قصة ”أوجيني”.. فاتنة الخديوي إسماعيل التي أنشأ لها شارع الهرم
تُعد الأمبراطورة أوجيني دي مونيتو كوتيسة، واحدة من فاتنات التاريخ التي لعبت دورًا هامًا وتاريخيًا، اعتلت عرش فرنسا بعدما تزوجت من الإمبراطور نابليون الثالث وتزوجها في شهر يناير عام 1853، اشتهرت بحكمتها وشخصيتها الجذابة فضلًا عن أنوثتها وجمالها وذكاءها الحاد.
ولدت أوجيني في الخامس من مايو عام 182 بإسبانيا، كانت تجيد الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وكانت من أكثر النساء أناقة في العالم للحد جعلها لا ترتدى حذاء مهما غلا ثمنه أكثر من مرة واحدة فقط، كانت أوجيني صاحبة شخصية آسرة جذابة، حسدها البعض لجمالها وذكائها واستغلالها كل الفرص لتكسب مزيدًا من النجاح.
حرصت "أوجيني"، على دخول التاريخ وأن يكون لها أدوار سياسية، واستطاعت بالفعل أن تقرب المسافة السياسية بين إنجلترا وفرنسا بعد أن زارت إنجلترا مع زوجها، وكانت موضع الحفاوة من الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبيرت، وإزداد نفوذ الإمبراطورة على حساب نفوذ زوجها، فقد تمرست في أمور الحكم والسياسة.
وفي الـ 16من نوفمبر عام 1869، دعاها الخديوي إسماعيل لحضور مناسبة افتتاح قناة السويس، وجاءت لمصر بمفردها دون الإمبراطور الذى كان مشغولًا بالظروف السياسية التي تمر بها فرنسا، وبالغ إسماعيل في الاحتفاء بها، وقد عبرت الإمبراطورة نفسها عن الترف في احتفالات افتتاح قناة السويس بقولها: "لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم".
وقبل دعوتها بعام تقريبًا كلف "إسماعيل"، أحد المهندسيين بتصميم قصر بجزيرة الزمالك فشيد له "سرايا الجزيرة"، بأسلوب رومانسى، وانتهى منه عام 1868، وتم استخدامه كمقر لإقامة الإمبراطورة أوجينى وحاشيتها خلال احتفالات قناة السويس.
وسخر الخديوي، الكل لخدمة السرايا التي كانت شيئًا أشبه بقصور الأساطير، وعندما علم الخديوي أن الإمبراطورة أرادت مشاهدة الأهرامات فأمر الخديوي بإنشاء طريق شارع الهرم لكى تمشى فيه، وعندما علم إنها تشتاق لزهور الكرز التي أحبتها في إسبانيا أمر بغرس شجيرات منها تحت نافذة غرفة نومها بالسرايا.
وكانت هدية وداع الخديوى لأوجينى قبل سفرها "غرفة نوم" من الذهب الخالص تتصدرها ياقوتة حمراء نقشت حولها بالفرنسية عبارة "عينى على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد".
فالخديوي حتمًا عشقها ووقع في غرامها وتعتبر قصة الحب هذه من أشهر قصص الحب للخديوي، فهي كانت بالنسبة له حب غير عادى فكان يدعوها لحضور الأحداث الهامة.
وعندما عادت أوجيني إلى فرنسا، قامت الحرب السبعينية بين روسيا وفرنسا، وغرق فيها الإمبراطور في الصراعات والهزائم، وكانت أصابع الاتهام تشير إلى أن وراء هذه المآساة هي أوجينى، لذلك ثار الشعب الفرنسي عليها، حتى أن خادميها سرقوا ملابسها وجواهرها وهربوا من القصر.
فنصحها السنيور نيجر، سفير إيطاليا في باريس، أن تهرب إلى إنجلترا، ولحق بها بعد ذلك زوجها وابنها لويس نابليون بعد ذلك، ولكن توالت عليها الكوارث، فقد لقى ابنها لويس حتفه وهو في ريعان الشباب.
وفى عام 1905، أتت إلى مصر متنكرة بعد أن حنت إلى أرض الذكريات، ويقال إنها كانت تتوشح بالسواد وتزور مصر سنويًا بعد بعد موت الخديوي إسماعيل، فضلًا عن زيارتها لأرامله.
وتوفت "أوجيني"، في 11 يوليو من عام 1920، بإسبانيا مسقط رسها، وكانت قد بلغت الرابعة والتسعين من عمرها.