بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

”فرنسا تحترق”.. ”سبت أسود” جديد لـ”السترات الصفراء” والحكومة في مأزق

كتب : قسم التقارير

ازدادت حدة العنف في التظاهرات التي اندلعت في فرنسا قبل مايقرب من 25 يومًا اعتراضًا على ارتفاع أسعار الوقود، والتي أقرّها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليخرج على إثرها المئات بل الآلاف من أصحاب السترات الصفراء للمطالبة بإلغائها، بل وصل الحال بهم إلى المطالبة برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

اليوم، ومن جديد تتأهب العاصمة الفرنسية باريس، لما يطلق عليه،"سبت أسود" جديد، يتوقع أن يأتي على نفس منوال أيام السبت الثلاثة الماضية، حين اندلعت حالة من الفوضى والشغب، واجهتها الشرطة بعنف واعتقالات.

 اعتقالات

في الساعات المبكرة من صباح اليوم، اعتقلت الشرطة الفرنسية مايرق من 400 شخصًا من أصحاب السترات الصفراء ، بدعوى ارتباطهم بالاحتجات التي اندلعت منذ عدة أيام في العاصمة الفرنسية باريس، وتحريضهم على عمليات عنف وشغب.

 

أعمال شغب

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن أنفاس المواطنين والحكومة على حد سواء محبوسة منذ مساء الجمعة، حيث يتوقع أن تتجدد أعمال شغب متظاهري "السترات الصفراء"، للأسبوع الرابع على التوالي، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

 

وأوضحت أن أهم ما يميز يوم السبت، في العاصمة الفرنسية هو التعبئة الشاملة من طرف السلطات الأمنية والحكومة لتجنب تكرار أحداث الفوضى، التي خلفت خسائر مادية جسيمة.

 

وأضافت "التعبئة تشمل العناصر الأمنية وأصحاب المحلات التجارية وحتى بائعي المحروقات"، مشيرا إلى أن المناطق الإدارية في العاصمة أصدرت أوامر لحظر بيع ونقل الوقود والمحروقات والمنتجات القابلة للاشتعال والمواد الكيميائية.

 

وكان متظاهرو "السترات الصفراء" عمدوا، خلال احتجاجاتهم الماضية، إلى استخدام الوقود والمواد الكياوية لإشعال النيران في الشارع العام وعدد من المحلات والسيارات.

 

إغلاق برج إيفل

 

من جهة أخرى، أشارت "لوموند" إلى أنه جرى إغلاق برج إيفل وقوس النصر والأوبرا وساحة فوندوم ومعالم سياحية أخرى إلى جانب المتاحف ومحطات القطارات، بالإضافة إلى إزالة المقاعد الموجودة بالشوارع، مضيفة "فيما عمد بعض أصحاب المحلات التجارية إلى استخدام ألواح خشبية عريضة من أجل إغلاق متاجرهم خوفا من تكسير زجاجها أو اقتحامها".

 

رفع الاستعداد

هذا ونشرت السلطات نحو 89 ألف شرطي في مختلف أنحاء البلاد، بينهم 8 آلاف في باريس، فضلا عن اثنتي عشرة مدرعة لقوات الدرك، لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005.

 

المستشفيات هي الأخرى تستعد على طريقتها الخاصة، حيث رفعت درجة يقظة أجهزتها وعناصرها استعدادا لاستقبال عدد كبير من المصابين، الذين بلغ عددهم المئات، السبت الماضي.

 

وتمثل هذه الاضطرابات معضلة للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تؤكد استطلاعات الرأي أن شعبيته في تراجع مستمر.

 

تنفيذ المطالب

وتقول الحكومة الفرنسية إنها نفذت أهم مطلب لأصحاب "السترات الصفراء"، وهو التراجع عن رفع ضريبة الوقود، مشيرة إلى أن ماكرون سيلقي، الأسبوع المقبل، خطابا حول الأزمة غير المسبوقة التي تعيشها بلاده.

 

يشار إلى أن زيادة الضريبة على الوقود كانت السبب الرئيس والمباشر لاندلاع الاحتجاجات بقيادة السترات الصفراء، الذين يمثلون السائقين العاديين الذين يعيشون في الأرياف ويتنقلون بواسطة سياراتهم الخاصة إلى أعمالهم في المدن.

 

وتوجه حركة السترات الصفراء وعناصر من المعارضة انتقادات للرئيس، تقول إنه يميل إلى اتخاذ قرارات اقتصادية لمصلحة الأثرياء، وفي المقابل لا ينفذ أي سياسات لمساعدة الفقراء.

تم نسخ الرابط