قاتل الصغار والكبار.. أفة ”التنمر ”تخترق ربوع المحروسة
"التنمر" يقتل أكثر من 800 ألف حالة انتحار سنويا فى العالم، يقتل أحلام بريئة وجمال روحي لا يتحمل بشاعة العالم الخارجي، الذي لا يلتفت إلا للعيوب، ولا يقف إلا مع الأفكار الشاذة، يرى نفسه خالي من العيوب ولكنه مع الأسف لديه أخطر العيوب، من منا لا يحظى بقدر من السؤ بداخله، وفي اقتحام للغرب من عاداتنا وتقاليدنا يطل علينا التنمر من خلالهم، ليصبح لدينا حالات واضحة وضحايا لظاهرة التنمر.
-مؤشر خطر انتحار فتاة الإسكندرية
"إيمان صالح"، 19 عامًا، ضحية "التنمر"، طالبة في الصف الثاني بمعهد التمريض التابع لمستشفى جمال عبد الناصر للتأمين الصحي، لم تجد أمامها سوى الانتحار للتخلص من مضايقات مشرفات ومدرسات المعهد والتي وصلت إلى حد معايرتها بهيئتها، لتتحول حياة الفتاة إلى جحيم وهو ما أكدته في تسجيلها الصوتي.
ووصفت الأم الأيام الأخيرة من حياة ابنتها، إن إيمان عادت إلى المنزل في الساعة الـ 1.5 بعد الظهر، وكان يبدو عليها الإرهاق، وعندما سألتها عما فعلته في يومها الدراسي ردت قائلة "العادي" - وكانت تقصد أنها مازالت تتعرض لمضايقات المدرسات، حسب قول الأم- ولم تتمالك الأم نفسها وانهمرت الدموع من عينيها وهي تقول:"وبعد شوية سمعت صرخة بدخل الأوضة عند إيمان لقيتها رمت نفسها من الشباك وخدت قلبي وروحي معاها".
-"بسملة" و تعنت المدرس ضدها
كشفت الطفلة "بسملة"، الطالبة بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة الشهيد محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة بدمياط، عن تفاصيل تعرضها للتنمر والإساءة من قِبَل أحد المدرسين في أثناء شرح درس "النحو".
وقالت بسملة، إن المدرس طلب منها إعراب جملة "بسملة طالبة سوداء"، متابعة: "فضلت أعيّط وقعدت على الكرسي، راح المدرس قال لي: إنتي تقعدي كمان على الكرسي، وقعد يقوِّمني ويقعَّدني".
وأضافت الطفلة أنها اشتكَت لوالدتها بما فعله المدرس، لتتقدم بشكوى إلى مدير المدرسة، وبعد عدة أيام فوجئت بالمدرس يقول لبنت زميلتها: "قومي لمِّي الزبالة، راحت بصِّت له، وقال لها: مش عاجبك روحي اشتكيني".
بعد وجود حالات لفتت أنظار الجميع، بدأت مساعي وتحركات هنا وهناك لمحاولة الحد من الظاهرة، والتعامل معها.
برلماني لم يعرض حتى الآن قانون خاص بالتنمر
قال يسري الأسيوطي، عضو مجلس النواب، إن سلوك المعلم الذي قام بواقعة التنمر الخاصة بالطالبة بسملة، يعد سلوك خاطئ وغير مسئول، مشيرًا إلى أن المعلمين تحتاج إلى دورات تدريبية بخصوص كيفة التعامل مع الطلاب .
وأوضح الأسيوطي، في تصريحات خاصة، أن أولياء أمور الطلاب يحاسبون على سلوكه وتفوقه علميا وليس على جنسه او لونه او دينه ، خاصة وأن الطالب يحتاج التشجيع والمودة والمحبة حتى يحب التعليم وليس الكراهية، وحديث النعلم عن لون أو دين خطأ فادح للمدرس ويتم المحاسبة علية طبقا للائحة والقانون.
معاقبة المعلم المتنمٍر ستردع الكثيرين
اشاد مؤمن سيد عضو الهيئة العليا، وأمين الإتصال السياسي لحزب الحرية،أن هناك بعض مؤسسات الدولة تعمل على الحد من ظاهرة التنمر، وبالأخص فى المدارس حيث أنها تعتبر أكثر الأماكن التى قد تمارس فيها هذه الظاهرة السيئة، مشيدًا بموقف وزير التربية والتعليم ومحافظ دمياط بالتعامل مع واقعة التنمر الخاصة بالطالبة بسمة وقرار النيابة بحبس المعلم صاحب الواقعة، حتى يكون مثال وعبرة لاى شخص يقوم بهذه العادة السيئة ضد اى شخص.
كما ناشد سيد، في تصريحات خاصة، وزارة التربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، بعمل ورش عمل وندوات للطلاب والمدرسين والشباب، للتعرف على هذه الظاهرة السيئة و سالبيات التنمر وما يسببه من اضرار واذى نفسي، مشيرًا إلى أن حزب الحرية المصرى مهتم بهذا الموضوع وسوف يتم تنظيم ندوات وعمل ورش عمل مع متخصصين بهذا الشأن للحد من هذة الظاهرة.
وتابع، أن هذه الظاهرة ليست في مصر فقطـ، بل هناك الكثير من الدول ويوجد حالة مماثلة فى مدارس آخرى، ادت إلى اضطرابات نفسية كبيرة.
التنمر سلوك عدواني
قال أحمد حسني، رئيس اتحاد شباب مصر والمتحدث الرسمي لحزب الاتحاد، أن التنمر سلوك عدواني متكرر، يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديًا أو معنويًا، وأصبح سلوك مرضي ينذر بخطورة شديدة من انتشاره ولابد من مواجهته بشكل تربوي رادع، مشيرًا إلى أن اسباب انتشار الظاهرة هي انتشار الألعاب الاليكترونية العنيفة التي تدعو للتطرف بين الاطفال، والتي تتواجد في تطبيقات الهواتف المحمولة والحاسب الألي بجانب انتشار الافلام التي تدعو للعنف والخلل الأسري الذي يتواجد مع المساعي لتوفير حياة معيشية أفضل من قبل الآباء والأمهات، الذي يسعون إلى توفير كافة الإحتياجات المادية لأبناءهم بشتى الطرق ولكن ياتي ذلك مقابل إهمال الدور الأكبر والأهم وهو التربية الصالحة والمتابعة المستمرة.
وأضاف حسني، في تصريحا خاصة، أنه لابد من عمل مجتمعي للحد من انتشار تلك الظاهره بعمل برامج توعية وورش عمل وندوات لأولياء الأمور بخطورتها، وضرورة الإقتراب من أولادهم كما أنه يجب مشاركة المؤسسات التعليمية، حيث إنها يقع عليها دور هام في مواجهة تلك الظاهرة بجانب وسائل الإعلام شريك مهم في القضاء عليها.
وتابع أنه من الممكن تحقيق ذلك من خلال إعلانات تحث علي خطورته وكيفية المواجهة الشاملة لهذا السلوك مع جهود الدولة بمؤسساتها التعليمية في توفير بيئة ايجابية أمنية للاطفال والمدارس واطلاق عدد من الحملات التي ترفع الوعي العام تجاهها.
المتنمٍر لديه اضطرابات نفسية
قال الدكتور أحمد حسين، دكتور الطب النفسي، إن السلوك العدوانى الذى يمارسه الاطفال تجاه بعضهم وهو "التنمر"، أصبح منتشرًا هذه الفترة بشكل كبير فى المدارس المصرية، ويأتي هذا نتيجة إلى قلة الوعي بين العاملين فى المؤسسات التعليمية ، وطبيعة التعامل مع الأطفال، خاصة وأن البعض لا يعرف مدى تأثيرها النفسي وقد يتعاملون معها بسخرية" ويضحكون" على ما يقوله المتنمر، والتنمر حالة خاصة من العنف النفسى الحاد تجاه الطفل.
وأضاف دكتور الطبيب النفسي، أن الكثير من الأطفال قد يعانوا من مشاكل بالنطق، والإنعزال، وغيرها ، لاسباب غير عضوية، ويكون السبب الحقيقي هو التنمر، ويشعر بالوحدة ولا يريد أن يرى أحد ويقل تعامله مع الأشخاص الذي يحبهم، حيث أنه يشعر أن لا يوجد أحد يفهمه أو يشعر به.
وتابع، أن أولياء الأمور قد يمتنعون عن الشكوى ويكتفون بمواساة الطفل، فيمتنع الطفل عن الحديث وندخل في مشاكل اعمق وأكبر، وعندما ينطوي الطفل احتمالات عودته للحديث بتكون صعبة جدا، ولذلك على جميع أولياء الامور الأهتمام باطفالهم والذهاب إلى المدرسة إذا تعرض أحدهم للتنمر، والشكوى، وأن يتم عقاب من قام بذلك ومحاولة الاصلاح بينهم.
وأوضح أن الطفل المتنمر لا يخرج من دائرة المرض النفسي، فهناك عوامل تؤدي به لذلك وعقابه بصورة خاطئة قد يأخذنا إلى طريق خاطئ، ومحاولات اصلاحه أفضل بكثر.
موضوعات متعلقة ..
- التنمر يصل إلى الغرب.. الاعتداء والإهانة يطال السوريون في بريطانيا
- القومي لحقوق الإنسان سيقدم مشروع قانون عن المساواة للبرلمان