محلل أمني: الأزمة الليبية تفاقمت بسبب القوات الأجنبية والمخططات الإرهابية

حرب جديدة تلوح في الأفق الليبي برأي العديد من المحللين السياسيين، إذا عجزت حكومة الوحدة الوطنية الجديدة عن تنفيذ الإستحقاق الإنتخابي في موعده.
حيث يشير الخبير الأمني أحمد كروش إلى أن الأزمة الليبية مزمنة وليست وليدة اليوم، وتفاقمت مع استباحة أراضيها من قبل القوات الأجنبية التركية ومرتزقتها، والأكثر من ذلك أنها أصبحت منطقة جذب للجماعات الإرهابية، حيث أن تركيا استقدمت أكثر من 20 ألف إرهابي من شمالي سوريا إلى ليبيا لمواجهة الجيش الوطني الليبي، والمثير للتساؤل هو مصير هؤلاء المرتزقة عند تحقيق مصالحة شاملة بين الأطراف المتصارعة في ليبيا.
الجدير بالذكر أيضاً أنه تنتشر في العاصمة طرابلس العديد من الميليشيات المسلحة التي تم تشكيل معظمها في عهد رئيس حكومة الوفاق الوطني السابق فايز السراج، والتي تمارس سطوتها على المواطنين وتهدد أمنهم واستقرارهم، حيث أنها تقوم بسرقة أسلاك الكهرباء والمحال التجارية وتمارس عمليات التهريب والاتجار بالمشتقات النفطية وحتى أنها تقوم بعمليات خطف وابتزاز بحسب العديد من التقارير الصادرة عن منظمة العفو الدولية.
ونرى بأنه مرّت سنتان منذ أن أمر المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي بالتوجه نحو طرابلس في الرابع من أبريل الماضي لمواجهة ميليشيات حكومة الوفاق الوطني السابقة. وكانت هذه السنة، رغم أنها لم تحقق الهدف الرئيسي وهو سيطرة الجيش على العاصمة، حافلة بالتطورات والأحداث التي حقق الجيش الوطني الليبي تقدما لافتا فيها، عسكريا وشعبيا، في مقابل تراجع حكومة الوفاق في الداخل جراء تصاعد القلق من ممارسات الميليشيات التابعة لها، وفي الخارج بسبب علاقتها بتركيا، وبينما كان الجيش قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك الهدف، استنجدت حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، بتركيا وقطر، إلى جانب الميليشيات والمرتزقة، ومنها جماعات مصنفة على أنها إرهابية، لإدامة حالة الفوضى والانقسام، إلى أن احتدت المواجهات وسقط ضحايا مدنيون جراء الحرب مما أرغم الجيش الوطني على التراجع، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار لتهدئة الصراع.
وكما تشير الحقائق فيبدو بأن حكومة الوحدة الوطنية الجديدة عاجزة عن إخضاع الميليشيات وانهاء حالة انعدام الاستقرار في العاصمة، وذلك بعد أن قامت الميليشيات مؤخراً بالهجوم على مقر المجلس الرئاسي ومحاصرته وتهديده باستخدام العشرات من الآليات المسلحة لتنفيذ مطالبهم، وهذا الأمر الذي بدأ ينعكس سلباً على خارطة الطريق، وبدأت الشكوك تراود النشطاء المدنيين من أن الانتخابات في ظل وجود هذه الميلشيات لن تحقق تطلعات الشعب ولن يصل الشخص المناسب إلى سدة الحكم.
كل هذا يدل على أنه إذا استمر واقع الحال في طرابلس على ماهو عليه، فإن احتمالات نشوب الحرب كبيرة ومطالب استكمال عملية طوفان الكرامة ستتزايد، وهذه المرة لن يكون هناك تضليل إعلامي يشير إلى العملية على أنها عدوان، بل ستكون بالفعل عملية لتحرير العاصمة من قبضة ميليشيات ومرتزقة خارجين عن القانون، يخدمون مصالح أسيادهم فقط على حساب ليبيا.