بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

فستان نيكول سابا تسبب في قتل 300 ألف طفل!

كتب : ياسمين الشرقاوي

شاركت الفنانة اللبنانية نيكول سابا، كبطلة في ختام الـ"ديفيليه" مصمم الأزياء هاني البحيري، الذي ضم أحدث السواريهات وفساتين الزفاف الشتاء وخريف ٢٠١٩، والتي سبق له تقديمها مؤخرا بأسبوع الموضة الأورينتال ببارس، وظهرت "سابا" بفستان زفاف مرصع بالألماس تبلغ قيمته 10 ملايين يورو، أو ما يقرب من 200 مليون جنيه مصري، ظهور "سابا"، بالفستان المرصع بالألماس بشكل كامل بداية من الصدر حتى آخر ذيل الفستان، والأكمام الشفافة أيضًا لم تخلو من الألماس، إلى جانب طرحة طويلة شفافة مرصعة بالألماس، حصدت عاصفة من التصفيق وصيحات إعجاب الحضور من نجوم الفن والإعلام ومشاهير المجتمع، فضلًا عن الجدل المثار حوله عبر منصات السوشيال ميديا، فيما تبيانت التعليقات بين الإعجاب بالتصميم وبين انتقادات لثمنه الهائل.

 

وعلى الرغم أن الألماس يُعد أيقونة للثراء والرفاهية في العالم، إلا أنه سيظل شاهدًا على العديد من المآسي الأفريقية التي تُفقد هذا الحجر اللامع بريقه، وسيحكي الألماس عن الأيادي المبتورة والأجساد المقتولة التي انتشلته من الوحل لكي يصل إلى مجموعة الحُلي التي تشاهدها في فستان "نيكول سابا"، المثير للجدل. 

 

ومن المعروف أن قضية الألماس من أهم القضايا الهامة التي تتكرر مآساتها الإنسانية بشكل مستمر في القارة الأفريقية، وخصوصًا قضية الحرب الأهلية وعدم تمتع الشعوب الأفريقية بالثروات الطبيعية رغم غنى القارة الأفريقية بها، وذلك بعد اكتشاف الألماس بها ومع فساد الحكومة، التي استولت على الماس لصالح بعض الأفراد الفاسدين، وحرموا الشعب منها، فبدأت تتشكل ميايشيات للسيطرة على مناجم الألماس.

 

وشهدت سيراليون حروبًا دامت لأحد عشر عامًا لم تنته إلا عام 2002، الحرب كانت بين الجبهة الثورية المتحدة والجبهة الوطنية القومية الليبيرية والمجلس الثوري للقوات المسلحة المدعومين من ليبيا وبوركينا فاسو من جهة، والقوات الحكومية لسيراليون وبريطانيا وجنوب أفريقيا المدعومين من الولايات المتحدة، روسيا، أوكرانيا، الهند وغينيا من جهة أخرى.

 

 

وفي السطور التالية نستعرض دورة حياة الألماس من باطن الأرض إلى جسد "نيكول": 

 

- يتم استخراج الماس من مخلفات البراكين، بمناجم الماس الخصبة بدول إفريقيا التي تحتوي على كميات كبيرة جدًا من الألماس، وبتقنيات بدائية جدًا في الحفر باستخدام المعدات اليدوية أو الحفارات البسيطة، وبسبب الفقر المدقع في هذه البلدان كان أغلب العاملين في هذه الصناعة من الأطفال الذين يجبرون على العمل بنظام السخرة لفترات طويلة في ظروف صعبة جدًا. 

 

- وجود الألماس في إفريقيا كان بمثابة لعنة حقيقية على هذه البلدان، فقد اشتعلت العديد من الصراعات وبدأت تتشكل ميلشيات للسيطرة على مناجم الألماس، وتحولوا إلى عصابات قاتلة تستعبد البشر وتقتلهم للسيطرة على الماس، وبأموال الألماس يشترون أسلحة، وفي هذه البيئة ظهر نوع من التجار المرتزقة الأجانب كانوا يعملون كوسطاء، يحصلون على الألماس من الميليشيات، وفي المقابل يمدوهم بالأسلحة.

 

- تم تجنيد أكثر من 5 آلاف طفل، سواء من قبل الحكومة أو المتمردين، هؤلاء الأطفال يتم اختطافهم من ذويهم وقراهم، ليدخلوا في مرحلة التلقين، في تلك المرحلة يتم إدراجهم في ألعاب قتالية بالذخيرة الحية، كما يتم قتل أو اغتصاب أقاربهم أمامهم لنسف أي شعور بالتعاطف داخلهم، ولمحو أي شيء قد يمثل دافعًا يدفعهم للعودة إلى قراهم الأصلية.

- الأشخاص المستعبدون يعملون بطريقة غير أدمية لتجميع آلاف الحجارة بالواحدة،  ينحني الجميع  في تجمعات مائية صغيرة، بيد كل واحدٍ شبكةً يغمسها في الماء ثم يُخرجها ليرى ما فيها، أصخور عادية أم قطعة لامعة من الألماس؟، وبعد الانتهاء يتم تجميع كمية من الألماس، وانتقاءها وفرزها من قبل مصانع التنقية على حسب النوع واللون، ومن ثم بيعه للشركات الأوربية، ثم لمحال المجوهرات والأغنياء وفستان "نيكول سابا". 

 

جدير بالذكر أن هناك العديد من الدعوات، من أجل مقاطعة الماس القادم من بلاد النزاع التي لا تلتزم بالمعايير العالمية لتشغيل العمال والحافظ على حقوقهم، لكن هذه الدعوات تظل دعوات خافتة، وما تزال تجارة و استخراج الماس جارية في هذه القارة. 

تم نسخ الرابط