على هامش القمة "العربية- الأوروبية".. ملفات ناقشها السيسي مع رؤساء الدول

قبل ساعات قليلة من انطلاق القمة "العربية – الأوروبية" لم ينتظر الرئيس عبد الفتاح السيسي لمناقشة وطرح عدة الملفات، داخل قاعة المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ، حيث عقد العديد من اللقاءات الثنائية مع قادة وزعماء الدول العربية والأوروبية الذين يحضرون القمة على مدار يومين، والذي من المقرر أن تختتم اليوم، لمناقشة العديد من القضايا.
العلاقات الثنائية بين مصر والرومان
في البداية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الأحد، نظيره الروماني، كلاوس يوهانيس، في مستهل لقاءاته، لمناقشة ملف العلاقات الثنائية المستقرة التي تجمع ما بين البلدين، وما تشهده تلك العلاقات من تنامي خلال الفترة الأخيرة، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية.
وبلغ حجم التبادل التجاري مليار دولار خلال عام 2018، فضلاً عن مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين.
النزاعات والعمليات الإرهابية
كما ناقش "السيسي"، على هامش القمة "العربية- الأوروبية" ، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، أهمية تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة ومحاولات بث الفرقة بينها، والتي أفضت مؤخرا إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة.
وتطرقت كذلك إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا وأمن البحر الأحمر والقضية الفلسطينية، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على مواصلة بذل الجهود المشتركة؛ سعيا نحو التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة؛ بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، لا سيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة تكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
علاقات الصداقة بين مصر وقبرص
كما التقى الرئيس السيسي بنظيره القبرصي نيكوس إناستاسيادس، وناقشا ترسيخ أطر التعاون الثنائي والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان، لا سيما من خلال البناء على مخرجات القمة الماضية للآلية في جزيرة كريت باليونان، وكذلك القمم الأخرى التي سبقتها، خاصةً ما يتعلق بتنفيذ مشروعات التعاون الثلاثي التي تم الاتفاق عليها في مختلف المجالات التي تهم شعوب البلاد الثلاث وتحقق المصلحة المشتركة لها.
الإرهاب والعائدون من مناطق الصراع
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنظيره التونسي، الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية، للتحدث عن موقف مصر الداعم لتونس في مواجهة الإرهاب ودعم الإجراءات التي تتخذها القيادة التونسية في سبيل الحفاظ على الأمن في الدولة، مشيرًا إلى تشابه الظروف والتحديات التي تواجه البلدين، ومعرباً عن ضرورة تدعيم التعاون الأمني وتبادل المعلومات بشأن الجماعات الإرهابية والعائدين من مناطق الصراع الذين يمثلون تهديداً مشتركاً للبلدين والمنطقة بأكملها.
عودة العلاقات المصرية العراقية
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، السيد برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، مجددًا له التهنئة على توليه مهام منصبه في أكتوبر الماضي، معربًا عن اعتزازه بعمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية، والتي تعززها أواصر المصاهرة والتفاعل المجتمعي بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص مصر على الدفع بأطر التعاون الثنائي مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وفقاً لاحتياجات الشعب العراقي، خاصةً ما يتعلق بجهود إعادة إعمار العراق.
الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية
كما اتفق كل من السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أثناء القمة الثنائية علي مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لا سيما فيما يتعلق بمتابعة الخطوات القادمة علي صعيد توحيد الصف الفلسطيني بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني.
الشراكة الأوروبية العربية
لقاء آخر جمع السيسي مع دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، ناقشا فيه تعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبى فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف، مؤكداً فى هذا الإطار أهمية التصدى لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.
كما تطرق اللقاء إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة فى المحافل الدولية، كعملية السلام فى الشرق الأوسط، والأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات.
تعزيز العلاقات المصرية العمانية
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العمانى والممثل الشخصى للسطان قابوس، لمناقشة عدد من الملفات الإقليمية والدولية، والتأكيد على أهمية التطلع لتعزيز تلك العلاقات مع الجانب العمانى فى مختلف المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتوافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر الجهود من أجل حلحلة الجمود الراهن فى عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية على نحو يلبى تطلعات الشعب الفلسطينى ويضمن حقوقه وفق الثوابت والمرجعيات الدولية ذات الصلة، كما تم كذلك تبادل وجهات النظر حول مستجدات مجمل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، لاسيما الأزمة فى كلٍ من سوريا واليمن.