"الجواز زي البطيخة".. سيدات يروين تجربتهن في حياتهن الزوجية

"الجواز زي البطيخة" مقولة شهيرة يرددها الناس من حولنا، وخاصة الأشخاص الذين باءت حياتهم الزوجية بالفشل، وانتظروا حظًا سعيدًا دون التعرف أو اختيار شريك العمر الحقيقي، لأسباب لا يضعونها في الحسبان، والتي من أهمها إهدار أيام الخطبة، التي يمكنهم من خلالها التواصل والتفاهم.
ضحايا الجواز الفاشل كثيرون، تضرر منها النساء قبل الرجال، نظرًا لأن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة تختلف عن الرجل المطلق حيث تبدأ الأقاويل والعبارات تتوجه إليهم" "انتي اتطلقتي إزاي؟، اللي زيك لسه ما اتجوزتش.. ربنا يعوض عليكي!.
تلك الجمل لا تتغير مهما تطورت الأفكار وتغيرت الثقافات، إلا أنها تُلقى على مسامع من تعثر حظهن بحجر الطلاق، فتترك وراءها دموعًا داخلية، وتزيد عمق جرح يشعر به سوى صاحبته.
الظروف مختلفة، والقصص كذلك، لكنها النهاية الواحدة، يسري اللقب "مطلقة" على الجميع، سواء تم الطلاق في مقتبل العمر أو آخره، لكن الطلاق للسيدات الصغار له وقع مختلف، فكما تغيرت أحوال الزواج كثيرًا، تغيرت كذلك أسباب استحالة العشرة، أما الحياة بعد الطلاق، فلا يعرف إلا من اقترب من النار، فإما احترق وإما نجا، هذا ما ترويه لنا بعض السيدات خلال السطور التالية لينقلن قصصهن عن ضرورة تقنين الخطبة:
"مكنتش هفكر إني ارتبط بيه"
تقول م.ع: "اتجوزت في سن صغيرة بعد خطوبة سريعة واستعجال من أهله لإتمام الجواز وفي أول أسبوع في جواز كان بيشك فيا وفي كل حاجة بعملها وكانت تصرفاته غريبة".
وتابعت: "في أول أسبوع اكتشفت إنه مدمن هيروين وإن أهله بيساعدوه أكثر من مرة ودخل مصحة للعلاج وينتكس بعدها فترة قليلة ويرجع أكتر من الأول ولما بتجيله الحالة بيتحول لشخص تاني بيكسر كل حاجة في البيت وبياخد كل الفلوس اللي موجودة عشان يشتري السم اللي بيخدوا".
وأضافت: "رجعت لأهلي بعد أسبوع جواز وحكيت لهم رفضوا إني اتطلف عشان سمعتنا وكملت غصب عني وعشت معاه سنين صعبة دخل فيها المصحة ومعايا طفلتين شافوا معايا الذل والضرب وعدم الأمان وبعد ماخسرت كل حاجة معاه لو كنت أعرف من الأول إنه مدمن هيروين، مكنتش هتربط بيه.. وفعلا الجواز زي البطيخة ".
"35 سنة زواج وفعلا الجواز زي البطيخة"
س,ع، تروي قصتها تقول: "متجوزة من 35 سنة، خلفت منه ولد وبنت، بعد ماوقفت جنبه واستحملت بخله وقلة اهتمامه بالبيت وبالعيال وبقيت اشتغل في البيوت عشان أساعده في المصاريف والعيال كبروا والبنت الحمد لله سترناها وفاضل معايا الولد بقي خلاص على وش جواز".
وتابعت: "جوزي شايل إيده من كل حاجة حتى بعد ما طلع المعاش زادت خلافتنا بقى على طول يطردني من البيت وأنا ماليش حد أروح له ولا ورث ولا فلوس وصحتي مابقتش تستحمل الشغل في البيوت زي زمان ودايما مهددني إنه هيرميني في الشارع ومطلع عليا كلام وحش عشان أزهق وأمشي من البيت وأنا مش عارفة أعمل إيه".
وأضافت: "سألت محامي قالي لي إنه ممكن يطلقني وأمشي من البيت لأن عيالي كبروا مش صغيرين مش عارفة أروح فين ولا اعمل إيه ؟، بقيت خايفة أعيش معاه أمان خالص وندمانةإني استحملت كل العمر ده معاه أنا مش عايزاه بس هروح فين وأنا في السن ده، وفي الآخر ذنب أهلي إنهم جوزوني بسرعة ومعرفناش بعض ولا كان ليا رأي، فعلا الحواز زي البطيخة".
وتقول راندا فارس، مسؤول برنامج السكان بوزارة التضامن الاجتماعي، إن المقبلين على الزواح لابد أن يختاروا شريك الحياة، وتعريفهم بواجباتهم ومسئوليتهم وأهم المفاهيم الاجتماعية الخاطئة وخاصة كثرة الإنجاب بالإضافة لمخاطر الإدمان والتعاطي.
وأوضحت "فارس"، لكي تستمر الحياة الزوجية بين الطرفين، لابد أن نوعي الفتيات بضرورة الاختيار الصحيي لشريك حياتهم وعدم الاستعجال في الزواج، إلا أن يدرس كل منهما شخصيات بعض المختلفة.
وتابعت، نحن في وزارة التضامن الاجتماعي نقوم بحملات توعية في عدد من المحافظات، وخاصة تنظيم الأسرة، بجانب البرامج الأخرى التي تدشنها الوزارة مثل برنامج مودة.
بينما ذكرت هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الآباء خلال الفترة الحالية، أصبحت طموحاتهم أصبحت مختلفة عن الماضي، فالآن الآباء يغالون في المهور متطلبات الزواج وخاصة الريف، بعكس المدن نوعًا ما، مضيفة أن الآباء يتدخلون فى تفاصيل أولادهم بمنطق الحب لهم وتأمين مستقبلهم، وهذا الاعتقاد أمر مدمر وخاطيء والنتيجة هى تدهور الأسرة وتشريد الأمهات والأبناء.