"ملائكة الجنة".. تفاصيل وفاة 11 رضيعا في تونس بسبب "تطعيم مغشوش"

أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في تصريح إعلامي قبول استقالة وزير الصحة عبد الرؤوف الشريف فى حادث مقتل الرضع، ودفعت السلطات إلى فتح تحقيق موسع لتحديد ظروف وملابسات هذه الوفيات وتحميل المسؤوليات.
جرعة مغشوشة
تم إعلان وفاة 11 طفلا حديثي الولادة في يوم واحد، داخل أحد المستشفيات الحكومية بالعاصمة، بعد تلقي جرعة تطعيم مغشوش وفاسدة ، وهو مستحضر تطعيم يتم إعداده مخبريا للمساعدة في تغذية الرضع عن طريق الفم أو بالحقن مما أدى إلى وفاتهم في الحال .
فاجعة قاسية
لم تتوقف الفاجعة عند ذلك، وفق آثار تسليم إدارة المستشفى جثث الرضع في علب كرتونية إلى عائلاتهم، ما أثار غضبا واستياء واسعا في تونس، بسبب الطريقة «القاسية وغير الإنسانية» لتسليم جثث الرضع.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد الرضع وهو ملفوف في قطعة قماش بيضاء داخل علبة كرتون موضوعة فوق طاولة خشبية، كما وثّقت لمشهد آخر أكثر قسوة لعائلة تنقل جثة جنينها داخل علبة كرتونية محكمة الغلق.
غضب الشارع التونسي
وصبّ الناشطون جام غضبهم على مديري وعمال المستشفى، متهمين إياهم بالتقصير والإهمال وعدم المهنية والاستهتار بمشاعر عائلات الرضع الذين قضوا باستعمال أدوية متعفنة ومنتهية الصلاحية، وجرى تسليم جثثهم إلى ذويهم بطريقة مهينة.
الحكومة ترد
ولكن المديرة العامة للصحة، نبيهة البورصالي، نفت أن تكون هذه الطريقة مهينة، وأكدت أن تسليم جثث الرضع في علب كرتونية إلى أسرهم لدفنهم هي «الطريقة المعمول بها»، موضحة أن البلدية لا توفر الصناديق الخاصة للموتى للرضع وتكتفي بتمكين المستشفى من الصناديق المعدة لحمل جثث الكبار.
وأوضحت وزارة الصحة أن إدارة المركز بالتنسيق مع الطاقم الطبي وشبه الطبي اتخذت التدابير والإجراءات اللازمة، خاصة منها الوقائية والعلاجية، لتجنّب حدوث وفيات أخرى ولمواساة عائلات الضحايا ومتابعة الوضع الصحي لباقي المقيمين بالمركز بصفة دقيقة لمزيد من التحكم في الوضع، كما قررت فتح تحقيق عاجل في الغرض من قبل لجنة مختصة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاة الأطفال حديثي الولادة.
وقالت وزارة الصحة التونسية مساء السبت إن النتائج الأولية للأبحاث حول وفاة 11 رضيعا في مستشفى عمومي بالعاصمة بينت أن الوفيات يرجح أن تكون ناتجة "عن تعفنات سارية في الدم تسببت سريعا في هبوط في الدورة الدموية".