطة بالعين كإزالة المياه البيضاء وغيرها قد تحمى من حدوث العمى على المدى البعيد، ونعمل على إكمال ذلك مرحلة مرحلة، انتهينا من المرحلة الأولى، ونستعد للثانية.
ماذا قدمت المؤسسة بحلايب وشلاتين؟
مؤسسة صناع الخير شاركت بدورها التنموى فى دعم البنية التحتية، وخاصة للمناطق المهمشة والأكثر فقرا، ففى حلايب وشلاتين أطلقت أكبر قافلة لتنمية القرى المهمشة، وإنشاء 6 محطات تنقية مياه، ورفع كفاءة 8 محطات مياه، بتكلفة تتعدى المليون جنيه، وذلك ضمن مشروعات صناع الخير التنموية، فلا سبيل لتحقيق أى نوع من التنمية إلا من خلال الاهتمام بالبنية التحتية ودعمها.
كما انتهت المؤسسة من تنفيذ 64 وصلة مياه نظيفة بالقرى الأكثر احتياجا بمحافظة الفيوم، وذلك انطلاقا من رؤيتها لتحسين جودة الحياة، وتوفير حياة كريمة لأهالينا، ونستهدف الانتهاء من 250 وصلة أخرى بمحافظة الفيوم بنهاية 2018، ويجب تكثيف الجهود فى ملف وصلات المياه حيث أن 2.3 مليون أسرة مصرية تعانى من عدم وجود مياه نظيفة صالحة للشرب فى منازلهم، بنسبة تتراوح بين 17% إلى 46% وفقا لآخر إحصائيات معلنة.
فضلا عن أن تكلفة توصيل مياه الشرب للمنزل الواحد من 2500 إلى 3 آلاف جنيه، شاملة خامات التوصيل وتكلفة التعاقد مع شركة مياه الشرب وثمن العداد، ولا يتحمل المواطن أى تكاليف، والمؤسسة لا تكتفى فقط بتركيب الوصلات بل تقوم بالمتابعة بعد التوصيل لحين تركيب عداد المياه والذى يتم تركيبه بعد 15 يوما من التوصيل، ومتطوعو المؤسسة بالمحافظة يساهمون فى نقل المواسير والمساعدة فى توصيل وصلات المياه لمنازل القرى بالمحافظة.
هل كان لحلايب وشيلاتين نصيب من مبادرة عنيك فى عنينا؟
بالتأكيد، تعاونا أيضًا مع الشركة المصرية للاتصالات فى إطلاق أكبر قافلة لمكافحة مسببات العمى بحلايب وشلاتين، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى ومحافظة البحر الأحمر، ضمن قوافل مبادرة “عنيك فى عنينا".
وبدأت القافلة مهامها من مدينة حلايب، وقرى حدربة والتجمعات البدوية المحيطة، ثم تحركت إلى قرية أبو رماد، ثم مدينة شلاتين والتجمعات الصحراوية المجاورة، وشملت القافلة خدمات الكشف الطبى على أهالى تلك المدن، ونجحت القافلة فى الكشف على 2500 مواطن وتوزيع العلاج بالمجان وتحديد الحالات التى تحتاج نظارات طبية وتدخلات جراحية بالإضافة إلى تقديم التوعية الصحية اللازمة للمواطنين.
كما نجحت القافلة فى الكشف على 2500 مواطن وإجراء 200 عملية جراحية وعمل 400 نظارة طبية، وتوزيع القطرات العلاجية على ما يزيد عن 600 مريض، وهى القافلة الأضخم، واستقبل الفريق الطبى للمبادرة 200 مريض لإجراء العمليات الجراحية اللازمة من جراحات مياه بيضاء وغيرها، على أن يتم استقبال 50 مريضا يحتاجون عمليات زرع قرنية فى أحد مستشفيات العيون الكبرى بالقاهرة لإجرائها بالمجان.
هل من الممكن أن تقف العوامل المادية عائقًا أمام مراحل المبادرة؟
نعم، العوامل المادية مهمة جدًا فى إكمال مراحل المبادرة، فمهما كان الجهد المبذول والدعم المؤسسى كبيرا فهو يحتاج فى النهاية إلى الأموال لترجمته على أرض الواقع، لكى أستطيع أن أكمل الطريق، ولذلك نحن نراهن دائمًا على المواطنين المصريين ودعمهم فأهل مصر بهم الخير، وهم من يستطيعون مساعدتنا ومساندتنا من خلال تبرعاتهم الموجهة للمؤسسة من خلال البنوك وغيرها.
هل ترى أن التوعية الإعلامية كافية لإبراز دور العمل التنموى؟
الإعلام هو الذى يساعد على ظهور أى شىء، وتسليط الضوء منه يساعد كثيرًا على اتخاذ خطوات أسرع، وأنا أرى بصفة شخصية أن الإعلام يدعمنا بشكل جيد، ويظهر للناس ما نقوم به من عمل حتى تكون هناك مصداقية، من خلال العمل فى الشارع وعلى أرض الواقع، ولكننا نحتاج إلى توعية عامة بخصوص العمل الخدمى التنموى فى الشارع المصرى، والإعلام هو فقط من يملك سرعة الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، ونحتاج منه دعما أكبر فى المرحلة المقبلة.
موضوعات متعلقة..
سعفان في العاصمة الجديدة لتنفيذ الإجراءات الطبية للقافلة الثانية مع صناع الخير
بروتوكول تعاون بين «التعليم» ومؤسسة صناع الخير لدعم مبادرة «أولادنا في عنينا»