الطيب: حقوق المرأة فى القرآن الكريم لا يوجد لها نظير في الكتب السماوية

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن مشكلة المرأة في المجتمع الإسلامي في عصرنا الحالي تتضارب بين تيار يريد للمرأة الشرقية أن تكون صورة للمرأة الغربية، وبين تيار ثاني يريد أن يعود بها إلي قرون قديمة، أو يُحّكم فيها عادات جاهلية قديمة، وبين تيار ثالث وسط هو الذي يحاول أن يُظهر دور الإسلام في تحرير المرأة.
وقال شيخ الأزهر، في تصريحات اليوم، ' إنني ممن يعتقدون أن القرآن لا يوجد له نظير آخر لا في الكتب السماوية ولا في القوانين الوضعية حتي الآن فيما يتعلق بتحرير المرأة، سواء من ناحية تحريرها من عادات وتقاليد قديمة، أو من ناحية إعطائها حقوقها كاملة، وذلك في إطار احترام شخصيتها وإنسانيتها وإمكاناتها'.
وأضاف: "لسنا متعصبين للمرأة أو ضد الرجل أو العكس، نحن فقط ننظر إلي الواقع ونحاول أن نعرض ما لدينا من كنوز في تراثنا التشريعي أو الفقهي الكبير، نراها كافية جدًا في أن تقدم المرأة المسلمة في وضع يحسدها عليه نساء العالم".
وتابع: "المرأة المسلمة أو المرأة الشرقية بشكل عام لا تزال تخضع لعادات وتقاليد كلها قيود وكلها أغلال وسلاسل عوقت المرأة، وإن المرأة الشرقية إذا فقدت شرقيتها وفقدت جذورها الدينية والأخلاقية الخاصة بمنطقتنا فسوف تكون مسخا بين الصنفين، لا هي غربية ولا هي شرقية" .
وقال شيخ الازهر، إن هناك الآن مخططات ومؤتمرات وبرامج دولية ناتجة من هيمنة نظام عالمي يري أنه الأفضل وأن نموذجه هو الأمثل، وأنه بما يتمتع به من قوة عظمي وأموال، ومن فكر، كما يقولون، متقدم، ومن حقه أن يوجه العالم إلي نموذجه سواء كان نموذج المرأة أو نموذج التعليم أو الفنون أو حتي التدين، موضحًا أن هذه التيارات الغربية الوافدة تطالب الشعوب العربية والشعوب الإسلامية بأن توقع علي بروتوكول أو اتفاقيات الهدف منها أن تكون المرأة الشرقية مثل الغربية تماما، لا يراعون اختلاف الثقافات ولا يراعون اختلاف البيئات.
وأشار إلي أن البيئة والعادات والتقاليد عادة ما تتغلب علي منطق الدين في قضايا المرأة، مبينًا أن منطق الشريعة ومنطق الأسرة في القرآن الكريم مملوء بالجواهر والكنوز، محذرًا من التأويلات الفاسدة للنصوص الإسلامية لمصلحة العادات والتقاليد.
ولفت شيخ الأزهر الشريف الي ضرورة الانتباه لشهر رمضان الكريم الذي يجتمع فيه أغلب أفراد الأسرة في البيت، وخاصة العناصر الأكثر استقرارا وتأثيراً في الأسرة، كالأم والأولاد والزوج أحيانا، لافتًا إلي أن هذا الشهر مناسبة سنوية لكي نبعث للأسرة بالعديد من الرسائل الشرعية، التي نراها في مصلحة الأسرة واستقرارها، والتي تساعدها علي تخطي ما قد ينشأ من مشكلات أساسها لا يستحق أن تنشأ عنه مشكلة أو مشادة أو تنازع.
واختتم تصريحاته بتوضيح وضع المرأة قبل الإسلام ووضعها بعد الإسلام، مستشهدًا بما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ' ما كنا نعد في الجاهلية للنساء أمرا حتي جاء الإسلام فأنزل فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم'، يعني أن المرأة قبل مجيء الإسلام ما كان لها أن تفتح فمها بكلمة أمام زوجها، لكن بعد مجيء الإسلام أصبح لها حقوق.