أستاذ دراسات عبرية: ليبيا بقيادة القذافي كانت حائط صد ضد إسرائيل بإفريقيا

علق الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية على التدخلات الإسرائيلية في الأزمة الليبية، وبشكل خاص بعد أن وقعت قبرص واليونان وإسرائيل على اتفاق خط أنابيب شرق المتوسط "إيست ميد" لمد أوروبا بالغاز، ، قائلا :"تمدد تركيا يقابله بالفعل صمت إسرائيلي ولن تنجر إسرائيل لمواجهة مع تركيا، على خلاف ما نراه لبعض الوقت إزاء التمدد الإيراني في سوريا وفي العراق، وهذا يطرح علامات استفهام خاصة وأن ذراع إسرائيل فيما سبق وصل إلى ما بعد ليبيا وتحديدا تونس غربا حين نفذت تل أبيب ضد المقاومة الفلسطينية والسودان جنوبا غارات جوية على أحد المصانع، مع الوضع في الاعتبار أن لإسرائيل حاليا علاقات قوية مع تشاد وعدد آخر من دول الجوار الليبي، فضلا عن الفراغ الأمني في المناطق الحدودية لعدد من تلك الدول".
وتابع الكاتب والمحلل السياسي والباحث في الشأن الإسرائيلي "أنور" تصريحه الخاص لـ "بلدنا اليوم"، قائلًا:" ويمكن أن ننوه في هذا السياق أن ليبيا بقيادة القذافي كانت بالفعل -رغم كل التحفظات على سياسات داخلية وخارجية للزعيم الراحل- حائط صد في الميدان الأفريقي أمام إسرائيل، والتي من المفترض أن تتحفظ على المواقف التركية بشكل عملي وملموس لكن هذا لم يحدث حتى الآن تاركه أردوغان يتحالف ويساند علنا ميليشيات إرهابية، ويجاهر بعدم اعترافه باتفاقات الغاز في شرق المتوسط".
واستطرد "أنور"، قائلا:" كل هذا يعني في رأيي وجود اتفاق غير مكتوب بين الطرفين على اقتسام الثروات والنفوذ على حساب الدول العربية ومقدراتها، وذلك بغض النظر عن المزايدات الأردوغانية والشعارات الفارغة التي تستهدف بسطاء الجماهير، كما حدث في السابق مع أسطول الحرية حين وعد أردوغان بإرسال أسطول الحرية 2 ويكون هو من ضمن مستقليه، لكنه تراجع وقبل تعويض مالي عن الأتراك الذي قتلهم الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية".
وعن الصمت الإسرائيلي أيضا، أضاف أستاذ الدراسات العبرية :"إسرائيل صمتت على التمدد التركي في سوريا ، ولم تصطدم بها كما حدث بدرجة ما ضد التمدد الإيراني في سوريا، ولم تشتبك الطائرات أو القوات التركية مع الطائرات والصواريخ الإسرائيلية التي هاجمت سوريا مرارا، وحاليا لإسرائيل نفوذ في أفريقيا من خلال استقبالها للاجئين من دارفور وجنوب السودان ودول أفريقية أخرى ومع هذا لم تصدر حتى بيان قوي ناهيك عن تحرك ميداني يعكس الغضب والاستياء من التمدد التركي في ليبيا وفي مياه المتوسط".
وأضاف "أنور":" ومن تجاربنا السابقة مع إسرائيل ومواقفها إزاء داعش في سيناء وفي سوريا سنجد أن تلك الجماعات الإرهابية لم تشتبك مع إسرائيل، بل حدث العكس في سوريا حيث قامت المستشفيات الإسرائيلية بعلاج مئات على الأقل من المصابين المنتمين لجبهة النصرة ولداعش، وهذا يمكن تكراره في ليبيا بدعم خفي للميليشيات المسيطرة على فايز السراج سعيا لمزيد من الفوضى والضعف الذي يحقق لها نفوذ مجاني، وقدره على استغلال الفراغ في أي وقت، فضلا عن التعاون الاقتصادي والأمني التركي الإسرائيلي الذي لم ينقطع في أي وقت".
وأكد الباحث في الشأن الإسرائيلي لـ "بلدنا اليوم"، قائلا:"لا اعتقد أن تصريحات وزير خارجية حكومة الثني "عبد الهادي الحويج" التي لم تقطع الطريق أمام علاقات طبيعية مستقبلية مع إسرائيل بشروط، ستغير من المعادلة والتحالف السري بين إسرائيل من جانب وتركيا والسراج من جانب آخر، لكن توقعاتي الشخصية أن هذا التحالف إلى زوال في ظل مراقبة دقيقة وأدوات واتصالات لمصر ولجهات دولية أخرى للساحة الليبية باعتبار أنها أمن قومي لا يمكن أن يسمح فيها بالمغامرات وبسط النفوذ ومساندة الإرهابيين".