بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أغلقته الحكومة السويدية.. تعرف على تاريخ المعهد السويدي بالإسكندرية

بلدنا اليوم
كتب : أمل ماضي

قصر جميل ذات طراز فلورنسي، يجذب نظرك حال مرورك بكورنيش المنشية، شيد عام 1925، وعرف لدى الجاليات الأوروبية في الإسكندرية بـ«قصر السويد»، (Le Palais de Suede)، إنه مبنى المركز الثقافي السويدي بالإسكندرية.

بناه كارل فون غربر قنصل عام السويد عام 1925، والذي كان يعمل باستيراد الأخشاب السويدية، وكان يمتلك مصنعا لصناعة أعواد الثقاب في منطقة المكس، كما كان عضوا في جمعية الآثار بالإسكندرية، وكان معروفا ببذخه واستضافته الحفلات التي تضم نخبة وصفوة رجال الأعمال والمثقفين والدبلوماسيين بالإسكندرية، وظل فون جربر محتفظا بلقب "القنصل"حتى بعد تقاعده، وقبيل وفاته بسبعة أشهر، تبرع بجزء من قصره ليكون كنيسة للبحارة السويديين، وافتتحت الكنيسة في احتفال كبير بداية عام 1959، وكان قد خصص الطابق الرابع في منزله كمدرسة لرعاية الصم والبكم، وتوفي فون غربر عام 1959.

وفي عام 1999 تحول القصر إلى مقر للمعهد السويدي (SWEDALEX) بموجب قرار جمهوري، تابع لوزارة الخارجية السويدية، وافتتح رسميا في 3 أكتوبر 2000، واستغرقت أعمال تجديد وترميم المبنى المكون من 4 طوابق عامين كاملين، وتم الحفاظ الأساس الأصلي للقصر ومعظمه مطلي بالألوان نفسها التي كان عليها وهما اللونان الأزرق والذهبي الأصفر وهما لونا العلم السويدي.

يعد مبنى المعهد السويدي تحفة معمارية فريدة تتسم بفخامة القصور الملكية التي تعود إلى عصري "الباروك" و"الروكوكو"، والتي تتميز بزخارفها الذهبية على جدران المبنى.

بدأ المعهد نشاطه عام 1999، وكان يقدم نشاطات ثقافية ولقاءات، كما استضاف مؤسسة "آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات"، وزاره العديد من الشخصيات المشهورة لعل أبرزهم ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، وزوجته الملكة سيلفيا ملكة السويد، وأميرة السويد وولية العهد الأميرة فيكتوريا، ووزيرة الخارجية السويدية الراحلة آنا ليند، إلى جانب عدد من كبار المثقفين والسياسيين في العالم العربي.

إلا أن نشاط المركز الثقافي السويدي بالإسكندرية لم يدم طويلا حيث أعلنت الحكومة السويدية بشكل مفاجئ قرارها بإغلاق المعهدفي سبتمبر 2018، لأسباب قالت أنها تتعلق بانتهاء عقد إيجار المبنى، وقابل مثقفو الإسكندرية القرار بحالة من الغضب والاستياء، حيث أطلق البعض حملة "لا لغلق المعهد السويدى بالاسكندرية".."DON'T CLOSE THE SWEDISH INSTITUTE IN ALEXANDRIA" الا أن المعهد السويدي أغلق بالفعل بداية عام 2019.

وفي ديسمبر 2018، قبل إغلاق المعهد تم الكشف عن خبيئة تراثية، كانت تضم مجموعة نادرة من النياشين والأوسمة والميداليات، التي تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، حيث تعود لعصور تاريخية مختلفة ومنها العصر الهلينستس والأسرة العلوية.

تم نسخ الرابط