"الوزير" يبدأ نهضة السكك الحديدية.. وخبراء: نحتاج للعنصر البشري المؤهل

أدى الفريق كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية السابق، اليمين الدستورية اليوم الاثنين وزيرًا للنقل، خلفًا لهشام عرفات، الذي استقال عقب مقتل 22 شخصًا في حادث قطار محطة مصر.

واجتمع أن السيسي مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي والوزير الجديد عقب آداء اليمين، وطالبه ببذل أقصى الجهد لتطوير منظومة السكة الحديد بشكل شامل، بالنظر لأهمية ذلك القطاع وتأثيره بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين.

وكان السيسي أعلن أمس الأحد ترشيح كامل الوزير للمنصب، وقام بترقيته من لواء إلى فريق، وتعهد السيسي بتقديم كل الدعم للوزير من مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش حتى يتسنى له تطوير مرفق السكك الحديدية ليصبح "كالجديد" بحلول منتصف عام 2020.

الدكتور حسن مهدي، أستاذ الطرق والنقل بهندسة عين شمس، قال إن العنصر البشري هو من الأولويات للفريق كامل الوزير، كما أعلن عنه وكما عاهد الرئيس بأن العاملين في السكة الحديد سيطهرون أنفسهم بأنفسهم من الكسالى ومتعاطي المخدرات.

وأضاف مهدي لـ "بلدنا اليوم" أننا بحاجة إلى العنصر البشري المؤهل فنيًا والمتعامل مع التكنولوجيا الجديدة، مشيرًا إلى أهمية قطاع نقل البضائع، حيث أكد أن هذا القطاع يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع تطوير العنصر البشري، موضحًا أن تعديل قانون السكة الحديد والسماح للقطاع الخاص بالدخول كشريك في السكك الحديدية سيسهل كل هذا.

وتابع أستاذ الطرق أن تطوير النقل في السكك الحديدية سيحقق عائد مدي كبير للدولة، مؤكدًا أن نقل البضائع في أي دولة هو الذي يوفر العائد المالي لها كي تصرف على جميع أنحائها، وعلى رأسها تطوير نقل الركاب، موضحًا أن فكرة تحقيق الأسعار لامفار منها في الوقت الحالي خصوصًا مع ارتفاع الأسعار.

وأكمل أن البنية التحتية تحتج هي الأخرى إلى تطوير شامل، حتى يكون هناك سكك حديد جديدة على كافة المستويات.

وأكد الدكتور عبد المجيد رفعت، أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة القاهرة، أن هناك الكثير من المشروعات التي تسير بشكل بطيء جدًا في هيئة السكك الحديدية وبحاجة إلى سرعة في التنفيذ، وذلك مع تولي الفريق الوزير المهمة.

وأضاف رفعت لـ "بلدنا اليوم" أن عملية تطوير نقل البضائع لتوفير المال للسكة الحديد سيحتاج إلى فترة طويلة لتنفيذيه، مشيرًا إلى أن الدولة لابد أن يكون لها دور في التمويل ودعم السكة الحديد، لأنها من فترة طويلة وهي مربوطة بتعريفة معينة، هذه التعريفة تتعرض للخسارة من وقت طويل، ولا بد للدولة أن تغطي هذه الخسارة حتى يقف القطاع على قدمه.

وتابع أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة القاهرة، أن العنصر البشري بالهيئة به عجز شديد جدًا بالمهندسين والفنيين المدربين، بالرغم من وجود وفرة كبيرة جدًا بالعمالة، مرجعًا السبب في ذلك على لوائح وقوانين لابد من تغييرها.

وأكد أن بالهيئة أكثر من 80 ألف موظف، بينما يكفيها للعمل أكثر من 20 ألف فقط، وبالرغم من هذا العدد الهائل هناك عجز شديد من الفنيين الماهريين، قائلًا:"السكة الحديد نصها فراشين".

وقال الدكتور عماد نبيل، استشاري الطرق والمطارات، إن المهمة التي تصدى لها الفريق الوزير ثقيلة جدًا، موضحًا أن السكة الحديد ثاني أقدم سكة حديد في العالم وبها الكثير من الموروثات التي تحتاج على ضرورة التعديل.

وأضاف نبيل لـ "بلدنا اليوم" أن الأمر يحتاج إلى ضرورة إدخال تكنولوجيا حديثة لا تعتمد على العنصر البشري، موضحًا أن ذلك سيقلل من نسبة الأخطاء الكبيرة، موضحًا أن العنصر البشري الموجودة في الهيئة متعود على التكنولوجيا الموجودة بها وعند التطوير فهو في حاجة إلى التطوير أيضًا، وقد يفشل في ذلك، ضاربًا المثل بقدرته على قراءة اللغة الإنجليزية التي ستعتمد عليها التكنولوجيا الحديثة.

وتابع الدكتور نبيل أن الأمر الذي سينتج عنه الحاجة إلى ضرورة وجود سائقين جدد بحد أدنى من التعليم، مع ضرورة الحصول على برامج مكثفة ستكون في الغالب خارج مصر، وسيتبع ذلك إنشاء نظام جديد للقيادة المتطورة.