الناتو: حان وقت الانفصال عن أردوغان

قد يؤدي التصعيد الأخير للتوترات في بحر إيجة إلى تعزيز الروابط السياسية بين اليونان وحلفائها الغربيين ، فضلًا عن إجبار الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات فعلية على تركيا، وفق ما ذكر الباحث السياسي بوراك بكديل، وفق ما نشرت صحف دولية.
اعتبر بوراك، إن ديفيد لفيليبس، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد دراسة حقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، قال مؤخرًا: في الذكرى السنوية الأولى لغزو تركيا واحتلالها لروج آفا (شمال شرق سوريا) ، يسعى أردوغان إلى صرف انتباه الأتراك عن الديمقراطية التركية الفاشلة والاقتصاد المحلي المتعثر من خلال الترويج للحرب في سوريا والعراق وليبيا والصومال وشرق البحر المتوسط.
كما تهدد تركيا ووكلائها بارتكاب إبادة جماعية أخرى للأرمن ، تستهدف الأرمن في ناغورنو كاراباخ.
واعتبر إن الناتو هو أكثر من مجرد تحالف أمني، إنه تحالف دول ذات قيم مشتركة، و تركيا في ظل ديكتاتورية أردوغان معادية لأمريكا ومعادية لأوروبا، سيتم تجاهل طلب تركيا للانضمام إلى أوروبا إذا تقدمت بطلب اليوم.
وكان فيليبس أحد الموقعين على بيان طالب بمعاقبة تركيا، قائلا "حان وقت الانفصال عن أردوغان" وأكد عليه رئيس منظمة العدالة من أجل الأكراد توماس إس كابلان و برنارد هنري في صحيفة نيويورك.
خلال الشهر الماضي، ازدادت حدة التوتر في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط بين الخصمين التقليديين تركيا واليونان، وأعلنت أثينا عن (Navigational Telex) لتدريبات إطلاق النار في بحر إيجه.
وردت أنقرة بالإعلان عن نافتكس الخاصة بها في بحر إيجه في 28 أكتوبر ، وقررت إرسال سفينة المسح Oruç Reis إلى الجرف القاري المتنازع عليه على بعد 6.5 ميلًا بحريًا فقط من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.
هذا التصعيد لديه القدرة على تعزيز الروابط السياسية بين اليونان وحلفائها الغربيين ، وكذلك إجبار الاتحاد الأوروبي على التحول من التهديد بفرض عقوبات على تركيا إلى فرض عقوبات فعلية على تركيا.
يوم 14 أكتوبر، وزير الخارجية الألماني هيكو ماس ألغى رحلته المقررة إلى أنقرة لإظهار التضامن والدعم "أن اليونان لها ما لنا، والجميع في الاتحاد الأوروبي وألمانيا يدعمون ذلك".
أما وزارة الخارجية الأمريكية اعتبرت هذه الخطوة التركية "استفزازا محسوبا"، وقالت المتحدثة مورجان أورتاجوس في بيان "إعلان تركيا من جانب واحد يزيد التوترات في المنطقة ويعقد عمدا استئناف المحادثات بين حلفائنا في الناتو . الإكراه والتهديد والترهيب والنشاط العسكري لن يحل التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط".
لدى أردوغان أسباب أيديولوجية ودبلوماسية وعملية للتصعيد، من الناحية الأيديولوجية ، فإنه معادي للغرب بطبيعته، ويريد الظهور بمظهر المتفوق.
ووفق بوراك بكديل، سيحاول أردوغان إبقاء التوترات عالية بما يكفي لإظهار جبهة بطولية لجمهور حزبه والقوميين، ولكن ليس بالقدر الذي يؤدي إلى فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي عليه، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد التركي.
على المستوى البراجماتي (المصلحي)، يعلم أردوغان أن أي مواجهة خارجية ستعزز من شعبيته في الداخل.
لدى أنقرة خيارات أكثر لاستعداء اليونان، بما في ذلك تسليح المضيق التركي، حيث أنشأت اتفاقية مونترو لعام 1936 بشأن نظام المضائق التركية مضيق البوسفور كممر شحن دولي، لكنها أعطت تركيا الحق في تقييد السفن من الدول غير المطلة على البحر الأسود.
ويعبر حوالي 3 ملايين برميل من النفط الخام و20 مليون طن من المنتجات البترولية مضيق البوسفور كل عام، ومن المرجح أن تزداد هذه الأرقام في المستقبل القريب.
ومرت أكثر من 40 ألف سفينة عبر هذه المياه في عام 2019، لنقل ما يقرب من 650 مليون طن من البضائع، وأكد هذا المستوى من حركة المرور على المضيق التركي كواحد من أهم ممرات التجارة البحرية في العالم.
وخلاصة الأمر، إنه يبدو أن تركيا ستحاول الحفاظ على المستوى الأمثل من التوتر في بحر إيجه، تصعيد واتهامات ومناوشات بدرجة كافية لإبقاء الأتراك متحدين وراء زعيمهم، ولكن ليس لدرجة إثارة حرب حقيقة وتلقي أردوغان انتقام غربي عنيف.
موضوعات ذات صلة
بعد فرنسا.. هجوم إرهابي في كندا وأنباء عن سقوط ضحايا
السودان تعلن بيان هام بشأن مفاوضات سد النهضة