بطانة الرحم المهاجرة.. أشباح في أرحام النساء

كثرة انتشاره جعلت الأطباء يعتبرونه عرضًا وليس مرضًا

أخصائيون يكشفون أعراضه وطرق الوقاية منه

بعض الحالات تضطر لاستئصال الرحم والبعض الآخر يتم شفاؤه

4 أسباب وراء إصابتك ببطانة الرحم المهاجرة

«أمانى» استئصل لها كيس يصل حجمه 8 سنتيمترات

«مريم» كادت تفقد أمومتها بسبب العادات والتقاليد

بطانة الرحم المهاجرة من أشهر الأمراض المنتشرة بين النساء، ويعتبر من الأمراض القديمة، لكن تم تشخيصه بصورة أكثر وضوحا نظرا لاكتشاف منظار البطن التشخيصى، وغيره من الوسائل العلمية الأخرى، حتى الآن لا يعلم الأطباء سبب وجوده، كما أن اكتشاف هذا المرض يتم بالصدفة البحتة، كما ذكرت لنا (أماني .أ) ذات الـ 28 عاما، "كنت أعانى من تقلصات شديدة، أثناء فترة الدورة الشهرية، منذ كان عمرى 18 عامًا، لدرجة أننى كنت لا أستطيع أن أتحرك من مكانى".

تستكمل الفتاة حديثها وتقول "كانت أمى تستغرب من كثرة شكوتى من آلام الدورة الشهرية، كما أن المسكنات لم تكن تأتى بثمارها معى، كما أن أمى كانت ترى أنه من الصعب أن تصطحبنى إلى طبيب أمراض النساء."

واستمرت "أمانى" تعانى من هذا المرض، حتى ساءت حالتها، وفى يوم من الأيام جاءت إليها آلام شديدة للغاية لدرجة أنها لم تستطع تحمل الألم، لذا قامت والدتها بأخذها إلى أقرب مستشفى، وشخص الطبيب حالتها بأنها تعانى من الزائدة الدودية، وبالفعل دخلت إلى غرفة العمليات، وأثناء العملية اكتشف الطبيب أنها لا تعانى من الزائدة الدودية، بل لدى مشكلة فى الرحم حيث قاموا بإحضار طبيب أمراض نساء، أثناء إجراء العملية لها، وبالفعل قام الأطباء باستئصال كيس يصل حجمه 8 سنتيمترات من على المبيض.

يقول الأستاذ الدكتور محمد على إبراهيم، أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بكلية طب جامعة عين شمس، إن بطانة الرحم المهاجرة من أشهر الأمراض التى تصيب النساء، كما أن أغلب النساء يكتشفن إصابتها بهذا الأمر بعد زواجها مع تأخر إنجابها، كما أن السبب وراء تسمية هذا المرض بهذا الاسم، أن خلايا بطانة الرحم وأنسجتها تنمو فى أماكن عدة فى جسم المرأة، مثلا فى قناتى فالوب أو المبيضين، أو المثانة، أو الأمعاء.

ويوضح إبراهيم، أنه فى أثناء الدورة الشهرية تخرج بطانة الرحم مع دم الطمث، لكن عند الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة فإن أنسجة الرحم المهاجرة، لا تستطيع الخروج ومن هنا تسبب ندوب وتقرحات، كما أن الدم الناتج عنها يجتمع ويكون أكياسًا، حيث أن هذا الأمر يتكرر فى كل مرة تأتى فيها الدورة الشهرية، مما يؤدى إلى تكوين تكيسات، تسمى أكياس الشوكولاتة، ومع زيادة سمكها يتعين تدخل جراحى لإزالتها.

وكشف الطبيب أنه لا توجد أسباب مؤكدة أو معروفة حتى الآن للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، ولكن بعض النظريات أكدت وجود بعض العوامل التى تزيد من فرص الإصابة بها ومنها:

الاستعداد الوراثى، حيث وجد أن السيدات اللاتى ينتمين إلى أم أو أخت تعانى من المرض يكن أكثر عرضة للمرض عن غيرهن.

الخلل الهرمونى الذى قد يؤدى إلى تحويل بعض أنواع الخلايا على المبيض أو فى الحوض إلى ما يشبه خلايا البطانة الرحمية، وضعف الجهاز المناعى.

تحكى رزان 30 عاما، قصتها مع هذا المرض، حيث أنها اكتشفته بعد مرور عامين من زواجها مع عدم إنجابها، حيث كانت تعانى منذ صغرها من آلام مزمنة وقوية أثناء فترة الدورة الشهرية، حيث كان يحدث نزيف حاد خلال هذه الأيام، كما كانت هناك بعض بقع من الدم كانت تنزل قبل موعد الدورتها الشهرية، بالإضافة إلى آلام حادة فى المعدة، يصاحبها عسر الهضم والقىء ومغص حاد لدرجة أنها كانت تعانى من تشنجات فى المعدة، مع آلام أثناء التبول.

تقول "رزان"، "على الرغم من كل هذه الآلام، لم أذهب إلى الطبيب، إلا بعد تأخر حملى".

يقول الدكتور أمير عبد الباقى، طبيب فى مستشفى المحلة العام، إنه من المهم أن تتلقى المريضة العلاج فى الوقت المناسب، حيث إن أغلب الحالات تأتى بعد عام من الزواج وعدم الإنجاب، كما أنه يتم علاج هذا المرض من خلال إحدى الوسيلتين، أما عن طريق العلاج الجراحى، مثل منظار البطن، وهذا العلاج الجراحى يتم العمل به فى الحالات التى يكون فيها حجم الكيس كبيرا للغاية –أكثر من 6 سنتيمترات-، أما العلاج الطبى، الذى يتمثل فى أخذ المريضة أدوية وعقاقير معينة منها أدوية منع الحمل.

ويضيف الدكتور أمير عبد الباقى، أن الفحوصات الطبية والأشعة بالموجات فوق الصوتية التى تتم على منطقة البطن والحوض، تعطينا فكرة كاملة عن الرحم وتجعلنا نتأكد من وجود أكياس دموية من عدمه.

تقول الشابة "مريم" ذات 24 عاما، إنه علمت إصابتها بهذا المرض منذ 6 أشهر تقريبا، كما أن حجم الكيس وصل إلى 8.3 سنتيمترات، كما أن جميع العقاقير الطبية لم تساعدها على تقليص حجم المرض بالدرجة المطلوبة، كما أن طبيبها أكد لها أن الحل الوحيد هو إجراء عملية جراحية، نظرا لوجود كيسين كبيرين على المبيضين، كما أنه من الصعب إزالته بالمنظر، ويجب تدخل جراحى عن طريق فتح البطن، لإزالة هذين الكيسين، إلا أن والدتها رفضت أن تخض ابنتها لهذه العملية، نظرا أنها فتاة غير متزوجة، كيف يمكن أن يتم فتح بطن ابنتها لإزالة هذين الكيسين، ولكنها خضعت إلى العملية فى نهاية الأمر، بعد أن حظرها الطبيب بالنتائج الكارثية التى قد تنجم من عدم إزالة هذه الأكياس، من ضمنها ستجبر فى إحدى الأيام فى إزالة الرحم بالكامل.

يقول الدكتور النساء والتوليد، أحمد محمد بهاء الدين، إن مرض بطانة الرحم المهاجرة، أصبح الأطباء يعتبرونه عرضًا وليس مرضًا، كما أن أصبح من ضمن أكثر الأمراض انتشارا فى المجتمع المصرى، مثل الضغط والسكر، كما أكد الدكتور بهاء الدين، أن هذا المرض لا يمنع الحمل، وقد تنجب المرأه بشكل طبيعى وهى حاملة لهذا المرض، كما أن الوسائل العلاجية الفعالة، أثبتت نجاحها مع الكثير من الحالات، كما أشار الطبيب، إلى أن كثرة تناول الأطعمة السريعة، والأطعمة المحقونة بالمواد الكيماوية تساهم بشكل كبير، فى ظهور هذا المرض، وذلك نتيجة آثار هذه المأكولات فى أحداث خلال فى هرمونات النساء.

كما أوضح أنه لا يوجد نظرية واحدة مؤكدة لأسباب الإصابة بهذا المرض، لكن أغلب النظريات تميل إلى أن السبب يرجع إلى وجود خلال فى الهرمونات، أو ضعف المناعة، أو نتيجة لعوامل وراثية، وأوضح أن تكيسات المبايض وبطانة الرحم المهاجرة، يعد مرضا وراثيا فى بعض العائلات.

كما أشار إلى أنه من السهل على المرأة أن تكتشف هذا الأمر مبكرا، وذلك إذا لاحظت هذه الأمور، منها آلام حادة فى الدورة الشهرية، واستمرار الدورة الشهرية لأكثر من أسبوعين، وغزارة فى دم الحيض، وألم فى الحوض، آلام عند الجماع، والشعور بألم أثناء التبول خلال فترة الطمث.

وينصح الدكتور بهاء الدين، النساء اللاتى تعانى من هذا المرض أن يمارسن الرياضة بشكل منتظم مش أقل من 4 إلى خمس ساعات فى اليوم، نظرا لأن ممارسة الرياضة تعمل على السيطرة إلى حد ما على أعراض هذا المرض، كما شدد على ضرورة الامتناع عن تناول الأطعمة السريعة.