صناعة الغزل والنسيج.. تاريخ مصر يحتضر: العمال بلا أجور والماكينات متهالكة

تعد مصانع الغزل والنسيج من أهم وأقدم المنشآت الموجودة، لأن مصر تعد دولة زراعية منذ القدم، حيث تعتمد المصانع على استخدام محاصيل القطن والمتميز بطول التيلة، وكان كان القطن المصري هو الأول عالميًا من حيث جودته، كما كانت صناعة الغزل رائدة فى مصر ومنتجاتها تصدر للعديد من دول العالم.. وتغير كل ذلك للأسوأ.
شهدت صناعه الغزل والنسيج تدهورًا كبيرًا في السنوات الماضيه حتى وصلت إلى القاع بسبب المشاكل والعراقيل التي مرت بها من عدم وجود المادة الخام وتهالك المكينات وعدم تجديدها منذ سنوات عديدة مما أدى لتقليل إنتاجيتها .
قلة الأجور
قال عبد الحميد محمد، رئيس شركه المحمودية وعضو منتدب للغزل والنسيج سابقًا، إن المشكله التي تواجه عمال الغزل والنسيج هي بسبب أجورهم القليلة، ولا يوجد أي أرباح أو علاوات ثانوية للعمال في الفتره الأخيرة بسبب تدهور الأحوال التي تمر بها البلاد.
نقص القطن
وأضاف "محمد" أن بعض العمال يقدرون هذه الأزمة والبعض الآخر يعترض عليها ويطالب بحقوقه المهدورة، موضحًا أن سبب تدهور صناعه الغزل والنسيج في السنوات الماضية عدم وجود القطن الكافى لتشغيل المصانع، لافتًا إلى أن استيراد القطن من الخارج يكلف المصانع مبالغ طائلة بسبب تعويم الجنيه، قائلًا: "إذا بدأت الدولة من الاَن في تطوير صناعة الغزل والنسيج سوف تستغرق مده تتراوح من سنتين لثلاثة سنوات.
رفع الجمارك
ومن جانب اَخر أكد شوقي الصياد، المفوض العام لشركه غزل شبين، أن العمال يأخذون مرتباتهم بالكامل بدون أي تقصير في حوافزهم وعلاوتهم، ولا يوجد لديهم أي مشكله في عملية الإنتاج، مؤكدًا أن سبب تراجع صناعة الغزل والنسيج في السنوات الماضية، بسبب رفع الجمارك على القطن المستورد من الخارج ورفع الضرائب والتأمينات والكهرباء وكل هذه المشاكل بمقدرة الحكومة حلها والعمال ليس له دخل في هذه الأزمات.
وطالب "المفوض العام لغزل شبين"، من الدولة توفير القطن المدعم للمصانع وغلق منافذ التهريب ورفع الجمارك عن القطن المستورد وتخفيف الضرائب والكهرباء عن هذه المصانع ، متعجبًا من فرض الدولة ضريبة عقارية على هذه المصانع.
وأوضح "الصياد" أن الشركة عقدت مؤتمرًا مع الدكتور هاله السعيد، وزيرة التخطيط وعرضوا عليها كل المشاكل التي تواجه مصانع الغزل والنسيج ووعدت الوزيرة بتطوير جميع مصانع الغزل والنسيج في الفترة القادمة والجميع في انتظار هذا التطوير.
مكينات متهالكة
وأكد أحد عمال الغزل والنسيج "وائل حبيب"، أن هناك عدة أسباب لتراجع صناعه الغزل والنسيج في مصر، أولها هذه الأسباب هى نقص الماده الخام المستخدمه في التصنيع، كما أنها غير متكافئة مع عملية التصنيع، ثاني هذه الأسباب هى قلة توفير الأموال الكافيه لتطوير صناعة الغزل والنسيج وعمل إحلال وتجديد لمكينات المصانع المتهالكة لأن عمرها يزيد عن 50 عاما، لانها أصبحت مستهلكه جدًا وتحتاج للصيانة وهذا لم يحدث منذ مدة طويلة.