جهود لم تُلبي طموح الرئيس.. هكذا دعا السيسي لتجديد الخطاب الديني مرة أخرى

لم تتوقف مطالبات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمرات عن ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع مستجدات العصر.
وبالرغم من الجهود المبذولة في هذا الصدد من قبل الجهات المعنية بذلك وأبرزها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلا أن تلك الجهود لم ترق بعد إلى المأمول، ولم تلبي طموح الرئيس وغير مرضية له.
وكشف الرئيس خلال حديثه في الجلسة الأولى المؤتمر الوطني الثامن للشباب، ضرورة تجديد الخطاب الديني، وأنه من الضروري ولابد أن يواكب العصر.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن ظاهرة الإرهاب الدولي "وحش خرج عن سيطرة من أطلقوه".
ولفت الرئيس السيسي، إلى أن هناك العديد من الدول التي رفضت استقبال الإرهابيين من دولهم.
ولم تكن تلك هى الدعوى الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو يوجه دعواته بضرورة تجديد الخطاب الديني، فخلال العام الماضي وبالأخص أثناء احتفاليته بذكرى المولد النبوي الشريف، جدد دعوته بضرورة التجديد قائلا «أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل مزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان لنواجه أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب ورغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى مزيد من هذه الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة واقعية مستنيرة نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زمننا ويتلاءم مع طبيعة عصرنا وطبيعة مستجداته، دعونا ننقذ العقول من حيرتها وننبه النفوس من غفلتها وننشر المفاهيم السمحة».
وفي عام 2015، دعا شيوخ الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء بسرعة الانتهاء من عناصر خطاب ديني جديد يتواكب مع مستجدات العصر.. تجديدًا واعيًا ومسؤولا.. يقضي على الاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج مشكلة التطرف.
وتأتي أهمية تجديد الخطاب الديني لكونه أحد العناصر الأساسية في مواجهة التطرف، ولم يأت اهتمام السيسي بهذه القضية من فراغ، لكن فرضتها الضرورة، في ظل ما عانت منه مصر ودول المنطقة بفعل الإسلام السياسي، فهي القضية المشتعلة منذ سنوات، وتجلت آثارها المدمرة خلال السنوات السنوات الخمس الأخيرة مع تصاعد العمليات الإرهابية، وهي الموجة التي انحسرت آثارها في مصر بعد حرب شرسة مع التنظيمات التكفيرية.