بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«تزوجني بـ500 جنيه.. وعاشرني بما يخالف الشرع».. حكاية سورية طلبت الخلع من مصري

كتب : محمود صلاح

منذ سنوات قليلة انقلب حال سوريا رأسًا على عقب، وتدهورت الأحوال في شتى أنحائها، حتى بدأ الجميع يشدون الرحال لينجوا بأنفسهم من بطش الرصاص الغادر الذي اقتحم منازلهم، وليقطنوا في بلدٍ آمنة يقضون فيها بقيت حياتهم.

مركب صغير تتلاعب به الأمواج يميمًا ويسارًا يحمل فوق متنه العديد من المهاجرين، وعلى الجانب الأخر أسلاك شائكة في الصحراء  يتسلل من بينها العشرات يبحثون عن ملجئ أمن، فالكاميرا التي ترصد المشهد، تارة تركزعلى المهاجرين في البحار، وتارة تركز على المتسللين من هذه الأسلاك، وفي النهاية ينتهي بها المطاف على تلك الفتاة العشرينية التي نزحت إلى مصر لتكمل قصتها المؤلمة التي بدأت في بلدها المنكوبة ولم تنتهي إلا في ساحات المحاكم المصرية.

«نداء.م» فتاة سورية تبلغ من العمر 19 عامًا، فرة هاربة من الرصاص بسوريا، وجاءت إلى مصر حتى تزوجت من «محمود.ع» سائق مصري الجنسية، وبعد 5 سنوات من الزواج هربت ثانية من بطش زوجها تاركة طفلتها معه لإقامة دعوى «خلع» حملت رقم 1584/2018، بعد معاناة من العنف اللفظي والتعذيب الجسدي بجانب الإجبار على المعاشرة الزوجية بما يخالف شرع الله.

تقول الفتاة السورية: «نزحت لمصر بعد نجاة أسرتي من قصف قريتنا في حلب، رحلنا هاربين مع بعض أقاربنا واستقرينا في منطقة السادس من أكتوبر، وتزوجت عن طريق قرايب أمي وما كنت بعرف شو معناه الزواج.. أمي حكتلي شو راح يحصل فيني جوا الغرفة بعد كتب الكتاب ومسكت بطرف فستانها وقلتلها خديني معك ما بدي أتزوج.. كان عمره 29 عامًا ومطلق وعنده ولد واتخطب له 6 أيام قبل الزواج.. وفي يوم الدخلة كنت مرتعبة وصرت أنط من الكنبة للسرير حتى هددني إنه يرجعني لأبي وكان راح يضربني فاستسلمت.. لكن بعد ما حصل صرت أبكي بشدة وضليت في وضع الجنين يومين ما بفوق من النوم ولا بخرج برا الغرفة، ووقتها كرهته وأصلا ما كان بدي إياه بس كنت فرحانة إنه راح يبقى لي غرفة وسرير لحالي».

لم يراعي الحياة الزوجية الشرعية، بل كانت اعتداءات متكررة وإجبار على المعاشرة بما يخالف شرع الله: «من أقل كلمة أو شيء كان يضربني بوحشية بتوكة الحزام في رأسي وأما أسقط على الأرض يركلني برجله في الصدر والضهر والبطن لحد ما أغيب عن الوعي وأصحى لحالي.. بعد فترة من الزواج كان بيغصبني على المعاشرة الزوجية بكل الطرق حتى بما يخالف شرع الله بس شو كنت راح أحكي، ما في لي ولا لبنتي مكان تاني نام فيه حتى أهلي ما كنت شوفهن وما صدقوا إنن خلصوا من لقمتي».

سنوات من المعاناة لاقتها «نداء» من سوء معاملة زوجها: «من أول كام شهر حملت في بنتي نور وخلفت حتى وأنا حامل كان بيضربني وحاولت أكتر من مرة أهرب منه وأشتكي لأمه لكن كانت تقولي إنه طبعه صعب وأفضل لي أبطل أعصبه بس ما قدرت كمل معه وهربت لحالي ما كان معي غير 200 جنيه سرقتن منه قبل ما أهرب.. ورحت لعند جمعية تساعد اللاجئين وأخدت منا 500 جنيه بعد ما هربت لعند بيت رفيقتي بفيصل وضليت لعندها حوالي 20 يوم.. وصرت ألبس النقاب لأنه خايفة حدا يعرفني وأنزل نضف البيوت وأحصل على يومية حوالي 100 جنيه، وجمعت فلوس حتى أجر شقة صغيرة مع أخي الصغير.. هو بس اللي كان معي من أهلي وافق على هروبنا لأنو كان بيشوف كيف بيعاملني زوجي وهو ياللي نصحني إني أترك بنتي عند بيت زوجي مع أمه وأهرب وبعدين راح نجيبها لما استقر في شغل.. وهلا أقامت دعوى خلع وراح أطالب بحضانة بنتي».

ولم تتوقف نداء عن العمل بل إنشاءه مشروع حلوى من المنزل حاليا تعمل عليه بمشاركة أخيها الأصغر: «بدأنا في البيت بخبز حلوى وأخي يبيعها في الشارع اللي نحن ساكنين فيه.. وهلا دخلنا ما بين 1800 جنيه لـ3000 والحمدلله على كل حال المشروع راح يكبر وراح نفتح مخبز قريب وأضم بنتي لحضني بعد ما أخلعه».

تم نسخ الرابط