صراع القمة.. كيف تغيرت الحياة الحزبية في أخر 5 سنوات؟

عقب ثورة 25 يناير 2011، خرجت أحزاب كثيرة من رحم الثورة حتى وصل عدد الأحزاب فى مصر لما يقرب من 106 حزب سياسي، وكانت أغلب هذه الأحزاب تساند الدولة المصرية وتحاول الخروج بها من عنق الزجاجة بعد ثورتين متتاليتين فى حوالى عامين.

وبعد فوز الرئيس السيسي بانتخابات رئاسة الجمهورية فى عام 2014، وضع الرئيس الحياة الحزبية والسياسية فى نصب عينة، وخاصة بعد وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية.

وخلال الـ5 سنوات الماضية تغريت خريطة الأحزاب، وشهدت الحياة الحزبية تغيرًا كبيرًا حيث تبدلت القوى الحزبية المسيطرة على البرلمان، منذ بداية المجلس ولكن اختلف الأمر خلال دور الانعقاد الماضي وسيطرت أحزاب أخري على الساحة السياسية، وفى هذا التقرير نرصد أبرز هذه الأحزاب.

المصريين الأحرار

تأسس حزب المصريين الأحرار، بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان له دورًا كبيرًا في الحياة الحزبية، وكان متواجد فى جميع محافظات الجمهورية، وفى أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 30 يونيو حصد حزب المصريين الأحرار الأكثرية داخل مجلس النواب، ليصبح صاحب أكبر هيئة برلمانية داخل المجلس بـ65 عضوا، وظل حزب المصريين الأحرار يحتل أغلب رئاسة اللجان النوعية والوكالة وأمانة السر داخل المجلس خلال دور الانعقاد الأول والثانى.

فصل نجيب ساويرس

ولكن الأمر اختلف فى نهاية دور الانعقاد الثاني في ظل استمرار الانقسامات التي ضربت الحزب بسبب قرارات المؤتمر العام الذي عقد في 30 ديسمبر 2017، والذي أسفر عن حل مجلس الأمناء بقيادة رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، حيث تصاعدت وتيرة الانقسامات والتراشق الإعلامي بين جبهتي "ساويرس" ، الذي تم فصلة، وبين جبهة الدكتور عصام خليل الذي فاز برئاسة الحزب، وحاز على دعم عدد كبير من أعضاء الحزب، بالإضافة إلى كتلته البرلمانية، وعلى رأسها النائب علاء عابد وكان له ثلاث نواب في ذلك الوقت هم سلامة الجوهري وأيمن أبو العلا بعد أن تم فصل النائبة نادية هنري من الحزب في وقت سابق.

هزيمة داخل البرلمان

وفى بداية دور الانعقاد الرابع، مني الحزب بأكبر هزيمه له على مدار دورات الانعقاد الأربعة لمجلس النواب، فقد فشل مرشحو الحزب في الحصول على أي من مقاعد الرئاسة أو الوكالة في انتخابات اللجان النوعية بالمجلس وعلى رأسهم الدكتور أيمن أبو العلا رئيس الهيئة البرلمانية الذي لم ينجح في الفوز بمقعد الوكالة داخل لجنة الصحة بالبرلمان، بعد أن قام عدد كبير من نواب الحزب بالانضمام لحزب مستقبل وطن المنافس الأول له، وعلى رأسهم النائب علاء عابد الذي كان يشغل منصب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، وحاليًا يشغل منصب نائب رئيس حزب مستقبل وطن.

وتمثلت أخر الضربات التي تلقاها حزب المصريين الأحرار، في تجميد النائب سلامة الجوهري نائب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب لعضويته الشهر الجاري.

إسقاط عضوية النواب

وقد بدأ المجلس، أول جلسات دور الانعقاد الرابع، وسط حالة من الترقب بعد إعلان حزب المصريين الأحرار التقدم بطلب للبرلمان لإسقاط عضوية النواب المستقيلين منه بعد انضمامهم لـ"مستقبل وطن".

وقال أيمن أبوالعلا، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، إن الحزب أخطر الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لإسقاط عضوية النائبين علاء عابد وسامى رمضان لانتقالهما لـ"مستقبل وطن" بالمخالفة للمادة 6 من قانون المجلس التى تحظر تغيير الصفة الحزبية.

انهيار كبير

ودخل الحزب فى انهيار كبير بعدما لم يحصل الحزب على مقاعد داخل اللجان النوعية بالمجلس، واستقالة عدد من النواب، استمر مسلسل الانهيار وخاصة بعد الانقسامات والاستقالات الكثيرة التى حدث داخل الحزب من قبل أعضاء الهيئة العليا للحزب، واستقالة الإعلامى نصر القفاص الأمين العام للحزب.

وحصلت جبهة "ساويرس" التى يرأسها الدكتور محمود العلايلى رئيس حزب المصريين الأحرار، على حكم من محكمة استئناف القاهرة نهائيا بتأييد حكم محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، ببطلان الانتخابات التكميلية التى تم إجراؤها على مقعد رئيس الحزب عام 2015 ، وفاز فيها الدكتور عصام خليل.

حزب مستقبل

بدأت رحلة "مستقبل وطن" منذ أن كانت حملة شبابية لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في حملته الانتخابية الرئاسية، واستطاعت الحملة جمع أكبر عدد من التوكيلات في ساعات قليلة، مما أكسبها حماسًا زائد وأملًا في تطوير نفسها والتوسع بضم أكبر عدد من الشباب، ففكر أعضاء الحملة في تقنينها كحزب سياسي، وتقدموا بطلب إلى لجنة شئون الأحزاب.

تأسيس الحزب

حزب مستقبل وطن الحزب الشبابي، تأسس قبل الانتخابات البرلمانية 2015، واستطاع فى أول تجربة برلمانية له أن يكون صاحب ثاني أكبر هيئة برلمانية فى بـ 56 نائب فى برلمان 2015، ولكن لم يأخذ صيت وشهره مثلما أخذها حزب المصريين الأحرار، ولكن انقلبت الطاول فبعد أن كان حزب المصريين الأحرار هو المسيطر داخل مجلس النواب على أغلب اللجان خلال الثلاث دور الانعقاد الماضية، إلا وجاء حزب مستقبل وحصد على أغلب اللجان فى دور الانعقاد الرابع، فقد حصل على رئاسة 12 لجنة من أساس 25 لجنة.

انضمام النواب للحزب

قال المهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن فى تصريحات صحفية سابقة له، أن نواب الحزب أكثر من 50% من أعضاء البرلمان بما يعادل 300 نائب، وهناك رموز سياسية ستنضم إلينا خلال الفترة المقبلة، وقد انضم ما يقرب من 50 نائبًا من نواب حزب المصريين الأحرار لـ"مستقبل وطن"، كما انضم عدد كبير من النواب المستقلين للحزب ايضًا،

حزب الوفد

حزب الوفد أقدم الأحزاب المصرية على الساحة وعلى الرغم من أنه احتفل منذ شهور قليلة بمرور 100 عام على إنشاء الحزب، إلا أن الإنقسامات الداخلية دائما تحاصر الحزب، حيث ظهر هذا جليًا خلال انتخابات رئاسة الحزب عام 2014، التي أسفرت عن فوز الدكتور السيد البدوي على منافسة الوحيد فؤاد بدراوي، فما كان من الأخير إلا أن أعلن رفضة لنتيجة الانتخابات ووصفها بالمزورة وشكل تيار إصلاح الوفد الذي تسبب في انقسامات داخلية للحزب، فلم يقف الصراع الداخلي عند هذا الحد بل تسبب انضمام اللواء أمين راضي، إلى حزب الوفد قادمًا من حزب المؤتمر في تجديد الثورة الداخلية للحزب، حيث بدأ بعض أعضاء تيار الاصلاح بقيادة بدراوي سحب الثقة من البدوي في محاولة للإطاحة بالبدوي كرئيس للحزب.

صراع جديد

ولم ينتهى الامر على ذلك ففى 2018 بدء صراع جديد على رئاسة بيت الأمة، بعدما انتهت الولاية الثانية للدكتور سيد البدوي، وقام الحزب لإجراء انتخابات رئاسة الحزب والتى ترشح فيها المستشار بهاء أبو شقة والمهندس حسام الخولى وعلاء الشوالي حفيد الزعيم سعد زغلول، والتي أسفرت عن فوز المستشار بهاء أبو شقة برئاسة الحزب، والتي أسفرت عن صراع جديد داخل الحزب وانقسام بين جبهة "أبو شقة"، وجبة "البدوي".

فصل الأعضاء

وقبل انطلاق انتخابات اللجنة العليا الأخيرة للحزب، والتي أعقبت نتائجها فصل ستة من المرشحين في الانتخابات وهم "ياسر قورة، محمد الحسيني، محمد إبراهيم، أحمد عطالله، فتحي مرسي، شريف حمودة" بناءًا على قرار من الدكتور بهاء أبوشقة وذلك لخروجهم على الالتزام الحزبي ورفضهم لقواعد العمل الديموقراطي والتشكيك في إدارة الهيئة الوفدية "الجمعية العمومية"، حسبما جاء في بيان لرئيس الحزب، واعتبر القرار بمثابة شرارة لفصل جديد من الصراعات لتنقلب الأمور رأساً على عقب ويرتدي الحزب ثوب التجديد بعد فصل المرشحين.

وبدأت الخلافات باجتماعات للمفصولين وصدور بيان عنهم يحمل اتهامات مباشرة لأطراف في الوفد، والتشكيك في "الجمعية العمومية" التي حسمت الأمر باختيار 50 مرشحاً لتمثيل الجمعية العمومية في الهيئة العليا، وتقدموا بتظلم بالنتائج التي اعتبروها مزيفة، فيما قابلها أبو شقة ببيان أكد فيه نزاهة وحيادية الانتخابات التي تمت بإشراف كامل للمجلس القومي لحقوق الإنسان "مؤسسة رسمية حقوقية"، ما دعا أبوشقة لعقد اجتماع ضم رؤساء اللجان في المحافظات واتحاد المرأة لوضع خطة لتأمين الحزب ضد أي إجراء يقدم عليه الأعضاء المفصولون وتوعدهم بملاحقات قضائية حال التعرض للحزب.

صراع البدوي

ولم يقف الأمر عند فصل هؤلاء، بل تحول لصراع من الرئيس السابق للحزب السيد البدوي وإحالته للتحقيق بأمر من المستشار أبو شقة بعد اتهام موجه له بإثارة الاضطرابات ضد الحزب خلال الانتخابات الداخلية الأخيرة وتشكيل لجنة خماسية للتحقيق، ولكن فى الأونة الأخيرة هدأ الحزب واستقر وبدء فى تشكيل لجانه فى المحافظات من جديد.