احتضنني زوجي وقبلني ونزل ماء بسبب تحرك الشهوة فهل يبطل الصيام؟ الإفتاء تجيب

من الأسئلة الحائرة بين كثير من السيدات، هل الماء النازل من المرأة بسبب تحرك الشهوة يبطل الصيام؟.
وحول هذا الشأن، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، تقول خلاله السائلة: «احتضنني زوجي وقبلني في نهار رمضان قبل خروجه من البيت، وعندما خرج؛ أخذت أستعد للصلاة، فوجدت بعض الماء في ملابسي، فهل أكون قد أفطرت هذا اليوم أم لا؟».
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه إذا كان ما وجدته السائلة في ملابسها من بللٍ ماءً رقيقًا أصفر، وأحست بقوة الشهوة واللذة وقت خروجه، وبالفتور بعده، فهو منيٌّ، وفي هذه الحالة إن كان نزوله بسبب الفعل الوارد بالسؤال، فإن صومها يبطل ويجب عليها القضاء باتفاق الفقهاء، وأما إذا كان الماء أبيضَ رقيقًا فهو مذي، وفي هذه الحالة لا يبطل صومها على رأي بعض الفقهاء، ومع ذلك يستحب لها القضاء بعد رمضان خروجًا من الخلاف.
وأكد مفتي الجمهورية، أن الصوم أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة، وقد فرض الله- تعالى- على المسلمين صيام شهر رمضان من كل عام، وكانت فرضية صيام شهر رمضان، خلال شعبان، في السنة الثانية للهجرة؛ فيجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ذكرًا كان أو أنثى، أن يصوم شهر رمضان، والأصل في فرضيته من القرآن الكريم، قوله- تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183).
واستطرد: ومن السنة ما رواه الإمام البخاري، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم-: «بُنِي الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»، وقد أجمعت الأمة الإسلامية على فرضيته؛ قال العلامة الروياني الشافعي في "بحر المذهب في فروع المذهب الشافعي": [الأصل في وجوب الصيام: الكتاب، والسنة، والإجماع... وأما الإجماع: فلا خلاف بين المسلمين فيه].