بعد واقعة "جلبانة".. 3 ضربات قاسية من الداخلية لبقايا الجماعات الإرهابية في سيناء

المشهد مظلم للغاية، في أرض صحراء تكسوها جبال باهظة الطول استغلتها الجماعات الإرهابية في الاختباء بعد تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ومابين الحين والآخر تتعالى أصوات الرصاص في تبادل شنته القوات الأمنية على عناصر تكفيريين، يقطنون في هذا المكان المظلم بين الانتهاء من الفساد الذي حققوه، وبعد مدة من القتال الدائم بين القوتين، ينتهي المشهد باستشهاد وإصابة البعض من الجنود، ومقتل الكثير من العناصر التكفيرية، وفرار الاخرين.
انتشرت الجماعات الإرهابية في شتى المناطق الصحراوية بسيناء، خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعل القوات الأمنية تتحد في مواجهة هذه الجماعات التكفيرية، وشن الحرب عليهم لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، حيث اكتسبت القوات الأمنية، الخبرة الكبيرة في مواجهة هذه العناصر وتوجيه الضربات الاستباقية لهم، من خلال العملية الشاملة التي شنتها في مطع العام الماضي، والتي استطاعت أن تشل حركة الجماعات الإرهابية في أرض الفيروز.
في الآونة الاخيرة، وجهت القوات الأمنية العديد من الضربات القاسية، لبقايا الجماعات الإرهابية سواء في سيناء، أو الذين تسللوا إلى وسط العاصمة، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، وكانت آخر هذه الضربات التي وجهتها قوات الامن، خلال الساعات القليلة الماضية، بمنطقة جلبانة في شمال سيناء، ففي السطور القليلة التالية، نرصد أبرز ضربات قوات الأمن للجماعات الإرهابية خلال الآونة الماضية.
جلبانة.. تصفية مجموعة إرهابية
وزارة الداخلية، أعلنت وقت الظهيرة اليوم الأحد، في بيانٍ لها، تصفية مجموعة إرهابية في ضربة ناجحة، بمنطقة جلبانة بشمال سيناء حيث كانت تستعد لتنفيذ عملية إرهابية مستهدفة نقاط للجيش والشرطة.
ورصدت الداخلية تواجد تلك العناصر الإرهابية داخل إحدى السيارات بذات النطاق وذلك حال استعدادهم لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية، "فور شعورهم بإحكام الحصار عليهم قاموا بإطلاق النار بكثافة تجاه القوات فتم التعامل معهم مما أسفر عن مقتلهم جميعا والعثور بحوزتهم على عدد من الأسلحة الآلية وكمية من الذخائر بالإضافة لسلاح ميري تم الاستيلاء عليه عقب قيام المجموعة الإرهابية بقتل أحد أفراد الشرطة بتاريخ 4 يناير 2018".
وبحسب البيان، تبين أن "السيارة المضبوطة مبلغ بسرقتها بالإكراه من أحد المواطنين كما أسفر التعامل مع العناصر الإرهابية عن إصابة أحد الضباط المشاركين بالمأمورية بطلق ناري وعدة شظايا".
كما أشار بيان الداخلية إلى تواجد أحد العناصر الإرهابية بذات النطاق يدعى أحمد عادل محمد سعيد (أبو حمزة)، حيث تم محاصرته بمكان اختباؤه والذي قام بالمبادرة بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات حال اقترابها منه، مما أسفر عن مقتله وإصابة ضابطين وأحد الأفراد.
ضبط 16 إرهابيًا قبل تنفيذ عملية
قبل 5 أيام أعلنت الداخلية، ضبط 16 من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي قبل تنفيذ عمليات عدائية بالبلاد، ورصد قطاع الأمن الوطنى مخططاً لقيادات التنظيم الهاربة بدولة تركيا يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الإقتصادية فضلاً عن تنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه المنشآت والمرافق الحيوية والقوات المسلحة والشرطة والقضاء لإشاعة حالة من الفوضى بالبلاد تمكنه من العودة لتصدر المشهد السياسي".
وأضاف البيان أن "المعلومات كشفت أبعاد التحرك المشار إليه والتى ترتكز على إنشاء 3 شبكات سرية تستهدف (تهريب النقد الأجنبى خارج البلاد- تهريب العناصر الإخوانية المطلوبة أمنيا إلى بعض الدول الأوروبية مرورا بدولة تركيا- توفير الدعم المادى لعناصر التنظيم بالداخل لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية التى تستهدف الإضرار بالجبهة الداخلية) بالتعاون مع عدد من العناصر الإخوانية القائمة على إدارة بعض الشركات بالبلاد والتى يتخذونها ستاراً لتمويل نشاطهم لصالح التنظيم".
وأشار إلى أن الجهود نجحت في تحديد العناصر الإخوانية الهاربة بدولة تركيا والمتورطة في إعداد المخطط وهم (ياسر محمد حلمى زناتي- محمود حسين أحمد حسين- أيمن أحمد عبد الغنى حسنين- مدحت أحمد محمود الحداد) حيث جرى التعامل مع تلك المعلومات وتوجيه ضربة أمنية للعناصر القائمة على هذا التحرك بالبلاد".
وأضاف أنه "عقب تقنين الإجراءات مع نيابة أمن الدولة العليا أسفرت عن تحديد وضبط عدد 16 منهم، وبعض المبالغ المالية بالعملات المحلية والأجنبية فضلاً عن عدد من جوازات السفر ومجموعة من الأوراق التنظيمية التى تحوى خطة تحركهم". وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية وتباشر نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات.
مقتل 15.. ثأر لضحايا معهد الأورام
وعقب واقعة انفجارة معهد الأورام الإرهابي، قتلت الداخلية 15 إرهابيا خلال مداهمتين أمنيتين استهدفتا خليتين إرهابيتين بالقاهرة والفيوم، على صلة بحادث معهد الأورام، حيث حددت موقعين اتخذهما الإرهابيون للاختباء والانطلاق منهما؛ لتنفيذ حادث معهد الأورام.
ففي المداهمة الأولى، قُتل 8 من عناصر الخلية الإرهابية في محافظة الفيوم، ثم في الثانية لقى 7 إرهابيين حتفهم بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في مدينة الشروق بالقاهرة، ونجحت قوات الأمن في تحديد هوية المنفذ والمخططين للحادث الإرهابي، وهو أحد عناصر خلية حسم الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان، بحسب ما نقله التلفزيون المصري عن مصدر أمني.
يذكر أن القوات الأمنية شنت عملية عرفت إعلاميًا بـ" العملية الشاملة سيناء 2018" للقضاء على الجماعات الإرهابية في سيناء، وتطهير أرض الفيروز من سائر القضايا والمجالات المخالفة من اتجار في المخدرات والسلاح وغير ذلك، حيث نجحت في تحقيق العديد من النتائج الإيجابية خلال الآونة الاخيرة.