بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«بنعمل من الطين دهب» ..قرية الفرستق منبع الفخار في الغربية

كتب : نجلاء عوني

مع بزوع شمس هذا اليوم، عكست أشعتها الذهبية علي الأواني وأدوات الزينة المتراصة أمام البيوت لترسم لوحة فنية تريح العين صنعت وزخرفت بأيادي ماهرة، تتسارع مع طلوع فجر كل يوم جديد لتسابق عصافير النيل الأتية من فرع رشيد لتبدأ عملها في صناعة الفخار والأواني الفخارية الأصيلة التي اشتهر بها أجدادنا القدماء ساكني ضفاف النيل.

هنا «قرية الفرستق» التي تبعد خمسة كيلو مترات عن مدينة بسيون بمحافظة الغربية، تشتهر بصناعة الفخار حيث تضم أكثر من 150 مصنعًا، يحوي قرابة 5 آلاف عامل من القرية من بينهم الرجال والنساء والأطفال.

تجولت «بلدنا اليوم» داخل القرية لمعرفة المزيد عن صناعة الفخار والمشاكل التي تواجه الحرفين، حيث قال وائل العسال، رئيس جمعية أصحاب الحرف والصناعات بالفرستق «أحنا بنعمل من الطين دهب»، مضيفًا أن هذه الصناعة قضت علي البطالة في القرية بنسبة 100%، حيث تفتقر القرية للمقاهي نظرا لعمل الجميع بدون توقف يوميًا، وتعد حرفة الفخار من الحرف التاريخية ومتوارثة بالقرية عن الأجداد.

وشرح علي المنصوري، صاحب مصنع فخار وخزف خطوات الصناعة تبدأ بشراء الطمى الأحمر ويتم شراؤه من أسوان، من خلال سيارات النقل الكبرى، ويدخل التراب مرحلة العجينة، وهى خلط التراب بالماء وتركه فترة حتى يختمر ويتم التعامل معه وتقطيعه لقطع صغيرة تشبه قطع العجين الدائرية فى حجم كف اليد، حتى يستطيع الصانع التعامل معها وتشكيلها بكافة أشكال الأوانى والأكواب، موضحًا أن الصانع يستطيع تشكيل كافة أنواع الآنية والأكواب والتحف والأنتيكات والقطع الجمالية، وبعض أشكال الحيوانات، والرموز التعبيرية.

وأضاف علي الحداد "صنايعى فخار"، أن لصناعة الخزف والفخار مراحل تشبه خط إنتاج المصانع الكبرى، ومرحلة تسلم مرحلة وصنايعى يسلم صنايعى، بدءًا من عجين الطين، مرورًا بصناعة الأوانى، والتشكيل والزخرفة، والرسم، والتلوين، والنشر فى الشمس لمدة يوم، ثم دخول الفرن على درجة حرارة تتجاوز 1800 درجة مئوية، وبعد انتهائها يكون المنتج جاهز ويبدأ فى التغليف للطرح فى السوق المحلى أو الدولى.

وتابعت «منال» أحد فتيات القرية التي تعمل بالحرفة، أنها تعمل منذ 5 سنوات هي وزميلاتها لتساعد أهلها، حيث يتراوج أجرها ما بين 70 إلى مائة جنيه في اليوم، مضيفة أنها تستمتع بالعمل في حرفة صناعة الفخار وتعتبرها «مهنة شريفة وبناكل منها عيش».

تم نسخ الرابط