قبل قمة لندن.. السيسي يحمل هموم القارة الإفريقية في 8 محافل دولية

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية، المزمع عقدها يوم 20 يناير الجاري، بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
ومن المقرر، أن تبدأ فعاليات المؤتمر بالجلسة الافتتاحية بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني والقادة الأفارقة يعقبها عدد من الجلسات الخاصة بموضوعات التمويل المستدام والبنية التحتية بمشاركة عدد من الرؤساء الأفارقة ورؤساء المؤسسات والهيئات الدولية الاقتصادية وممثلين من الحكومة البريطانية ، حيث سيتم مناقشة فرص الاستثمار المشترك وتبادل الخبرات وخطط تحفيز الشراكة في مجال الاستثمار في الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن يعقب ذلك جلسة أخري تحت عنوان «التجارة والاستثمار»، لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية بمشاركة رؤساء الدول الأفريقية ورجال أعمال ويتم مناقشة الاتفاقيات متعددة الأطراف وكيفية زيادة فرص التجارة والاستثمار عن طريق توسيع عملية الاندماج والتكامل الإقليمي في كافة أنحاء القارة.
ويعقب ذلك جلسة آخري بعنوان «فرص النمو الإفريقي» بمشاركة رؤساء الدول الأفارقة لاستعراض خطط الإصلاح والفرص التي يتم توفيرها لزيادة معدلات النمو، ويقوم عدد من رجال الأعمال ومن ممثلي الشركات متعددة الأطراف بمناقشة أفضل الطرق لجذب المزيد من الاستثمارات وتنمية الشراكة المتبادلة بسن الطرفين، وسيقوم المشاركون بالإجابة على أسئلة من الحضور.
ويناقش رؤساء الدول الإفريقية، طموحاتهم حول استخدام الطاقة النظيفة بما في ذلك الشراكات والسياسات التي ستساعدهم في تنفيذ ذلك. كما يستعرضون أرائهم وخططهم للتحول إلى الطاقة النظيفة والجديدة.
وفى التقرير التالي نرصد أبرز المحافل الدولية التي شارك فيها الرئيس السيسي:
-قمة مجموعة العشرين وأفريقيا
لم تكن تلك القمة هي الأولى التي يشارك فيها السيسي كرئيسا للاتحاد الأفريقي، الذي تولاه في فبراير 2019، حيث حمل هموم القارة على عاتقه في عدة محافل دولية، لتنميتها والارتقاء بها، والبحث عن حلول لأزماتها، منها القمة الثالثة لمجموعة العشرين وأفريقيا، في العاصمة الألمانية برلين، نوفمبر الماضي، التي تحدث فيها عن مشروعات الربط والاندماج الإقليمي، وتفعيل التجارة الحرة القارية، لتصبح القارة أحد محركي الاقتصاد العالمي، عبر جذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات.
وسعت القمة لدعم التعاون الاقتصادي بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تسهم في الإسراع بوتيرة النمو بالقارة السمراء، وهي المبادرة التي أطلقتها ألمانيا الاتحادية 2017، خلال رئاستها لمجموعة العشرين بهدف دعم التنمية في البلدان الأفريقية وجذب الاستثمارات إليها.
وشهدت زيارة الرئيس السيسي لألمانيا نشاطا مكثفا على الصعيد الثنائي، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في شتى المجالات، وتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
-قمة سوتشي الروسية الإفريقية
وفي أكتوبر الماضي، بروسيا، ترأس الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة سوتشي، حيث جرى الإعلان فيها عن إطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي لأول مرة، ودخلت اتفاقية التجارة الحرة في أفريقيا حيز التنفيذ ما يجعل مثل هذه النجاحات طريقا لفتح آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، والتي تثبت عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.
-قمة تيكاد 7
ومن روسيا لليابان، شارك السيسي كرئيسا للاتحاد الأفريقي، في قمة تيكاد 7 بطوكيو، في أغسطس الماضي، حيث دعا الرئيس لأهمية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بأفريقيا والمضي في أجندة أفريقيا 2063، هما ركنان أساسيان بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.
وأكد أن دول الاتحاد الأفريقي تشهد تغيرات كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، لذلك تتزايد فرصها في الاستثمار والتصنيع بدفع من مجتمعات شابة طموحة، داعيا كافة مؤسسات القطاع الخاص والشركات اليابانية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في أفريقيا.
-قمة الحزام والطريق
وبأبريل 2019، مثل السيسي، الاتحاد الأفريقي قمة الحزام والطريق، التي احتضنتها بكين، من أجل إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وأفريقيا، حيث دعا الرئيس إلى مزيد من التعاون في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية.
-مؤتمر ميونخ للأمن
وبعد أيام قليلة من تولي مصر رئاسة الاتحاد، في فبراير الماضي، شارك السيسي، في مؤتمر ميونخ للأمن، بألمانيا، حيث تحدث فيه عن رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وسبل تيسير التجارة البينية في إطار أجندة القارة 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، بجانب جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ليصبح بذلك أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ منذ تأسيسه، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.
-قمة السبع الكبار
كان الرئيس قد استبق زيارته هذه المرة بنشاط مكثف على الساحة الأفريقية، حيث شارك خلال شهر سبتمبر الماضى فى قمتين أحدهما الأهم عالمياً ترتيباً بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى قمة الدول السبع الكبار التى عقدت بفرنسا، وشارك الرئيس السيسى خلالها متحدثاً باسم مصر والقارة السمراء، وسبق إلقاء كلمته اجتماع تنسيقى مع عدد من القادة الأفارقة للاتفاق على الموضوعات التى سيتم طرحها على الكبار السبع، وهو أمر كان غائباً عن المشاركات الأفريقية السابقة فى مثل هذه القمم والاجتماعات، فغالباً ما يتحدث رئيس الاتحاد الأفريقى دون تنسيق مسبق، لكن رئيس مصر أراد أن يضع تقليدا جديدا، ليكون التنسيق والتشاور المستمر هو السمة الغالبة فى العمل الأفريقى الجمعى.
-قضايا التنمية بأفريقيا
وشملت خطابات الرئيس السيسي السابقة، التركيز على شواغل الأفارقة مثل قضايا التنمية، التى تعد الهدف الذى تسعى له دول القارة، وتريد من خلاله تحقيق مشاركة دولية فى تحقيق هذه التنمية فى دول القارة، وما يحدث من تطورات إيجابية فى القارة السمراء والتحديات التى تواجه العمل الأفريقى المشترك، بالإضافة إلى فرص التعاون بين القارة وبقية دول العالم.
ومنذ أن تسلم الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقية فى فبراير الماضى، وهو يضع قضايا القارة فى مقدمة أولوياته، وخلال مشاركته الأخيرة فى قمة الدول السبع التى عقدت نهاية أغسطس الماضي فى مدينة «بياريتز» بفرنسا، كان الرئيس واضحاً، حينما حدد مطالب القارة من المجتمع الدولى بشكل عام، والدول الكبرى خاصة، بتأكيده على أن «الحديث عن النهوض بأفريقيا، ينبغى أن يتأسس على إرادة جماعية، تستهدف تسوية أزمات القارة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، لتأثيراته المدمرة على جميع الأصعدة، لاسيما على جهود التنمية، وهو ما يجب أن يستتبعه مساءلة حقيقية لداعميه ومموليه، جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وكل ذلك من شأنه أن يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار، وينأى بالشباب عن التطرف والهجرة غير الشرعية، ليتسنى التركيز على وضع آليات فعالة، للقضاء على الفقر وخفض البطالة، ومكافحة الأمراض المتوطنة، والتصدى لظاهرة تغير المناخ».
وتابع الرئيس: «إذا كانت تلك التحديات تفرض علينا مسؤولية التعاون لمواجهتها، فإن دولنا الأفريقية تمتلك، بنفس القدر، فرصاً واعدة وإمكانات متنوعة، تؤهلها لتكون شريكاً موثوقاً للمجتمع الدولى، فلدينا سوق كبير وموارد بشرية غنية، وغيرها من العناصر الجاذبة، لعل أهمها جهود تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تنفيذ المشروعات القارية ومشروعات الطاقة بكافة صورها، بهدف تحقيق التكامل الإقليمى والاندماج القاري، وتتلاقى معها مساعى تحرير التجارة البينية، عبر تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وخطوات تعزيز الدور الاقتصادى للقطاع الخاص».
-الاستثمار في أفريقيا
وفى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لقمة «تيكاد 7»، التى عقدت أيضاً نهاية أغسطس الماضى بمدينة يوكوهاما فى اليابان، وجه الرئيس السيسى باسم أفريقيا دعوة لمؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية مُتعددة الجنسيات للاستثمار فى القارة السمراء، وقال: "أسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مُهيأة، وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، وعزمنا على بناء مُستقبل قارتنا فى شتى المجالات لا يلين".
كما طالب مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها فى تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قُدرات القارة بما يُسهم فى تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دوماً بأن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها وظروفها، ولقد آن الأوان لأن تقدم مؤسسات التمويل الدولية أفضل شروط لتمويل جهود التنمية فى أفريقيا.