بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«توت عنخ آمون».. الملك الطفل الذي مات تاركًا لعنة الفراعنة ورائه

بلدنا اليوم
كتب : شربات عبدالحي

نسمع عادة عن العديد من الأساطير والحكايات، في السنوات والعقود الماضية التي لم نعاصرها، ولكن عندما ولدن وخرجنا إلى الحياه، شاهدنا ما تركه لنا السابقين الذين عاشو في الحياه القديمة، فعرفنا الله والرسل من القرأن والأحاديث القدسية، وسمعنا عن العهد الفرعوني من المخطوطات والأثار الكبيرة التي تركوها ورائهم، علي جدران المعابد أو الأهرامات. أسرار حياته في هذة الشخصية، وهي توت عنخ آمون، الكثير من الأقاويل والأحاديث، بسبب ترأسه الحكم وهو في التاسعة من عمره، وطريقة وفاته الغامضه، فبداية يجب أن نعلم إن توت عنخ آمون، هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من ١٣٣٤ إلى ١٣٢٥ ق.م، في عصر الدولة الحديثة، ويعتبر من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، وإنما لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الوجهة التاريخية، ومن أبرزها اللغز الذي أحاط بظروف وفاته، حيث اعتبر البعض وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا (١٩ سنة) أمرًا غير طبيعى خاصة مع وجود آثار لكسور في عظام الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.فرعون لمصربلغ التاسعه من العمر، فصار فرعونا لمصر حين كان عمره ٩ سنوات وعاش في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد وتمت في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، وكان إخناتون قد تزوج من الملكة نفرتيتى والتى يرجح أنها والدة توت عنخ آمون.كشف حقيقة وفاتهولا يزال سبب موت توت عنخ آمون مجهولا، ويعتقد البعض أنه قتل، فيما يقول آخرون أنه توفي نتيجة إصابته بجروح بليغة بعد سقوطه من العربة.ومن جانبه، أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية في شهر أبريل عام ٢٠١٠ أنه بناء على اختبارات الحمض النووى المعروف باسم DNA تبين أن توت عنخ آمون هو ابن الملك إخناتون أما مقبرة توت عنخ آمون فقد اكتشفها عالم الآثار البريطانى هورد كارتر في ٤ نوفمبر ١٩٢٢، إلى أن وطئت قدمه أرض الغرفة التي ضمت مومياء وكنوز توت عنخ آمون فى ١٦ فبراير ١٩٢٣.وقد وجد كارتر مومياء توت عنخ آمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى، وكانت من الذهب الخالص، ولفصل هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها ثم أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمى للمومياء، وكان المجلس الأعلى للآثار قد قرر السماح بعرض مومياء الملك الفرعونى الشاب توت عنخ آمون أمام الجمهور، لأول مرة منذ اكتشافها قبل ٨٥ عاما.وصرح زاهى حواس بأن الجزء الأكبر من جسد المومياء مفتت إلى ١٨ قطعة عندما اكتشفها كارتر أول مرة، أما عن العالم هوارد كارتر فهو مولود في التاسع من مايو ١٨٧٤ في كنجستون ببريطانيا وتوفى في ٢ مارس ١٩٣٩ وكان قد تعرف على اللورد كارنافون، أحد الهواة المتحمسين والذى قام بتمويل بعثات كارتر، الذي صار المسؤول عن كل أعمال التنقيب لكارنافون.وكانت تلك المقبرة، تعرضت للنهب وتمت سرقة كل ما فيها تقريبا، فكانت تحوي 5000 قطعة أثرية سليمة عمرها 3300 عام وتعد من أهم الكنوز الأثرية في العالم. لعنة الفراعنةوبدأت قصة لعنة الفراعنة مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، هذا الاكتشاف الذى هز العالم ، على يد المنقب الإنجليزى البروفيسور هوارد كارتر وبتمويل من اللورد كارنافون، والذي اكتشفها فى منطقة وادى الملوك بمدينة الأقصر، ومن حينها والحديث عن لعنة الفراعنة وانتقام الفرعون الذهبى وهو محور الحدث الكبير، وظهرت العديد من الأسباب التي ترجح وجود تلك اللعنة.وفاة ممول الاكتشاف اللورد كارنافون بدأت في الظهور حينما تعرض لمرض شديد، حيث وصلت درجة حرارته لـ40 درجة مئوية، وكان يرتجف من نوبات القشعريرة، من تأثير الحمى الذى أصيب بها، وبرر الأطباء ذلك بأن "كارنافون" جرح وجهه أثناء الحلاقة بحيث انفتح جرح مغلق قديم، وهو التفسير الذى لم يكن كافيا لتبرير بقاء الحمى لفترة طويلة، أدت فيما بعد لوفاة اللورد فى ٥ أبريل ١٩٢٣، عن عمر ناهز 57 عاما.كاتب يكشف أعداد الوفياتواستمرت والوفيات، حينما كشف الكاتب والمؤلف فيليب فاندنبرغ، فى كتابه "لعنة الفراعنة"، إلى أنه بعد تلك الوقائع كان أول مرة يصبح العلماء والصحفيون يتحدثون بجدية عن لعنة الفراعنة، وعن الرقيم الذى كان وجد وفقد، وعن الكثير من الرجال الذين تورطوا فى العمل وقد فقدوا، كما بدأ كثير من مساعدى كارنافون يموتون وذلك انتشر الرعب، على حد تعبيره.وفاة جورج جولدويوضح الكاتب أن وفاة "كارنافون" كانت سببا فى قدوم أحد محبى التاريخ المصرى وهو جورج جولد ابن أحد الممولين الأمريكان الكبار، فسافر فى جولة من القاهرة إلى الأقصر ثم إلى وادى الملوك، حيث رأى الاكتشاف المثير، ولكن فى الصباح التالى أصيب بحمى عالية مات على إثرها مساءً.جول وودواستمرت الوفيات الغامضة دون انقطاع، حيث قدم إلى المقبرة رجل الصناعة الإنجليزى "جول وود" إلى موقع القبر، وبعد انتهاء الزيارة عاد إلى بريطانيا ولكنه توفى نتيجة إصابته بالحمى العالية، كما توفى أرتشبولد دوجلاس ريد، الاختصاصى بالأشعة السينية الذى كان أول من قطع الخيوط حول جسم مومياء الفرعون الميت، وذلك لكى تصور الجثة تحت الأشعة السينية، حيث بدأ بعدها يقاسى من نوبات الوهن والضعف ويتوفى بعدها بوقت قصر عام 1924.وفاة 22 شخصًاويشير الكتاب إلى أنه مع حلول عام 1929 كان قد توفى 22 شخصا، من الذين لهم علاقات مباشرة وغير مباشر بتوت عنخ آمون ومقبرته، وكان 13 منهم قد اشتركوا فى فتح المقبرة وبين المتوفين كان الأستاذان دنلوك وفوكرات وعلماء الآثار عارى دافس وهاركنس دوجلاس ديرى والمساعدون استور وكالندر.زوجة كارنافون وأمين سر كارتروبحسب المؤلف فيليب فاندنبرج، فإن زوجة اللورد كارنافون لحقت بزوجها فى عام 1929، وكان سبب الوفاة لدغة حشرة، كما أن أحد مساعدى كارتر وهو رتشارد بيثيل مات فى نفس العام أيضا.هوارد كارترويشير الكاتب إلى أن ظروف موت بيثيل، كان أغرب ظروف فى سلسلة الحوادث، ففى صباح أحد الأيام وجد بيثيل ميتا فى فراشه، نتيجة لقصور فى القلب، وعندما علم والده بمصرعه ألقى بنفسه من الطابق السابع فى بيته بلندن، وأثناء مرور الجنازة فى طريقها إلى المقبرة دهست عربة الموتى ولدا صغيرا.وفاة جمال محرز بعد نفيه وجود لعنة الفراعنة"أنا ببساطة لا أؤمن بهذا.. انظروا إلى فأنا منهمك فى قبور ومومياء الفراعنة طيلة حياتى ومع ذلك فأنا برهان حى على أن كل هذه اللعنات هى من قبيل الصدفة"، هكذا قال الدكتور جمال محرز مدير عام مصلحة الآثار فى المتحف المصرى سابقا، الغريب أن "محرز" توفى فى نفس اليوم الذى نزع فيه قناع توت عنخ آمون للمرة الثانية، وهو فى الثانية والخمسين من عمره، وعزا الأطباء ذلك بأن سبب موته انهيار فى جهاز دوران الدم فى جسمه، وذلك حسبما يؤكد فيليب فاندنبرغ أيضا.

تم نسخ الرابط