بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

موقف الأزهر الشريف من إلغاء شرط وجود محرم مع السيدات لأداء العمرة

بلدنا اليوم
كتب : بلدنا اليوم

إن القضايا التي خضعت للتوصيف الشرعي والاجتهاد الفقهي في أروقة الأزهر الشريف كان مكاسبها للمرأة نصيب الأسد من حقها وأشار الأزهر إلى أن من أول هذه المكاسب موضوع "سفر المرأة"، موضحاً أن سفر المرأة في تراثنا الفقهي مشروط عند أغلب الفقهاء بمرافقة الزوج، أو أي محرم من محارمها؛ لأن سفر المرأة بمفردها في تلك العصور بدون محرم كان أمراً صادماً للمروءة والشرف، بل كان طعناً في رجولة أفراد الأسرة نظراً لما تتعرض له، آنذاك، من سبي واختطاف واغتصاب في الصحاري.

كشف الدكتور عباس شومان المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، أنه يجوز للمرأة أن تسافر لأداء الحج والعمرة دون اصطحاب محرم معها، شريطة أن تكون برفقة صحبة آمنة، وهذا ما انتهى إليه مؤتمر الأزهر الأخير في التجديد.

وشدد "شومان" على أنه من الأفضل للمرأة أن تسافر بصحبة محرم لها، لأنها معرضة لأن تمرض فتحتاج من يحملها ويرعاها، والأولى في هذه الحالة أن يكون معها محرم لها أو زوجها، وإن لم تجده لها أن تسافر بدونه.

وأشار المشرف على فتوى الأزهر، إلى أن اصطحاب المرأة للمحرم علله العلماء، بأنه كان يتعلق بظروف السفر قديما من حيث الطرق غير الممهدة واستغراق الرحلة وقتا طويلا، إلا أنه في العصر الحديث اختلفت الظروف أصبحت الطرق آمنة وتستغرق الرحلة ساعة أو ساعتين

وذهب بعض الفقهاء إلى أن المرأة تستطيعُ أن تحج وحدها بدون محرم إذا كانت تأمنُ الطريقَ، ولا تخاف على نفسها، ولا على عرضها إذا سافرت بمفردها، والدليل على ذلك ما ورد عَنْ سيدنا عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الحِيرَةَ؟!» قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَالَ: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ.

أما مركز الأزهر العالمي للفتوى فقد اكد في رده على سؤال "هل يجوز سفر المرأة للحج بدون مَحْرَم؟ أن بعض الفقهاء أجازوا للمرأة إذا لم تجد مَـحْـرمًا يحج معها وكان معها جماعةٌ من النساء أو الرجال مأمونةُ الـخُلُقِ والدين والرفقة، فإن المرأة يصح أن تحج معها، ويكفي في هذه الرفقة وجود امرأة واحدة.

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية قد أعلنت الاشتراطات وآلية التسجيل عبر المسار الإلكتروني لحجاج الداخل لهذا العام، وسمحت الشروط للمرأة التسجيل دون محرم "مع عصبة النساء".

ويعد القرار نقلة نوعية كبيرة على طريق تمكين النساء ومنحهن حقوقهن المشروعة التي منحها الإسلام للمرأة.

وأشار شيخ الأزهر احمد الطيب، إلى أن نظام السفر تغير في العصر الحديث وتبدلت المخاطر التي كانت تصاحبه إلى ما يشبه الأمان، ولم يعد السفر يستغرق ليالي وأيام، ومن ثم فان الاجتهاد الشرعي في هذه المسألة لا مفر له من تطوير الحكم من منع السفر إلى الجواز بشرط الرفقة المأمونة.

ولفت إلى أن المذهب المالكي ومنذ العصر الأول للإسلام أباح للمرأة الخروج إلى الحج بدون محرم إذا كان معها رفقة مأمونة، وانتهى العلماء في هذا الأمر إلى تبني المذهب المالكي في تبني جواز سفر المرأة بدون محرم متى كان سفرها أمنا بصحبة ترافقها أو وسيلة تمنع تعرضها لشيء.

الجدير بالذكر أن وزارة الحج والعمرة السعودية سمحت للنساء دون ٤٥ عامًا من داخل المملكة السعودية بقضاء فريضة الحج والعمرة العام الماضي بدون محرم.

تم نسخ الرابط