"مدد يا مرسي".. نجا من الغرق وجاء إلى مصر بسبب رؤية الرسول في المنام

"شيللاه يا مرسي يا ابو العباس" ، "مدد يا مرسي"، عبارات قد تسمعها خلال مرورك بجمع سكندري أصيل، ولكن من هو "المرسي".
هذا ما سنستعرضه خلال الأسطر التالية:
هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي، ولّد في مدينة مرسية في الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219م ومنها حصل على لقبه المرسي، يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر من قبل سيدنا الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هـ..
عند بلوغ شهاب الدين أبو العباس سن التعليم، حفظ القرآن الكريم في عام واحد، وتعلم القراءة والكتابة والخط والحساب والفقه، ألحقه والده لعمل معه بالتجارة، وخلال رحلة الحج لبيت الله الحرام مع أهله هبت عاصفة أغرقت السفينة، قرب سواحل تونس ونجا هو وأخوه من الغرق.
عاش بتونس فترة من الزمن، حيث كان يدرس الخط والحساب والقراءة والقرآن الكريم للصبيان،ثم التقي بالشيخ أبا الحسن الشاذلي، وبدأ أبو العباس المرسي في تلقي علوم التصوف على يده، وفي عام 642 هجرية، 1244م رأى الشاذلي في منامه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمره بالانتقال إلى الديار المصرية فخرج من تونس ومعه أبو العباس المرسي وأخوه قاصدين الإسكندرية، واستقرا بحي كوم الدِّكة.
وكان يعقد مجالس العلم بجامع العطارين الذي كان يُعرف وقتها بالجامع الغربي، وقد أقبل على هذه المجالس، والدروس أعداد كبيرة من أهالي الإسكندرية، وبعد وفاة شيخه سيدي أبو الحسن الشاذلي تولى أبو العباس المرسي مشيخة الطريقة الشاذلية، وكان عمره آنذاك أربعين سنة وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف حتى وفاته، بعد أن قضى أربعةً وأربعين عاماً في الإسكندرية.
يقع المسجد بمنطقة بحري على طريق الكورنيش، ويشرف على الميناء الشرقي بالأنفوشي وهو مبنى على الطراز الأندلسي وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل، وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، وتعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس وولديه.
أعاد بناءه الأمير قجماش الأسحاقي الظاهري أيام ولايته علي الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي وبنى لنفسه قبراً بجوار أبي العباس ودفن فيه سنة 892 هـ، كما جدد بناءه الشيخ أبو العباس النسفي الخزرجي، وفي عام 1179 هـ الموافق 1775م وفد الشيخ أبو الحسن علي بن علي المغربي إلي الإسكندرية وزار ضريح أبي العباس المرسي فرأى ضيقه فجدد فيه كما جدد المقصورة والقبة ووسع في المسجد.
وفي عام 1280 هـ الموافق 1863م تعرض المسجد للتهدم والتهالك وصارت حالته سيئة، فقام أحمد بك الدخاخني شيخ البناءين بالإسكندرية بترميمه وتجديده ،وظل المسجد كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد علي أن يضم مسجداً كبيراً لأبي العباس المرسي ومسجداً للإمام البوصيري والشيخ ياقوت العرش، وقام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الانتهاء من بنائه العام 1943م.