حلم المربع الذهبي يراود "الأفيال" لعودة الأمجاد في "الكان"

بعد نجاح المنتخب الغيني في الوصول لدور الثمانية في ثلاث مشاركات متتالية له ببطولات كأس الأمم الأفريقية، أعوام 2004 و2006 و2008، عانى من الخروج المبكر مجددًا في الدور الأول للبطولة في 2012، لكن الفريق شق طريقه مجددًا إلى دور الثمانية في 2015.
ومع عودة منتخب غينيا للنهائيات خلال النسخة الجديدة المرتقبة بمصر، بعد غيابه عن النسخة الماضية بالجابون عام 2017، يطمح إلى خطوة أكبر إلى الأمام وبلوغ المربع الذهبي بعد 43 عاما، من أفضل إنجاز للفريق على مدار مشاركاته في البطولة.
ورغم فشل المنتخب الغيني في الفوز بأي لقب في جميع بطولات كأس الأمم الأفريقية السابقة، يمثل الفريق دائما أحد المنتخبات صاحبة التاريخ الكبير في القارة السمراء، نظرًا للمستوى الجيد الذي قدمه في معظم مشاركاته بالنهائيات.
وفشل المنتخب الغيني في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 1963، لعدم توفير حكام محايدين وعامي 1965 و1968، للخروج من التصفيات المؤهلة للبطولة، ولكنه شق طريقه للنهائيات للمرة الأولى في بطولة عام 1970 التي خرج فيها من الدور الأول.
وعاد الفريق ليخرج مجددا من التصفيات في بطولة عام 1972، ثم من الدور الأول للنهائيات عام 1974، لكنه أكد أن فترة السبعينيات هي العصر الذهبي للكرة الغينية، حيث حققت فيها أندية غينيا نجاحا كبيرا على مستوى البطولات الأفريقية للأندية.
وتوج المنتخب الغيني نجاح الأندية في هذه الحقبة، من خلال فوزه بالمركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1976، خلف نظيره المغربي، بعدما أقيم الدور النهائي للبطولة بنظام مجموعة تقام منافساتها بنظام الدوري من دور واحد.
وكان الفريق على بعد دقائق قليلة من الفوز بلقب البطولة، لكن هدف التعادل الذي سجله المنتخب المغربي في مباراتهما سويا حسم اللقب لأسود الأطلس.
ولكن منتخب غينيا لم يتأهل لنهائيات البطولة التالية عام 1978 كما خرج من الدور الأول في بطولة عام 1980.
وكانت فترة الثمانينيات من القرن الماضي هي الأسوأ في تاريخ المنتخب الغيني حيث فشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية من 1982 إلى 1992.
وعانى الفريق بعدها من فترة تذبذب في المستوى والنتائج فخرج من الدور الأول في نهائيات البطولة، عامي 1994 و1998 لكنه فشل في التأهل للبطولة عامي 1996 و2000، كما تسببت المشاكل الإدارية في الاتحاد الغيني عام 2002 في استبعاده.
رغم ذلك شهدت بطولات 2004 و2006 و2008 عودة المنتخب الغيني بقوة إلى الساحة الأفريقية، حيث تأهل لدور الثمانية في كل من البطولات الثلاث، بقيادة عدد من العناصر المميزة مثل أبو بكر كمارا وباسكال فيندونو وسامبيجو وعثماني وإسماعيل بانجورا، وغيرهم من النجوم المتألقين.
لكن الفريق فشل في مواصلة النجاح حيث غاب عن نسختي 2010 و2013، وخرج من الدور الأول في نسخة 2012، ثم غاب عن نسخة 2017 فيما بلغ دور الثمانية في 2015.
وعندما يشارك المنتخب الغيني في البطولة الأفريقية الثانية والثلاثين التي تستضيفها مصر، سيكون التأهل للمربع الذهبي على الأقل هو الحلم الذي يراوده بقيادة مديره الفني البلجيكي بول بوت الذي تولى تدريب الفريق في 2018، لكنه يمتلك خبرة كبيرة بالكرة الأفريقية، حيث سبق له تدريب منتخبات كينيا وجامبيا وبوركينا فاسو وفريق اتحاد العاصمة الجزائري.
وما يضاعف من طموح الفريق في كأس أفريقيا 2019، هو المسيرة الرائعة له في التصفيات حيث تصدر المجموعة الثامنة برصيد 12 نقطة وبفارق نقطة واحدة أمام المنتخب الإيفواري العريق.
والحقيقة أن الاختبار الحقيقي الصعب الذي سيواجه الفريق في مجموعته بالدور الأول، قد يكون في مواجهة المنتخب النيجيري، بينما يرجح ألا يجد صعوبة كبيرة في الاختبارين الآخرين أمام مدغشقر وبوروندي.
ويعتمد بوت على مجموعة بارزة من اللاعبين لديها خبرة كبيرة ومعظمها من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وهو ما يمنح الفريق فرصة كبيرة للمنافسة بقوة في البطولة.
ورغم ابتعاد واعتزال مجموعة كبيرة من النجوم الذين صالوا وجالوا في صفوف الفريق على مدار سنوات مثل إبراهيما كونتي وكيفن كونستانت وباسكال فيندونو، تزخر صفوف الفريق حاليا بالعديد من المواهب مثل إبراهيما تراوري مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني ومحمد ياتارا نجم أوزير الفرنسي ونابي كيتا لاعب خط وسط ليفربول الإنجليزي وأمادو دياوارا لاعب نابولي الإيطالي.