بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الإخوان في أوروبا بين الدعم القطري التركي والحظر العالمي (تقرير)

كتب : قسم التقارير

لم تنسى الجماعة الإرهابية خسارتها الفادحة والضربة القاضية التي تلقتها في مصر وعدد من الدول العربية، بعدما تمكنت من الحكم لفترة بعينها ثم تركته في صدمة لم تكن تتوقعها هي وأعوانها من الداعمين لها في الدول الخارجية.

 

وبعدما تفرق شتاتهم في البلدان العربية، بدؤا يبحثون عن مكان يجمعهم تحت رايته من جديد، فما كان لهم إلّا تريكا وقطر، الدولتان اللتان كانوا بمثابة الداعم والممول الرئيسي للجماعة الإرهابية في محاولة منهم لإسقاط الوطن العربي ومحاولة السيطرة عليه وبعد فشل مخططهم الإرهابي، عملوا على زرع الفتنة والإرهاب في البلدان لكنّها أيضًا تفشل في كل مرة.

 

اليوم، ومن جديد كشف المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في تقرير جديد، كيف نجح تنظيم الإخوان الإرهابي، في تأسيس شبكة علاقات واسعة، امتدت نشاطاتها في أوروبا، عبر مؤسسات ومراكز عديدة، وكيف حصلت على الدعم من الدول الداعمة للتنظيم الدولي، وأبرزها قطر وتركيا.

 

تورط قطر

خرجت "تقارير استخباراتية فرنسية، كشفت عن أن قطر متورطة بشكل رئيسي في دعم الإرهابيين من جماعة "التوحيد والجهاد"، بشمال مالي، وتدريب العشرات من الفرنسيين في مناطق ليبية بين 2011 و2014، وأن قطر شاركت بدور مهم في استقطاب وتجنيد وتدريب مقاتلين من دول شمال أفريقيا وآخرين يحملون جنسيات أوروبية وينحدرون من أصول مغاربية، ثم تسفيرهم من ليبيا إلى سوريا، عبر الأراضي التركية".

 

مراكز الإخوان في ألمانيا وبريطانيا

الاستخبارات الداخلية الألمانية رصدت، تزايداً ملحوظاً في نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية، داخل ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، وأعلن رئيس الهيئة المحلي بولاية سكسونيا جورديان ماير بلات، أن جماعة الإخوان استغلت عبر منظمات مثل "الجمعية الثقافية ملتقى سكسونيا"، نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا إلى سكسونيا لاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي"، بحسب ما ذكره التقرير الذي نشر وكالة 24.

 

ووفقا للتقرير، فإنّ "قيادات الإخوان في بريطانيا كانت تسيطر بشكل تام على 13 منظمة وجمعية في لندن وحدها عبر ثلاثة قياديين مصريين، هم عصام الحداد، وإبراهيم منير، وإبراهيم الزيات، الذي ترأس في وقت سابق مؤسسة ألمانيا الإسلامية GID".

 

ويوجد في بريطانيا منتدى الشباب المسلم في أوروبا، وهو شبكة تتألف من 42 منظمة تجمع الشباب من أكثر من 26 بلداً، وصلات وعلاقات مع البرلمان الأوروبي.

 

ويعتقد خبراء، أنه يجب وضع جماعة الإخوان الإرهابية، وكل التنظيمات المتفرعة عنها، تحت المراقبة والرصد المكثف والمستمر، ولكن، الجدال حول الحظر المباشر للجماعة وإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية، مُرشح وفق الكاتب إلى الاستمرار لبعض من الوقت.

 

تحركات مشبوهة

وحسب الباحث، عقدت قيادات في جماعة الإخوان الإرهابية، حسب الاستخبارات الألمانية وأخرى أوروبية،  في يوليو 2017، اجتماعاً بأحد معسكرات الجماعة في العاصمة التركية أنقرة، بحضور محمود حسين، أمين عام الجماعة، ومحمد حكمت وليد، المراقب العام للجماعة في سوريا، وعدد آخر من القيادات الإخوانية، لبحث نقل عدد من عناصر الجماعة من قطر إلى تركيا.

 

وذكرت المصادر أن الاجتماع شهد تشديداً، على بدء خطة نقل هذه العناصر في أقرب وقت، على أن تمنح الأولوية للقيادات الأكثر خطورة، والمدانة في عدد من القضايا والمحكوم عليها فى بلدانها بالإعدام.

 

 فرنسا تكافح الأعضاء

وحسب تقرير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألغت الحكومة الفرنسية عدة محاضرات لهاني رمضان في مدن فرنسية في 2017، وقالت وزارة الداخلية في بيان، إن رمضان ابن سعيد رمضان، ووفاء البنا ابنة حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية وشقيق طارق المتهم بالاغتصاب في فرنسا وبلجيكا، والولايات المتحدة، وسويسرا، وأوقفته السلطات الفرنسية في كولمار شرق فرنسا، بمناسبة مؤتمر كان يشارك فيه، ورافقته الشرطة إلى الحدود الفرنسية السويسرية.

 

وأشار وزير الداخلية الفرنسى يومها ماتياس فيكل إلى أن "وزارة الداخلية وقوات الأمن مستنفرة بالكامل، وستواصل الكفاح بلا هوادة ضد التطرف والتشدد".

 

الدور القطري

وكما ذكر التقرير السابق، أنّ الحكومة القطرية استحدثت آليات جديدة لتمويل مسلمى أوروبا خارج الإطار المؤسسي الإخوانى المعتاد، في محاولة الابتعاد عن الصورة النمطية لقطر المرتبطة بتمويل الإسلام السياسي، عبر استحداث صندوق ANELD،  برأس مال يبلغ 100 مليون يورو بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية، "لتمويل مشاريع ريادة الأعمال" لكن فقط للمسلمين في ضواحى باريس الأكثر تهميشاً، والتي تعرف كثافةً سكانيةً لمقيمين فيها من أصل شمال أفريقي، من أبناء وأحفاد المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث، وبكثافة انتشار التيارين الإخواني والسلفي فيها.

 

وحسب الدراسة المشار إليها آنفاً، تولت حكومة قطر تمويل الاتحاد الإخواني في فرنسا، بـ 11 مليون يورو، في حين تكفلت مؤسسة قطر الخيرية بدفع 2 مليون يورو، فيما تبرع رجال أعمال قطريين لهذا الاتحاد بـ 5 ملايين يورو.

 

تصنيف جماعة الإخوان

رغم أنها تأخرت في ذلك إلا أن بعض الدول أدرجت الإخوان الإرهابيين أو تستعد لإدراج تنظيم على قوائم الإرهاب لأسباب كثيرة ومتنوعة، أبرزها، أنّ جماعة الإخوان هي المصدر الرئيسي للأيديولوجيا المتطرفة التي تقوم عليها الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى أنّ كثيرون من كبار قادة تنظيم القاعدة، مثل أيمن الظواهري، أو بعض قادة تنظيم داعش اليوم، أعضاء سابقون في الجماعة.

 

كما أنّ تاريخ جماعة الإخوان مفعم بكثير من أعمال العنف والإرهاب، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، ثم في الآونة الأخيرة، العمليات المناهضة للدولة في مصر.

 

ويقول وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، إن لندن ستفرض رقابة مشددة على سلوك تنظيم الإخوان، وقال إن الجماعة أخفت أجندتها المتطرفة في مصر.

 

وأكد بيرت "رغم عدم استيفاء الأدلة للحد الذى يفضي إلى حظر التنظيم، فإن رقابة مشددة ستُفرض على سلوك الإخوان وأنشطتهم بما في ذلك طلبات استخراج التأشيرات لهم، ومصادر تمويل الجمعيات الخيرية، وعلاقات التنظيم الدولية".

 

أوروبا تدرك الخطر

ويختم التقرير بالقول: "أدركت دول أوروبا والغرب، بشكل متأخر، خطورة التهديدات التي يشكلها  تنظيم الإخوان داخل مجتمعاتها، وبدأت وتأخذها على محمل الجد، إذ يهدف التنظيم إلى خلق كيان اجتماعي موازٍ، للتنافس مع بقية أركان المجتمع الأوروبي ومبادئ وقيم مواطنيه، وهي المحاولات والمساعي التي باتت تشكل تحدياً طويل الأمد للتماسك الاجتماعي في أوروبا نفسها".

تم نسخ الرابط