أكبر فنان تشكيلى ببنى سويف.. رسم «عبدالناصر» ونحت تمثال أبو الهول (صور)
أبهرت لوحاته الناظرين فاستطاع "الحاج سيد" الفنان التلقائي أن يستحوذ على قلوب محبي أعماله الفنية في معارض عديدة، عرضت من خلالها اللوحات الفنية التشكيلية بأنواعها في قصر ثقافة بني سويف.
عدسة "بلدنا اليوم" جذبتها تلك اللوحات الفنية الفائقة الجمال من فنان موهوب علم نفسه بنفسه، وأخذ يتعلم فنون الرسم من سابقيه حتى وصل لسن 75 عاما، ولا زال يعطي ويواصل عطاءه بموهبته التي حباها الله له ويمتع الجمهور بريشته الفنية.
ولدت في قرية أشمنت التابعه لمركز ناصر شمال محافظة بني سويف، في 23 من سبتمبر عام 1943م، في جو يملؤه جمال الطبيعة الخلابة وسط الخضرة والمناظر الطبيعية كفيضان النيل والحدائق والشمس التي يتساقط شعاعها على الأراضي الزراعية لتعكس صورة فنية من الطبيعة الربانية الجميلة، بعيدًا عن الضجيج، كل ذلك خرج في موهبة الفن التشكيلي، بهذه الكلمات بدأ الفنان التشكيلي "سيد محمد محمد بدوي الخولي"، حديثه الشيق لـ"بلدنا اليوم".
بدأ الفنان التشكيلي "سيد الخولي" موهبته الفنية في سن صغيرة، حيث رسم أشخاص بالرصاص والفحم، وهو في السابعة من عمره، وتأثر بمعلم كان صديق والده، حيث رسمه وهو طفل، فأحب الرسم وظل يمارسه بعدما أعجبته صورته، وحصل على دبلوم ثانوي صناعي، ثم التحق بالقوات المسلحة المصرية، حيث وصل لسن التجنيد، وشارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وكان يرسم المعدات الحربية أثناء قضاء مدة خدمته في الجيش لحبه الشديد للرسم والفن التشكيلي، ثم التحق بوظيفة في مصنع الطائرات بحلوان، وتركها ليسافر إلى القاهرة، وتحديدا مصر القديمة بجوار الملك الصالح، ويحترف الفن التشكيلي هناك كمصدر للرزق مع عدد من الفنانين التشكيليين آنذاك.
وفي حديثه لـ"بلدنا اليوم"، قال الفنان التشكيلي "سيد الخولي": إنه يفضل الرسم بالزيت ورسم البورتريه، وكان أبرز ما رسم هو الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر"، الراحل المشير عبدالحكيم عامر، وعدد من ضباط ثورة يوليو، عرابي، مصطفى النحاس"، علاوة على نحته لتمثال أبو الهول بشكل مصغر ثم فتاة هندية كانت تجلس على صخرة رسمها في محل لمدرس تربية فنية راحل يدعى "إبراهيم شاكر"، كان من أحد مشجعيه على ممارسة الرسم، ومنازل بني سويف القديمة والمراكب الشراعية بالنيل والسيدات التي تحملن الزلع على رؤوسهن..الخ.
وأشار الفنان التشكيلي إلى أنه تعلم الرسم بسكينة المعجون على يد أحد الفنانين التشكيليين الراحلون في القاهرة، وكان يستعين به للعمل في معارض خاصة بالتربية والتعليم، لأنه كان يعمل مفتشا للتربية الفنية، لافتا إلى أن نجله الأكبر أخذ منه موهبة الرسم والتحق بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ليثقل موهبته بالدراسة، وفي مداعبة لطيفة من الفنان التشكيلي "الحاج سيد" قال: "أنا برسم أحسن من ابني وكنت بساعده في مشروع التخرج عشان يعلمني اللي اتعلمه".
وفي نهاية لقاء "بلدنا اليوم"، بالفنان التشكيلي، التقطت عدستها، عددًا من اللوحات الفنية الجميلة من صنيعة "الحاج سيد"، حيث وجه رسالته للشباب على السير في الطريق الصحيح، وممارسة أنشتطهم وهواياتهم الفنية، بعيدًا عن تضييع الوقت في أشياء أخرى، لأن الفن هو "ثقافة الشعوب"، واصفا الفن التشكيلي بـ "أبو الفنون"، مشيدا بالأعمال الفنية من طلبة وطالبات المدارس ببني سويف على جدران مدارس وأسوار الهيئات الحكومية.