"بعد 3 سنوات من ترميمه".. الدولة تًعيد إحياء المعبد اليهودي في الإسكندرية

لما يقرب من 3 سنوات بدأت فيه عمليات الترميم، من أجل إعادته كسابق عهده من جديد، كان بمثابة تاريخًا يذهب إليه البعض للاستماع ومشاهدة مابداخله، وبعد فترة من الإهمال حاول المسؤولون إعادته للحياة مرة أخرى وبعد ثلاثة سنوات من عمليات الترميم غاد بطلة جديدة، فاليوم، يفتتح عدد من المسؤولين على رأسهم وزير الآثار والسياحة المعبد اليهودى بالإسكندرية "الياهو هانبى" والذي عاد إلى الحياة من جديد، ليفتح أبوابه للزائرين من داخل وخارج مصر حيث يحكى أحداث حقبة هامة من تاريخ البلاد، عندما كانت الإسكندرية موطئ قدم لليهود.
في منطقة النبي دانيال بمحافظة الإسكندرية يقع مبنى بدا عليه العراقة والقدم، يمى بإسم المعبد اليهودي، هذا المبنى الذي يعد بمثابة أحد أهم المبانى الأثرية الدينية بالمحافظة، أطلق عليه البعض معبد "الياهو هانبى"، ويسع 700 مصلٍ، وتعود قصة إنشاء المعبد اليهودى بالإسكندرية إلى عام 1881، تلك الحقبة التاريخية التى كانت فيها الإسكندرية موطئ قدم للجالية اليهودية، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد اليهود فى الإسكندرية كان يقدر بنحو 4 آلاف يهودى فى القرن التاسع عشر.
ووصل عددهم إلى 18 ألفا فى بدايات القرن العشرين ثم ارتفع إلى 40 ألفا فى عام 1948، ثم بدأ اليهود فى الرحيل من مصر إلى إسرائيل بعد قيامها، كما تشير الدراسات إلى أن يهود الإسكندرية كان نصفهم من المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم يهود الآدينو وهم من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من أسبانيا، والآخرين من يهود إيطاليا وشرق أوروبا، والثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط ويتكلمون العربية، بالإضافة إلى اليهود المهاجرين من النمسا والمجر وبولندا هربا من النازية فى ألمانيا.
ظل المعهد لسنوات يعاني من الإهمال حتى كاد أن يوشك على الانهيار، بسبب عوامل الامطار الشديدة والنوات ، لتقرر الحكومة على الفور القيام بعملية ترميم للمعبد، تلك العملية التي تمت على يد كوادر فنية من متخصصين فى معالجة العناصر الإنشائية، وشملت أعمال الترميم الزجاج المعشق والزخارف والألواح الخشبية وأعمال الشبابيك والأسقف الخشبية وأعمال الترميم الإنشائى للمبنى والموقع العام، بالإضافة إلى أعمال ترميم العناصر الرخامية والزخارف والكهرباء وصيانة أعمال مكافحة الحريق وصرف المياه.
وتعد عملية الترميم تلك الأولى من نوعها منذ إنشاء المعهد حيث كانت تتم أعمال صيانة دورية فقط، وبدأت اعمال الترميم فى أغسطس 2017 تحت إشراف وزارة الآثار، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية، ويعد الكنيس أكبر المعابد اليهودية في الشرق الأوسط، وتم تسجيل المعبد فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة وهى لها قيمة دينية وأثرية كبرى.
وآثار اهتمام وحرص الدولة المصرية على ترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية إشادة العديد من وسائل الإعلام العالمية التى سلطت الضوء على جهود وزارة الآثار المصرية ليستقبل السائحين من مختلف دول العالم.
وقال موقع "ميدل إيست مونيتور" إن تجديد مصر لكنيس "إلياهو هنابي" فى الإسكندرية في شمال البلاد خطوة إيجابية.